أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صباح قدوري - المناضلة هناء أدور... كما عرفتها














المزيد.....

المناضلة هناء أدور... كما عرفتها


صباح قدوري

الحوار المتمدن-العدد: 3389 - 2011 / 6 / 7 - 23:27
المحور: المجتمع المدني
    



في بداية الستينيات ، وبالتحديد في 1963 تعرفت على الشابة المناضلة من البصرة ، عندما كانت طالبة في السنة الاول كلية الحقوق في بغداد . وكنت انا ايضا طالبا في السنة الثانية كلية ادارة الاعمال في جامعة بغداد. كانت فتاة نشطة وفعالة في وسط الطلبة من خلال عضويتها في الاتحاد العام لطلبة العراق في الكلية، وانتماءها الى الحزب الشيوعي العراقي. وكانت لها علاقة صداقة جيدة مع الطلبة من مختلف الاديان والقوميات. تحب القراءة والموسيقى وتعلم اللغات الاجنبية المختلفة، وكانت تتردد على المركز الثقافي السوفيتي، الذي كان في نهاية شارع ابي نواس ، لتعليم اللغات، والاطلاع على الاصدارات العربية التي كان يصدرها المركز باللغة العربية. كانت تبادر في تنظيم العلاقات الاجتماعية والسفرات الجامعية، والنشاطات الثقافية والسياسية المختلفة بين الطلبة.
واثناء هجمة 1963 البربرية الوحشية من ازلام حزب البعث وطلبته، القي القبض عليها ، بسبب نشاطها البارز لتصدي الى الاضرابات الطلابية لطلاب البعثيين في حينه ، وعلى اثرها تعرضت الى ابشع انواع التعذيب الوحشى على ايدى الطلبة من قطعان الحرس القومي البعثي. وكانت نشطة في رابطة المراة العراقية وفي الحزب. وبعد خروجها من السجن، استأنفت نشاطها مرة اخرى في صفوف الحزي الشيوعي العراقي ، من خلال المنظمة الطلابية، وساهمت مع رفيقات ورفاق اخرين في اعادة بناء التنظيم الطلابي للحزب وكذلك منظمة الاتحاد العام لطلبة العراق، وخاصة في كلية الحقوق. وبادرت باحياء نشاطات الاتحاد من خلال المشاركة في تنظيم لقاءات وسفرات طلابية الى سدة صدور وبساتين اللطيفية في ضواحي بغداد، وذلك للتعارف وتحريك واعادة نشاطات وفعاليات الطلبة في كليات جامعة بغداد انذاك.

وعلى اثر الهجمة الشرسة الثانية لحزب البعث التي اصابت الحزب مرة اخرى في عام 1979، غادرت بغداد لتلتحق كنصيرة في النضال المسلح لقوات الانصار في كردستان العراق. وبعد ذلك سافرت الى جمهورية المانيا الشرقية لاكمال دراستها العليا. واثناء وجودها في المانيا ساهمت بنشاطات كبيرة في لجان الحزب الخارجية، ورابطة الاتحاد العام لطلبة العراق في الخارج ، وفي الهيئة التنفيذية لاتحاد النساء العالمي. وبعدها انتقلت الى دمشق لتعمل في مجلة يسارية عربية " النهج"، وسكرتيرة تحرير لمؤسسة" المدى" الاعلامية. كما واسست جمعية خيرية باسم جمعية "الامل"، لمساعدة الشعب العراقي في محنته اثناء فرض الحصار الاقتصادي على رقاب الشعب،على اثر حرب الخليج الثانية، ودامت 13 سنة. واتخذت من اربيل في اقليم كردستان العراق مقرا لهذه الجمعية،ومن خلال فتح فروع لها في بعض محافظات العراق، استطاعت تنفيذ عشرات المشاريع المهمة في تطوير وتاهيل القوة البشرية النسوية في الاقليم وفي المحافظات العراقية الاخرى، وفي مجالات محو الامية، وتقديم الخدمات الاجتماعية، والارشادات والعيادات الصحية ، وبناء المدارس، وورشات العمل المهنية في الخياطة والنقش والاعمال اليدوية الاخرى.
وبعد ازاحة النظام الديكتاتوري السابق في 2003، انتقلت نشاطاتها المختلفة الى بغداد لتساهم مع الوطنيين والمناضلين والشرفاء في مجالات الدفاع عن حقوق المراة ، وتنشيط منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان، وفي بناء " العراق الجديد" بعد زوال الديكتاتورية.

تعتبر هناء أدور بحق احد الملامح الوطنية، تكتسب ود كل العراقيين الشرفاء. لقد وقفت وقفة شجاعة وبجدارة عالية في ما يسمى بمؤتمر الدفاع عن حقوق الانسان العراقي ، وبحضور رئيس الوزراء ومندوب الامم المتحدة، لتحرجهم وتصرخ صرخة الشعب العراقي بوجوههم لتكشف اليهم الحقيقة والدفاع عن المظلومين والناشطين، وخصوصا الشبيبة المتظاهرين في ساحة التحرير، والمطالبة باطلاق سراح المعتقلين منهم، والاستجابة لمطالبهم المشروعة.

طوبى لك ايتها المناضلة العراقية الاصيلة ، العنيدة ، المثابرة ، المجتهدة في عملها ، لقد كنت شامخة ، صامدة دائما ، امام من يريدون تزييف الحقائق بما يرضي نزواتهم ومصالحهم . انك خير من مثل المرأة العراقية في نضالها ودفاعها عن حقوقها . انك من النساء القليلات اللواتي دأبن الى الحصول على حقوقهن حتى وان كلفهن ذلك حياتهن . وها انت وقفت بوجههم ولن تخافي لومة لائم ، وقلت الكلمة التي يجب ان تقال في سبيل حقوق الانسان العراقي ، وفي سبيل تحقيق الحرية والمساواة والعدل ، والوطن الحر ، وعراق ديمقراطي فيدرالي، تتعايش فيه بسلام كل الطوائف والقوميات والأديان . وفي سبيل تحقيق الحياة الحرة الكريمة وعراق خالي من الفساد الاداري والمالي ، وعراق مزدهر آمن ، عراق يتميز بالتقدم الاقتصادي والحضاري والاجتماعي ، عراق يتساوى مع باقي الامم المتقدمة التي وفرت لشعوبها كل مستلزمات الحياة .

كلنا نقف معك في هذه المحنة ، واملنا من الجهات الرسمية ان تتخذ الاجراءات اللازمة في سبيل اعطاءك رد الاعتبار على ما ارتكبوه من اخطاء اتجاهك . واملنا ان نلقاك مرة اخرى وانت باسقة كالشجر في عملك الشاق , الذي يتطلب المهارة العالية التي انت اهلا لها . فطوبى لك مرة اخرى .



#صباح_قدوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مائة يوم... وماذا بعد؟!
- حقوق الشعب الكوردي... وفيدرالية كردستان العراق
- لنجعل من نوروز يوما للحوار الصادق... والعطاء للشعب الكوردي
- الى أين تتجه حكومة المالكي؟!
- نحن على موعد مع التظاهرة الشعبية في العراق
- هل هب رياح ثورة الشعب التونسي على الشعب المصري؟
- ليبقى الشعب التونسي رمزا للثورة الشعبية في المنطقة والعالم
- الحكومة العراقية... وصلاحيات كامل الزيدي
- الاحصاء السكاني بين واجب الحكومي والوطني ومزاج الكتل السياسي ...
- رؤية في فكرة انشاء فضائية الحوار المتمدن
- توجهات القائمة العراقية من تشكيل الحكومة المرتقبة
- الحكومة العراقية المرتقبة،وافاقها المستقبلية
- تهريب النفط العراقي من كردستان العراق
- الى متى استمرار العنف والارهاب وانتهاك حقوق المسيحيين في الع ...
- في ذكرى يوم الشهيد الشيوعي-الخالد الشهيد عادل سليم
- الرحلة الثانية الى الوطن الحبيب
- على هامش فضيحة شركة النفط النرويجيةDNO
- الانتخابات التشريعة الثالثة في العراق
- مقترحات برنامج العمل لادارة فيدرالية كردستان العراق الجديدة
- دستور اقليم كردستان العراق والانتخابات التشريعية


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صباح قدوري - المناضلة هناء أدور... كما عرفتها