أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - المراة والملكية الخاصة والرجل















المزيد.....

المراة والملكية الخاصة والرجل


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3810 - 2012 / 8 / 5 - 16:30
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كتب عالم الانثروبولوجيا الامريكي (لويس هنري مورجان – l. h . morgan) عن وجود رابطة قوية بين الملكية الخاصة ووضع المراة (والزوجة بصفة خاصة )وعزلتها ومحاولة تغطيتها بالحجاب والملابس من اعلى راسها وحتى اخمص قدميها . فالمراة هنا ( وعاء الذرية )الذي لابد ان يظل نقيا من الشوائب ,من هنا كان لابد من حجبها عن الانظار , حتى تضمن سلالة من صلب الزوج صاحب هذه الملكية .ومعنى ذلك ان هذه القيود التي فرضها المجتمع الابوي على المراة من اجل توريث الملكية الخاصة لم تكن معروفة في المجتمعات التي سادت فيها المشاعية البدائية .فكان كل شيء فيه مشاعا بين افراد القبيلة , ومن ثم فان هذه المجتمعات نفسها سادتها المشاعية الجنسية ايضا . فلا اهمية للحجاب ولا لتغطية الجسد كله او بعضه .
لقد كان الحجاب للتفرقة بين المراة الحرة التي يرث ابناؤها , والجارية التي لابد ان تمتنع عن وضع الحجاب . ومن هنا راينا عمر بن الخطاب يضرب الجارية بالدرة اذ ا ما تحجبت وهو يقول : (اتتشبهين بالحرة ؟ ), انظر العقد الفريدلابن عبد ربه ,ولسان العرب لابن منظور .
نكرر القول ان لااهمية للحجاب في المجتمع المشاعي . يشهد على ذلك ايضا حق الليلة الاولى حيث كان يدخل شيخ القبيلة او الساحر او الكاهن على العروس في الليلة الاولى لزواجها .
وقد كان هذا الحق يمارس في حفل عام , كما كانت الحال في جزر ساموا حتى عهد قريب جدا .
كما تشهدعليه عادة تقديم الزوجات الى الضيوف , وهي عادة شهيرة مارستها شعوب بدائية كثيرة مثل الاسكيمو , وكان لدى العرب في الجاهلية قبل الاسلام عادة مشابهة تسمى ( الاستبضاع ). وعندما يريدالرجل ان يكون له ولد بمواصفات عالية يطلب من زوجته ان تذهب الى من اشتهرت عنده هذه الصفة مثل النباهة , الفحولة ,جمال الجسم ... الخ .لتستبضع منه , فاذا ولدت نسب الولد الى زوجها . وهي عادة عرفت ايضا في اسبرطة . مثل ذلك في المخادنة .وقد ذهب الجغرافي الشهير سترابون الى ان هذا النوع من النكاح كاتن يجري عند العرب في الجاهلية بين الاخوة ,يشتركون في المال وفي المراة , فلهم زوجة واحدة ,فاذا اراد احدهم الاتصال بها وضع عصاه على باب الخيمة , لتكون علامة على ان احدهم بالداخل , واما في الليل فتكون من نصيب الاخ الاكبر .
وباختصار , فاننا نستطيع ان نقول مع سيمون دي بفوار :
(ان اضطهاد المراة يرجع الى الرغبة في تخليد الاسرة , والمحافظة على الملكية الخاصة . وبقدار ما تتحرر المراة من الاسرة فانها تتحرر من التبعية . فاذا حرم مجتمع ما الملكية الخاصة .. فان وضع المراة يتحسن تحسنا كبيرا ) .
لكن الغريب الا تستطيع الاديان (والكلام للمؤلف )ان تتغلب على ظاهرة طغيان الرجل وسيطرته ,بل وملكيته للمراة .
فالتراث اليوناني – الروماني من ناحية واليهودي من ناحية اخرى حجب افكار السيد المسيح المناصرة للمراة . ونرى ان نظرة اللاهوتيين والفلاسفة المسيحيين كعادة رجال الدين دائما تركز على الجنس .فالمراة مجرد وعاء للتناسل كما يقول القديس اوغسطينوس , الذي مارس الزنى في شبابه حتى انجب من غانية ابنا اسماه ( ابن خطيئتي ) وذلك قبل توبنه وايمانه بالمسيح .اما اورجين الاسكندري فقد نفذ هذه الامنية عندما نذر نفسه للعفة الدائمة فقام ببتر عضوه التناسلي .
لقد كانت روما في عهدالدولة الرومانية تتالف من مواطنين رومانيين احرار متساوين في الحقوق والامتيازات .اما بقية الرعايا فهم اما اجانب او عبيد .والاجانب ليست لهم حقوق وامتيازات الا بقدر ما يقدمه لهم المواطنون الرومان طواعية .واما العبيد فاعدادهم ضخمة ويجلبون عن طريق الحروب . وينظر للعبيد على انهم ملكية خاصة لسادتهم , وكذلك كان الحال في المدينة اليونانية القديمة .
كان المجتمع الروماني يشتمل على ثلاث طبقات من النساء :
1 – المواطنة الرومانية الحرة ,وهي الزوجة والام , وربة المنزل او السيدة .
2 – المراة الاجنبية , وهي مثل الرجل الاجنبي بلا حقوق او امتيازات .
3 – الجواري , وهن ملك خاص لسيدهن .
المواطنة الرومانية الحرة
1 – ليس للنساء ولاية الاعمال العامة .
2 – جعل النساء تحت الوصاية , ولو بلغن سن الاهلية وذلك لطيشان عقولهن كما يزعمون .
3 – على النساء الخضوع لازواجهن .
4 – على المراة ان تتبع زوجها ما لم يكن افاقا .
5 – الرجال قوامون على نسائهم .
6 – المراة دون الرجل في كثير من احكام القوانين .
7 – تجوز المقايضة على المهر اثناء قيام الزوجية متى كان هذا في صالح المراة .
8- من صالح الدولة احتفاظ النساء بمهورهن ,ليكون ذلك عونا لهن على التزوج مرة اخرى .وهكذا يتضح انه على الصعيد القانوني لا وجودالا للرجل .اما المراة فتظل تحت الوصاية طوال حياتها .اما القول بان النساء لابد ان يخضعن للوصاية ولو بلغن سن الاهلية لطيشان عقولهن , فالسبب يرجع الى عادة الرومان عقد قرانهم على فتيات لم يبلغن بعد ,فقدكان سن الزواج القانوني للفتاة 12 سنة .
لقد كانت المراة تخضع لعبودية الرجل , وهي فتاة في منزل والدها , ثم لعبودية الرجل , وهي زوجة في منزل زوجها .فهي هنا تصبح بنتا من بناته ,فتنقطع علاقتها باسرتها انقطاعا تاما ,ويحل زوجها محل ابيها .
وقد كان على الفتاة الرومانية عندما تتزوج ان تختار بين نوعين من الزواج :الزواج بوضع اليد .وهو زواج يتبعه وضع العروس وما تملك تحت سلطان زوجها او والده ,وهنا يقوم الاب بنفسه بتسليم الفتاة الى يد زوجها او وضعها تحت سيطرته .
اما النوع الثاني فهو الزواج بدون تسليم . وفيه تظل الفتاة وما تملك تحت سلطان والدها .
وكان هناك نوع ثالث يعرف بالزواج بطريقة (الكنفر ياشيو- confarretion) . ومعناها اكل الكعك معا . وكان هذا النوع يتطلب حفلا دينيا خاصا تجري مراسيمه اما مذبح الاله جوبيتر بحضور كاهنه الاعظم وعشرة شهود ,وهو زواج لايتم في العادة الا بين الاشراف والنبلاء .
المراة في المجتمع اليهودي
لقد كان الولد في بني اسرائيل ينسب الى ابيه ويلتحق بعشيرة الاب . فالرجال وحدهم هم اليهود . اما النساء فهن بنات اليهود , اي تابعات لهم .ولهذا يحتفي اليهود لبلوغ اولادهم دون بناتهم , سن الحلم , وينظمون بهذه المناسبة احتفالا دينيا هاما .
لقد كان البيت العبري يتكون من الاسرة البطريركية الابوية المعروفة لدى قدماء الرومان .اذ يتكون بيت اليهودي من الرجال وعدد من الزوجات والسراري والاولاد من الزوجات والسراري , وزوجات الاولاد والاحفاداضافة الى العبيد . وكان الاب الذي يدير هذه العائلة الكبيرة يتمتع بسلطات مطلقة . ويختار وريثه بحرية تامة . ويستطيع التصرف في ابنائه .فيستطيع بيع ابنته لمن يرغب في شرائها ( خروج – 21 – 7).
المراة اليهودية هي جزء من البيت الاسرائيلي , اي ضمن التركة المكونة من العبيد والاموال .فالبيت عند بني اسرائيل يمثل : المراة ,والعبيد والجواري والثور والحمار والاشياء الاخرى , والرجل يسمى ( بعل )اي السيد , وتخاطبه الزوجة بعبارة ( سيدي ) اي ( بعلي ).لقدكان الزوج يفرح بولادة الابن ,لكن الامر يختلف عند ولادة الانثى .
لقد كان الرجل اليهودي يصلي صلاة شكر صباحا (احمدك يارب لانك لم تخلقني وثنيا ولا دابة ولا امراة ) .اما المراة اليهودية فكانت تصلي مستسلمة (احمدك يارب لانك خلقتني كما تريد ). ان الشريعة اليهودية ضيقت في تشريعاتها من حرية المراة لاذلالها وابقائها قاعدة في بيتها ,فاكرهتها على اجابة دعوة زوجها الى فراشه حتى ولو لم يكن لديها ميل لذلك . فاذا ما اعرضت عن فراشه او رفضت العمل في خدمته ,او في داره عدت ناشزا ويطبق عليها احكام المراة الناشز .
وفرضت الشريعة اليهودية على الزوجة ان تغطي شعرها علامة على ملكية الزوج لها وعلى خضوعها وانقيادها وانكسار شوكتها . وذهب بعضهم الى حد ارغامها على ستر جسدها كله بملاءة ,عدا ثقبا واحدا تنظر من خلاله لترى الطريق . كما استحدث اليهود الحجاب الساتر في المعابد للفصل بين الرجال والنساء وحرموا مصافحتهن . وجعلوا لهن مدخلا خاصا الى المعبد . والزموهن الصمت في دور العبادة . كما منعوهن من ارتقاء المنصة خلال الصلاة لتلاوة التوراة بصوت مرتفع . وحجبوا النساء بدعوى ان شعر الفتاة مدعاة للفتنة , ومصدرا للغواية .
وقد كانت زوجة الرجل اليهودي تصنف في الوصايا العشرة ( المقدسة ) ضمن ممتلكاته : ( لاتشته بيت قريبك , ولاعبده ,ولا امته ,ولا ثوره ,ولا حماره , ولا شيئا مما لقريبك ) سفر الخروج .
وفي تثنية الاشتراع ( 5 – 21) ( لاتشته امراة قريبك ولا حقله , ولا عبده ولا امته ,ولا حماره ,ولا كل ما لقريبك ) .
لقد اعطى اللاهوت المسيحي عبر القرون اهمية عظمى لقصة خلق حواء التي رواها الاصحاح الثاني من سفر التكوين من التوراة . كما انهم ربطوا بينها وبين قصة السقوط ,فبدا ذلك شهادة لاتدحض على انحطاط المراة من الناحيتين الاخلاقية والعقلية .وقد ظل التراث المعادي للمراة لقرون طويلة سائدا في المسيحية يبرر نفسه باعتماده على قصة السقوط . والسلوك الذي سلكته حواء والتي اوقعت زوجها ادم في الخطيئة .
ولم تكن هذه القصة تفهم على انها اسطورة او مجرد رمز ,بل فهمت كواقعة تاريخية !!! .
ولقد قام احد علماء التحليل النفسي بدراسة اداب الكتاب المقدس , ولخص الموقف في عبارة واحدة بقوله ( ان قصة الكتاب المقدس عن مولد حواء هو الخدعة التي تتكرر الاف الاعوام ) .
على المودة نلتقيكم
المصدر
( الفيلسوف المسيحي والمراة ), تاليف ا د امام عبد الفتاح امام .
استاذ ورئيس قسم الفلسفة بجامعة الكويت .طبعة مزيدة ومنقحة – 2009 – الناشر دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخلف الديانات من تخلف مجتمعاتها
- الاختلافات في الثقافات
- تصحيح الخلل في النفسية العراقية
- الامة العراقية والامة الكردستانية
- الكتلة التاريخية التي ستنقذ العراق- ج 2
- التعليم والمكتبات في سومر وبابل واكد
- الكتلة التاريخية التي ستنقذ العراق
- اغتيال ماركس على يد فؤاد النمري
- شريعة حمورابي ..ج 2
- شريعة حمورابي
- العبيد في المجتمع البابلي
- في الاخلاق الليبرالية
- سرجون الاكدي , رجل الحداثة والعلمانية الاول
- الليبرالية الجديدة
- النظرية السياسية والاقتصادية الليبرالية
- ما لايعرفه الليبراليون عن الليبرالية
- الولايات المتحدة تمدد الحصانة على اموال العراق
- بين الشيوعية الاجتماعية وشيوعية الاحزاب
- الغزو الفكري والثقافي الاميركي - رعد الحافظ انموذجا
- الحنيفية والاسلام


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - المراة والملكية الخاصة والرجل