أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - وليد يوسف عطو - بين الشيوعية الاجتماعية وشيوعية الاحزاب















المزيد.....

بين الشيوعية الاجتماعية وشيوعية الاحزاب


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3751 - 2012 / 6 / 7 - 14:20
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


الشيوعية قائمة على الحرية الشخصية وحرية اختيار الفكر وحرية الارادة, مثل فلسفة العرفان تماما والمشاعية جزء من حياة العارف الصوفي .ولكن شيوعية الاحزاب تبدا بالحرية الشخصية ولكنها قد لاتنتهي كذلك .
شيوعية الاحزاب نسق ايديولوجي يمثل العقل الجمعي والنفسية الجمعية لمنتسبي هذا الحزب . لذا قد لايتمكن هذا الشيوعي من الانسحاب من الحزب خوفا او خجلا من جماعته , وحتى لايبدو نشازا في هذا النسق الجمعي . وهذا يؤدي الى تكاسله ونمو الروتين والبيروقراطية لديه , وفي الاخير قد يتم تسقيطه سياسيا تحت اول مواجهة او اول سوط من التعذيب , ليصبح عن يمين اليمين الفاشي .
شيوعية الاحزاب قائمة على العبودية للفكر والايديولوجيا والتبعية لقيادة الحزب وزعيم الحزب ..
ولن تجد لسكرتير الحزب تبديلا , فهو باق في منصبه حتى مماته و ازاحته من قبل منافس اقوى ولكنه قد لايكون اكفا .
شيوعي الحزب يكون عادة من سدنة المعبد , بينما الشيوعي الاجتماعي يكون هو نفسه المعبد ورب المعبد معا , ولايحتاج لمن يلقنه الشعارات والتوجيهات .
الشيوعي الحزبي كما نراه اليوم يكون اتكاليا , يريد من قيادة الحزب ان تفكر بدلا عنه . فقيادة الحزب بمثابة الاب الراعي لاولاده وهي المهيمنة على الحزب باكمله , وعلى المنتسبين تنفيذ سياسة وتوجيهات قيادة الحزب .
يقوم البناء الحزبي في الاحزاب الشيوعية التقليدية على البناء اللينيني – الستاليني القامع لحرية الشيوعي الشخصية .والذي يجعل الفرد يذوب في الذات الجمعية والنفسية للحزب . ولايمكن بناء حزب ديمقراطي على اسس وقواعد غير ديمقراطية
هذه الذات تمثلها قيادة الحزب وزعيم الحزب .
بينما في الشيوعية الاجتماعية تبرز الشخصية الفردية المبدعة والخلاقة والقادرة على التفكير والتحليل والاستنتاج واعطاء المبادرات في العمل .
الشيوعية الاجتماعية قائمة على الفطرة وعلى المبادرة الذاتية والتثقيف الذاتي . وهي في جوهرها تمزج بين افكار ماركس وبين فلسفة العرفان وغيرها من موروثات الشعوب التقدمية واحدت العلوم الاجتماعية .
بينما شيوعية الاحزاب قائمة على قراءة الكتب الماركسية اللينينية وفق المدرسة السوفيتية , وهي بالتالي هي فكر مترجم ومستورد..
اما فكر ماركس فهو فكر ديالكتيكي – متحرك وليس نظرية جامدة .
ظهرت الشيوعية الاجتماعية في المشاعيات القديمة في فجر الانسانية وفي المشاعيات القائمة على فلسفات معينة مثل الرواقية وفلسفة فيثاغورس وعلى فلسفة العرفان المندائية والعرفان والتصوف المسيحي والاسلامي وفي حركة يوحنا المعمدان والمسيح يسوع وعند الاسينيين جنوب البحر الميت وفي المزدكية وغيرها .وموجودة حاليا لدى اشخاص بعينهم او مجموعات متضامنة ..
في الشيوعية الاجتماعية تكون الاموال مشتركة ومشاعة لجميع منتسبي الحركة .
بينما في شيوعية الاحزاب تجمع الاموال على طريقة الزكاة والعشور , لتدخل في ميزانية الحزب والذي ليس للرفاق رقابة على كيفية صرفه للاموال .
الشيوعية الاجتماعية قائمة على معارضة السلطة , ويسميها المفكر هادي العلوي ب ( اللقاحية ) والتي تعني الحرية الشخصية المتعارضة مع قيود الدولة .
في الشيوعية الاجتماعية يكون الشيوعي معارضا لسلطة المال والدولة معا .بينما في شيوعية الاحزاب يبدا الفساد حال تسلم الحزب للسلطة او المشاركة فيها , لانه يعيش على الامتيازات والمناصب والمنافع .
رغم كل حملات القمع الذي تعرض له الشيوعيون العراقيون , الا ان جذور الشيوعية ظلت راسخة بغض النظر عن تاثير هذه الاحزاب في العملية السياسية او في معارضتها لها . والسبب هو ان الشيوعية الاجتماعية تمتد في جذورها الى سومر وبابل , والى الغنوص (العرفان )المندائي والمسيحي والتصوف والعرفان الاسلامي . والى الحركات الثورية التي قام بها الموالي في العراق ضد حكم الامويين ومن جاء بعدهم .جذور الشيوعية تصل الى اصل التشيع العلوي الثوري ورموزه , كما ظهر في العراق وفي الكوفة , والى ثورة الزنج وثورة القرامطة , وكل الثورات التي قامت بها الفرق الاسماعيلية والشيعة وغيرهم . وتاثيرات مدرسة اخوان الصفا الفكرية .
جذور الشيوعية تمتد الى شهيد التصوف الاسلامي الحلاج والذي قتل بابشع طريقة وقطعت اوصاله واحرقت جثته وجمعت بقايا جثته مع الرماد وتم وضعها في كيس والقي به من اعلى منارة جامع المنصور في بغداد الى نهر دجلة .
وهكذا نرى ان الشيوعي ليس بالضرورة هو من انتمى الى حزب شيوعي . فالشيوعية نسق فكري وثقافي واجتماعي ونفسي متغلغل في مجتمعنا بصورة عميقة جدا .وتهدف الشيوعية الى تحقيق المساواة والغاء استغلال الانسان للانسان ومنع الظلم والمساواة بين المراة والرجل وتحقيق الاشتراكية والشيوعية .
يكتب المفكر فارس كمال نظمي في كتابه : ( الاسلمة السياسية في العراق – رؤية نفسية ) – ط1 -2012 –الناشر مكتبة عدنان – شارع المتنبي :
(فالسيكولوجيا الشيوعية هي التي صنعت الحزب وليس العكس ) .
ان مشكلة الاحزاب الشيوعية في بلدنا انها تاثرت فكريا وتنظيميا بالاممية الشيوعية وبالحزب الشيوعي السوفييتي . حيث اختارت فكرا ماركسيا – شيوعيا منمطا على النمط الغربي لاروح فيه .
كما عادت هذه الاحزاب في فترات تاريخية الدين .
ان الماركسية والشيوعية ليستا مقولات تتلى اناء الليل والنهار وقد تحولت الى كتاب مقدس لاتجد فيه لكلمات ماركس , لينين ,ستالين , ماو تبديلا .
ان الماركسية هي فكر ديالكتيكي متحرك وليس جامد . انه يبحث في التناقضات والصراعات داخل المجتمع وفي الصراع الطبقي وفي الاقتصاد وفي قوى الانتاج وعلاقات الانتاج . ولكن هذا لايعني ان الصراع الطبقي هو المحرك الوحيد او الرئيسي .فمجتمعاتنا متخلفة ذات طابع زراعي ورعوي وعمالة تدخل في باب البطالة المقنعة مع ورش صغيرة للصناعة والصناعة عندناهي صناعة استخراج البترول والغاز وغيرها من المعادن وتقوم بها شركات اجنبية وبذا تكون دولنا دولا ريعية لاتملك صناعة وطنية متطورة .وليس لدينا طبقة عاملة واسعة وعالية التعليم والمهارة كما في الغرب .ان العشيرة وتقاليدها تضع قيودها على افراد المجتمع وخصوصا المجتمع الريفي .وبسبب النزوح المستمر من الريف الى المدينة تم ترييف المدينة وتحولت الى مجلس عشائري كبير ومجلس حسيني اكبر .
ان التاثيرات الدينية والمذهبية طاغية على افراد مجتمعنا . لذا من العبث التمسك بالكتب الماركسية فقط .
على الاحزاب الشيوعية الاستفادة من خبرة الشعب وتقاليده الوطنية وتراثه الثوري ودمجها بالماركسية .
على الاحزاب التكلم بلغة الشعب , وعدم استخدام كلمات اجنبية لايفهمها الانسان البسيط ,مثل ( بروليتاريا ),(كونفرنس ) ,(ليدر الحزب ) وغيرها كثير . على الاحزاب الشيوعية التعلم من الشارع ومن نبض الناس لتنتج لنا ماركسية محلية قابلة للتطبيق , لامجرد نظرية يتصارع حولها المفكرون والكتاب .
لقد اثر الحزب الشيوعي العراقي التخلي عن الديمقراطية باصراره على اعادة انتخاب سكرتير الحزب من قبل اللجنة المركزية وليس من قبل مؤتمر الحزب !!!. على الشيوعيين تطبيق سياسة تعدد المنابر التي تسمح بتشديد الرقابة على الهيئات القيادية للحزب وتعمل على تعميق الديمقراطية الداخلية والشفافية اي سهولة تداول المعلومات حول الحزب وميزانيته وتمويله وعد م بقائها اسرارا لدى قيادة الحزب . على الحزب تحديد مدة بقاء سكرتير الحزب بمنصبه بما لايزيد عن الفترة بين مؤتمرين اي ثمان سنوات .وعلى الحزب تطبيق اساليب ديمقراطية وليبرالية في عمل الحزب التنظيمي . ان حزبا ديمقراطيا لايمكن ان يقوم على اسس وقواعد غير ديمقراطية .
كما طبق الحزب الشيوعي العراقي ديمقراطية شكلية تتمثل بالقبول بانتقاد الحزب داخل الاجتماعات الحزبية , ولكن تبقى قيادة الحزب تنفذ ماتريده هي وليس كما تريده جماهير الحزب .
ان ضياع الحزب الشيوعي العراقي في العملية السياسية بعد اسقاط صدام حسين ونظامه وتبنيه لدستور اثني – طائفي يحمل قنابل موقوتة في داخله وهو اي الدستور حمال اوجه ويعمل على تقسيم العراق . واضاع الحزب بوصلته بالعمل مع احزاب اسلاموية واخرى عشائرية وقومية .
يكتب المفكر فارس كمل نظمي في كتابه انف الذكر :
( اثر البعض الاخر (يساريون ) العمل بالحكمة القائلة ,ان افضل ما تفعله وسط الضجيج هو الصمت والتغافل والاهتمام بشؤونك الخاصة , حد فقدان الهوية ! ) .
على المودة نلتقيكم ....



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغزو الفكري والثقافي الاميركي - رعد الحافظ انموذجا
- الحنيفية والاسلام
- اسباب تخلف المجتمعات العربية - الاسلامية
- الفتح بدلا من التجارة
- الربا في الاسلام
- الموانع الاقتصادية لظهور الاسلام
- مال العرب قبل الاسلام
- نرجسية اصحاب الشهادات العليا والمثقفين
- المشروع التغريبي في تفريس وتعجيم العراق ...ج3
- شقائق النعمان وجراح اودنيس
- المشروع التغريبي لتفريس العراق وتعجيمه .. ج 2
- المشروع التغريبي لتفريس العراق وتعجيمه
- الانقسام والصراع حول الهوية العراقية
- الحديث عن ديمقراطية اسرائيل .. ج 3
- الحديث عن ديمقراطية اسرائيل , ج 2
- الحديث عن ديمقراطية اسرائيل .. ج 1
- المراة من القداسة الى النجاسة
- هذا هو زمن الحمير !!!
- كيف يكون الحوار متمدنا؟ ج3
- بين التحرير والاحتلال....ضاع العراق


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - وليد يوسف عطو - بين الشيوعية الاجتماعية وشيوعية الاحزاب