|
بمناسبة الذكرى العاشرة لتاسيس الحوار المتمدن
صباح قدوري
الحوار المتمدن-العدد: 3571 - 2011 / 12 / 9 - 13:04
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
لا يخفى على احد ، بأنّ تكنلوجيا المعلومات، منها الأنترنيت يمثل احدى اهم الثورات التقنية المعلوماتية التي حصلت في تاريخ البشرية.وحدثت في الفترة الاخيرة تطورات كبيرة في هذا المجال بظهور فيسبوك وتويتر ويوتوب وغيرها من وسائل الاتصالات. واحدثت التقنيات المعلوماتية متغيرات كبيرة في المجالات الأقتصادية، السياسية،الأجتماعية،الثقافية، الديمقراطية المعرفية. تستخدم كأداة فعالة في نشر الديمقراطية عبر العالم كله، وكأداة مهمة ايضا للتواصل الاجتماعي بين البشر. ذات تاثير كبير على الفرد ونشاطاته في كثير من ميادين الحياة، وخاصة الجانب الأعلامي منها. وتساهم هذه التقنية في توعية الجماهير، واصبحت من ضروريات الحياة وتاثيرها بدرجة كبيرة على مجتمعات العالم الثالث، رغم محدودية استخدامها بالقياس الى امريكا واوربا والبلدان الصناعية المتقدمة. فتكنلوجيا المعلومات بالاضافة الى عوامل اخرى، قد اتاحت لأناس كثيرين، وخاصة في بلدان العالم الثالث،ان يتمردوا ويعلنوا الانتفاضات الجماهرية في عديد منها على الأنظمة الديكتاتورية والشمولية ، والصيغ الجاهزة ذات الأعراف والتقاليد السائدة والتي اصبحت لأ تلائم ولاتتناسب مع روح العصرالذي يستند على مبادئ توسيع الممارسات الديمقراطية ، التعبير عن الرأي بكل شفافية ، المشاركة في المناقشات والحوارات ، من خلال متابعة الأحداث والمتغيرات السريعة التي يشهدها عالمنا المعلوماتي اليوم. احترام الرأي ، بقصد الوصول الى صيغة الحوار البناء والمفيد في المناقشات .كما اصبح اليوم ايضا سلاحا في يد الثورين. اصبح الأعلام بمختلف قنواته ونشاطاته اليوم يتأثر في كل ظاهرة من ظواهر الحياة حاملا الرسالة السياسية ، الأقتصادية ، الأجتماعية ، الثقافية والفكرية عبر هذه الوسائل التقنية.
تمر الذكرى العاشرة على بدء تأسيس موقع الحوار المتمدن الالكتروني .هذا الموقع اليساري الديمقراطي الذي كرس نفسه وفتح مجالات رحبة امام عدد كبير من الكاتبات والكتاب، ليساهموا في مجالات سياسية اقتصادية اجتماعية تقافية متنوعة. وخاصة اصدار الملفات واجراء حوارات مع شخصيات سياسية والكتاب والكاتبات والمناضلات والمناضلين في مواضيع متنوعة تخص احداث الساعة في المنطقة، وعن افكارتنويرية معاصرة باتجاهات الفكر اليساري الديمقراطي العلماني المدني للمجتمع، والدفاع عن الديمقراطية والحرية، وعن حقوق الانسان وعن المراة بشكل خاص. تنظيم حملات التضامن مع الكتاب والادباء والسياسيين وغيرها من النشاطات الاجتماعية والثقافية.
لقد تجاوز الحوار المتمدن عبر مسيرته التاريخة خلال هذه السنوات العشرة، مصاعب كثيرة على الاصعدة المختلفة، منها على سبيل المثال : 1-المالية ، لا تزال تعتمد مؤسسة الحوار المتمدن على تبرعات الكتاب والقراء، والعمل التطوعي والتعاوني. مع بعض ايرادات متواضعة ناتجة عن الاعلانات لاغراض تمويل المؤسسة وليس لاغراض الربح. وعدم الدخول في المساعدات المالية التي تمنح بشروط معينة مع اية جهة سياسية او رسمية، وهي بحد ذاتها شهادة جيدة على التزام هذه المؤسسة بشفافية تامة ونزاهة في الجانب المالي، واستمرارها على نهجها وعملها اليساري.
2- محدودية الكادر الاداري والفني والاعتماد على العمل التعاوني والتطوعي من العاملين والكتاب، وهم من العناصر الكفوءة من اليسارين والمتقفين التنويريين. 3- محاربتها من الحكومات والانظمة الاستبدادية. ان الأستمرار في ظاهرة ممارسة الضغوطات واساليب فرض الحجب ومنع المواطنين من استخدام موقع الحوار المتمدن من قبل بعض الأنظمة الديكتاتورية والشمولية والسلفية في المنطقة ، تعتبر بحد ذاتها تزكية وشهادة على هويتها اليسارية والعلمانية والديمقراطية، مع تاكيد على ابراز هذه الهوية من خلال الأستقلالية التامة التي يتميز به الموقع في نهجه النظري والتطبيقي. 4- محاولة جر الموقع وابعاده عن موقفه المستقل، وتحويله الى مؤسسه سياسية بحتة، تتحكم فيها الافكار والمنابر اليسارية او اليمينية المحددة في نهجها، واقصد هنا بالثقافة اليسارية، بان مؤسسة الحوار المتمدن تمكنت من ايجاد نوع من التعامل مع ايدولوجيات ومنابر يسارية متنوعة موجودة في الواقع السياسي، بدرجة متوازنة، من دون اعتمادها على ايدولوجية واحدة محددة، في عملها الاعلامي والصحفي.
وبجهود الكوادر والمشرفين على ادارة موسسة الحوار المتمدن، وبدعم ومؤازرة الكاتبات والكتاب والقراء، تمكنت هذه المؤسسة من تجاوز بعض تلك الصعوبات بروح مسؤولية عالية والاعتماد على النفس. ولذلك فأن الحوار المتمدن في مساره الصحيح هذا ، يبشر بنضوج وتطور مستمرفي المحاور الاتية:
1- يتميز بكونه موقع الكتروني يساري راديكالي ، بانه قطع شوطا كبيرا في مجال التطور الأعلامي ، من الجوانب التكنيكية ، والفنية والأعلامية والصحفية. خلال هذه المدة من عمره ، استطاع ان ينتهج منهجية التطور المستمر، وان ينجز نشاطات مبدعة على كافة الأصعدة. 2- تعميق مبدأ الديمقراطية ، وممارستها بشكل فعلي في اداء العمل الأعلامي . يهدف الى نشر اراء وافكار تنسجم مع روح العصر. يساهم في توعية وتثقيف الجماهير بالمبادئ الديمقراطية والعلمانية. الدفاع عن قضايا وحقوق الأنسان ، والأفكار الوطنية والأممية وحرية الرأى والتعبير والشفافية التامة في العمل الصحفي، دعم نشاطات مؤسسات المجتمع المدني وابراز دورها في الممارسات الديمقراطية والحوارالبناء. 3- يبرز على الصعيد السياسي والفكري، من خلال اعطاء فرصة كبيرة لمختلف الكتاب والبلدان للمشاركة والتعبير عن أفكارهم بكل حرية واحترام وصيانة اراءهم ضمن خط اليسارالديمقراطي ، وذلك من أجل تعميق وأغناء مبدأ المناقشات العصرية ، على اسس الأيجابية والبناءة ، في ممارسة العمل الصحفي . 4- يهدف الموقع الى أبراز الوجه العلمي لليسار الديمقراطي ، من خلال جمع جهود جمهرة من الكتاب والمفكريين المبدعين للدفاع عن تراث فكر اليسار . تحفيزهم ودفعهم الى الأمام ، في سبيل المساهمة الجادة والنشطة لتطوير فكرة ومنهجية اليسار المتمثل بالفكر الماركسي ، بحيث ينسجم مع روح العصر، وجعله قادرا على تحديات عصر العولمة والتوسع الراسمالي الهمجي ، الذي تنادي به السياسة الأمريكية وحلفاءها ، وتنفرد كقوة عظمى وحيدة القطب ، تعطي الحق لنفسها في قيادة العالم ، من خلال فرضها ما يسمى بالنظام العالمي الجديد بالقوة ، واشاعة الأوهام الفكرية حول فعالية النيوليبرالية في السياسة الدولية . 5- هناك تطورات ملحوظة في اداء هذا الموقع لمهامه الأعلامي والفكري والسياسي والأجتماعي والثقافي . حيث يمكن ملاحظة ذلك ، من خلال بعض الاحصائيات وتوسع في رقعة صحيفته الألكترونية ، اذ ينشر الموقع يوميا 100 مقال،ويشترك في النشر اكثر من 15 الف كاتبة وكاتب، لديه اكثر من 3000 الاف موقع فرعي،نشر اكثر من 200 الف موضوع من تخصصات متنوعة،معدل قراءة المواضيع يوميا اكثر من 150 الف، ويجدد بشكل مستمر، واعطاء خيارات للكتاب في اختيار نوع وطبيعة النشر،التعليق والتصويت. 6- التوسع المعلوماتي في مجال الأخبار اليومية المتنوعة على صعيد المنطقة والعالم، وتخصيص حقل من صفحة اليوم الى المقالات الادبية والثقافية المتنوعة والشعر , يسمى بمروج التمدن . 7- زيادة في مشاركة الكتاب من العنصر النسائي ، وابراز مساهماتهن بشكل فعال في كتابة ومعالجة القضايا الراهنة والعصرية ، وخاصة ما يتعلق منها في مواضيع الدفاع عن حقوق المراة ومساواتها مع الرجل. 8- التنوع في أقسام ومواضيع الموقع ، بحيث تشمل على الجوانب الصحفية، الأدبية والثقافية ، البحوث العلمية، من خلال انشاء المراكز المختلفة التي تتعلق بتراث وتطوير فكر ومنهج الماركسية واليسارية والديمقراطية. نشر المقالات والاخبار ايضا باللغتين الكردية والانكليزية. 9- زيادة ملحوظة في عدد كتاب الموقع ، بحيث يشمل من مختلف البلدان والقوميات والخلفيات الفكرية المتنوعة . تنظيم المواقع الفرعية الخاصة بالكتاب ، من حيث الكتابة والأرشيف وخزن المقالات ، وسهولة الرجوع اليها عند الحاجة وربطها بصحيفة الفيسبوك.
10- ومن ابرز انجازات مؤسسة الحوار المتمدن ، انها تعتبر اليوم اكبر مؤسسة اعلامية الكترونية ذات نهج يساري وديمقراطي في المنطقة العربية. 11- حازت على جائزة مؤسسة ابن رشد الثقافية في المانيا، بعد التحكيم. وهي جائزة قيمة وكبيرة تمنح من هذه المؤسسة الثقافية رفيعة المستوى ،والتي تهتم وتساهم في نشر الافكار اليسارية والعلمانية والتنويرية والثقافية المتقدمة. 12- تطوير الموقع من النواحي الفنية والتقنية والسعة والتصميم، وفي زيادة عدد الكوادر ، موزعين على اختصاصات متنوعة من وظائف الموقع. وتقديم خدمات سريعة ذات تقنية عالية ، وتحديث الموقع باستمرار ، ومتابعة الحوارات ، وردود التعليقات على المقالات . مع التزام جيد بقواعد النشر والتعليق. ومن المفضل ايضا تصميم شعار للصحيفة ، بحث يرمز الى اهدافها التي تؤمن وتعمل من أجلها. بغية تنفيذ هذه المهمة، يمكن الطلب من الفنانيين التشكليين التقدمين واليسارين الأشتراك في المسابقة لتصميم ذلك. واعتبار مساهماتهم هذه دعما معنويا وثقافيا للصحيفة. 13- طرح موقع الحوار المتمدن على صفحاته فكرة مناقشة مشروع انشاء فضائية يسارية وديمقراطية، الا ان نتائج هذه المناقشات لم تدرس بجدية تامة، ولم يستنتج منها نتيجة محددة تعلن عنها المؤسسة. عليه اكد من جديد بضرورة احياء فكرة هذا المشروع، وبذل جهود ومساعي جدية في تحقيقه في المستقبل المنظور، ويعتبر تكاملا لمؤسسة حوار المتمدن الاعلامية. بالاضافة الى هذه الجوانب المشرقة في مسيرة هذه المؤسسة اليسارية والديمقراطية، لدي بعض ملاحظات ، ارجو اخذها بنظر الاعتبار في مراحل تطويرها، وهي كالاتي:- 1- هناك اشكالية في عملية تصويت للمقالات، قد تؤدي في بعض الحالات الى عدم صحة هذا التقييم، وخاصة للمقالات الجيدة فكريا وسياسيا ولغويا، بالاضافة الى امكانية تكرار التقيم من قبل شخص واحد للمقال عددة مرات خلال فترة زمنية قصيرة.فعليه يجب معالجة هذه المسالة بطريقة اخرى، او الغاءها. 2- يتم الاعتماد على الكم في نشر المقالات على حساب النوعية والجودة. 3- الامتناع عن نشر مقالات بعيدة عن النقد البناء والجرئ، او فيها اساءات شخصية ، للكتاب او السياسيين اوغيرهم . 4- هناك زخم كبير على الصفحة الاولى من الموقع، وينشر فيها مقالات عامة على ثلاث تصنيفات، الاخبار المتنوعة، والمقالات التي تخص الجزء الادبي والثقافي. يمكن تجميع الاخبار مثلا تحت ملف واحد, ويوتوب في ملف ، والكتب والاصدارات في ملف اخر، حتى تتسع الصفحة للمقالات.
وفي الختام اود ان اقول ، اذ لايخفى على احد ، بان موقع الحوار المتمدن ، لايزال يعاني من المشاكل المالية ، وتعتبر هذه المسالة من احدى العوامل المهمة التى تؤثر سلبا على استمرارية وتطوير الموقع. لذا نهب بجميع الكتاب الكرام والقراء الأعزاء ، ان يمدوا يد العون باشكال مختلفة، والمساهمة بالتبرع الى الموقع بهذه المناسبة والمناسبات الأخرى ، حتى ولو بقسط متواضع ، وذلك لدعم خدمات، ونشاطات هذا الموقع ، لكي يرتفع بمستوى اداء مهامه وواجباته الأعلامية والوطنية والأممية على احسن وجه في المستقبل. نهنئكم بهذه المناسبة الكبيرة. وبمناسبة قرب حلول العام الجديد2012، ونشد على ايديكم لمزيد من العطاء، في سبيل احياء حركة الحداثة وبناء الانظمة المدنية , وكشف عورات الانظمة الرجعية والديكتاتورية والسلفية والشمولية ، والمتخلفين والأرهابيين، واعداء الحرية والديمقراطية والتطور الحضاري والتكنولوجي، الذي يشهده عالمنا اليوم في مطلع هذا القرن الجديد، وكبديل عن العولمة الراسمالية والحروب والأرهاب والتخلف.
#صباح_قدوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صدور العدد الثالث من الدورية العلمية المحكمة لجامعة ابن رشد
-
استقلال إقليم كردستان العراق بين الفرضية والواقع
-
ضرورة واهمية تطبيق معايير المحاسبة الدولية في الاقتصاد العرا
...
-
ملاحظات حول مسودة برنامج الحزب المعدة للمؤتمر التاسع للحزب ا
...
-
لا خلاص لمحنة الشعب العراقي الا بتغير النظام
-
على هامش الانتخابات البرلمانية في الدانمارك 2011
-
ليتوسع ويتعززالحوار،حول التيار الديمقراطي العراقي
-
المناضلة هناء أدور... كما عرفتها
-
مائة يوم... وماذا بعد؟!
-
حقوق الشعب الكوردي... وفيدرالية كردستان العراق
-
لنجعل من نوروز يوما للحوار الصادق... والعطاء للشعب الكوردي
-
الى أين تتجه حكومة المالكي؟!
-
نحن على موعد مع التظاهرة الشعبية في العراق
-
هل هب رياح ثورة الشعب التونسي على الشعب المصري؟
-
ليبقى الشعب التونسي رمزا للثورة الشعبية في المنطقة والعالم
-
الحكومة العراقية... وصلاحيات كامل الزيدي
-
الاحصاء السكاني بين واجب الحكومي والوطني ومزاج الكتل السياسي
...
-
رؤية في فكرة انشاء فضائية الحوار المتمدن
-
توجهات القائمة العراقية من تشكيل الحكومة المرتقبة
-
الحكومة العراقية المرتقبة،وافاقها المستقبلية
المزيد.....
-
-سنذهب لعمق أكبر-.. إسرائيل تهدد باستهداف الدولة اللبنانية إ
...
-
أردوغان: يتوجب على النظام السوري الانخراط في عملية سياسية جا
...
-
ولاية الفقيه.. جذور نظرية تحولت إلى أداة للهيمنة وبسط النفوذ
...
-
من هو مسعد بولوس المستشار الأمريكي اللبناني للشرق الأوسط؟
-
من الضاحية الجنوبية: الكشافة والأهالي يتعاونون لإعادة الحياة
...
-
الحرب السورية تعود للواجهة.. كيف انفجر الوضع مجددًا؟
-
ولكل أجل جواب.. تريد معرفة موعد رحيلك عن هذه الدنيا؟ إدفع 40
...
-
اسرائيل تنتقد باريس ولندن وبرلين وتواصل حملتها في غزة
-
خروج عدد من مشافي مدينة حلب عن الخدمة وسط مناشدات الأطباء لف
...
-
الحوثيون يعلنون تنفيذ 3 عمليات ضد أهداف إسرائيلية خلال 48 سا
...
المزيد.....
-
مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة
/ سالم سليمان
-
تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني
/ عصام البغدادي
المزيد.....
|