أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - الموانع الاقتصادية لظهور الاسلام















المزيد.....

الموانع الاقتصادية لظهور الاسلام


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3733 - 2012 / 5 / 20 - 18:39
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


المقال منقول باختصار وبتصرف من كتاب : ( المال والهلال – الموانع والدوافع الاقتصادية لظهور الاسلام ) للباحث والكاتب شاكر النابلسي – ط1 – 2002 – دار الساقي – بيروت – لبنان
كان موقف قريش من ظهور الاسلام موقفا صريحا وواضحا منذ البداية , يتجلى من ان الاسلام كان خطرا على مكة ومستقبلها الاقتصادي .
لقد حاربت قريش محمد ودعوته لخوفهم من وضع مكة في وسط الصراعات السياسية والحروب . من المعروف ان محمد قد حاول الهجرة الى الطائف قبل ان يفكر بالهجرة الى المدينة , ولكن لم يجد قبولا من بني ثقيف في الطائف الذين اذوو محمد وهذا الموقف لايعود لرفضهم لديانة التوحيد بقدر مايعود الى التحالف التجاري والمالي القائم بين قريش في مكة وثقيف في الطائف , واقتسام النفوذ المالي والتجاري بينهما .
ان قريشا لاتريد في بداية ظهور الاسلام استبدال زعامتها التجارية بزعامة دينية – سياسية مازال مستقبلها مجهولا .
لقد كانت قريش مرغمة على مقاومة الاسلام من الجوانب كافة .
فعلى الجانب الاجتماعي كان للرقيق والخمر حجم لاباس به من تجارة العرب بين الشمال والجنوب قبل الاسلام .وكانت للرقيق فوائد كما كانت له مضار ايضا . فهو كان يؤمن الايدي العاملة الرخيصة في التجارة والبناء والزراعة والحرف اليدوية وخدمة البيوت والحراسة .
وكانت القوة العسكرية والامنية للملا الاعلى من قريش من هؤلاء العبيد الذين كانوا يحمون الاماكن المقدسة وبيوت الملا الاعلى ومصالحهم .
كما كان الرق مصدر من مصادر الثروة , حيث كان الاسياد يفرضون على العبدة ان تاتي بمقدار معين من المال في مدة محددة من خلال الزنا .
وكانت هناك مجموعات كبيرة من العاملين في تجارة الرقيق تعتاش وراء هذه التجارة من خلال عمليات التجميل التي يقوم بها الصباغون والمزينون ومنتجو العقاقير التجميلية والعطارون والمطيبون والمدلكون والخياطون واطباء الاسنان وغيرهم . اضافة الى مجموعات كبيرة من النخاسين وهؤلاء كانوا يعتاشون من تجارة الرقيق واعادة انتاجه وتحضيره للبيع من جديد في اسواق الحجاز وغيرها .وعندما جاء الاسلام ودعا الى تحرير العبيد كان لهذه الدعوة اثر سلبي في الازدهار التجاري والمالي للحجاز ولمكة خاصة , كما كانت غالبية المسلمين الاوائل في مكة قبل الهجرة من هؤلاء العبيد .كما ان اغلب الايات القرانية بحق العبيد كانت مدنية وليست مكية .مما يعني ان الاسلام قد سكت عن الاسترقاق وعن الدعوة الى تحرير العبيد طيلة اكثر من ثلاثة عشر عاما والى مابعد الهجرة الى المدينة .ومن هنا نرى ان مسالة العبيد كانت من الاسباب الاقتصادية لمقاومة قريش للاسلام ,خصوصا ان قريش قد استثمرت في هؤلاء العبيد اموالا طائلة , تتضمن مبالغ شرائهم وتغذيتهم وكسائهم لكي يقوموا بالاعمال الشاقة , وهم اي العبيد يشكلون موجودات مهمة وقيمة بالنسبة لتجارة قريش . الا ان الاسلام عند الفتح وقع في التناقض في مسالة الرقيق والاسترقاق . فالاسلام من جهة , كان يدعو الى عتقهم وتحرير رقابهم من ربقة قريش قبل الفتوحات من دون مقابل مادي ملموس , ومن جهة اخرى كان يزيد في عدد الرقيق زيادة كبيرة في عهد محمد , وكذلك بعد الفتوحات الاسلامية في العراق والشام .
يقول بعض المؤرخين كعباس العقاد ان الاسلام لم يعرف غير ( رق السبي )في حين يؤكد خليل عبد الكريم ان الاسلام قد عرف كذلك ( رق الاستدانة ) او ( رق الوفاء بالدين ) كما عرفت الشريعة الاسلامية نوعا ثالثا هو (رق البيع والشراء ) .
وعندما هاجر محمد الى المدينة حاول تهديد تجارة قريش بكافة الوسائل .
وقد رفعت ايات القران من قيمة العبيد وفضلتهم على السادة المشركين , وذلك امعانا في تهديد تجارة مكة . ولم يكن لموقف القران من الرق اثر سياسي او اجتماعي كبير بقدر ماكان لها اثر اقتصادي سلبي في التجارة المكية والقرشية . كما ان اغلب العبيد الذين كان يتم استيرادهم , كان معظمهم من النصارى . ولهذا لم يستطع الاسلام ان يقنع غير نفر قليل جدا طيلة ثلاثة عشر عاما .لقد كان للخمر اثر اقتصادي مهم عند العرب وكان من السلع الرئيسية المستوردة من بلاد الشام والتي تباع في الحجاز وتصدر الى اليمن جنوبا ايضا .
وساعد على استيراد الخمور بكميات كبيرة فقر الحجاز بكروم العنب . كذلك فان التوسع في تجارة العبيد وازدياد عدد الغواني والقيان قبل الاسلام قد اديا الى ازدهار تجارة الخمور لارتباطها بالوضع الاجتماعي الذي كانت تفرضه طبقة الجواري والغواني والقيان .
كما ان الحج قبل الاسلام وقيام الاسواق التجارية والمواسم التجارية السنوية في مكة والتي كانت تستمر لمدة اربعة اشهر قد زادت في استهلاك الخمور وبالتالي زادت في تجارتها . وكان الخمر من متع الحياة الرئيسية في الحجاز بالاضافة الى القمار والنساء . وكان العربي يحمل خمره معه اينما ذهب .وكانت الخمارات منتشرة في كل مكان , وكان اصحابها من النصارى واليهود في الغالب .
وقد حال تحريم الاسلام للخمر بين بعض العرب والاسلام ومنهم الشاعر الاعشى الذي رفض الدخول في الاسلام لتحريمه الخمر .لقد اضر تحريم الخمر في الاسلام بتجارة قريش . وكان محمد يبحث عن كل وسيلة يمكن ان تضر بتجارة قريش , وتحويل الانظار من التجارة المكية الى التجارة المدنية . وهو ماكان اهل المدينة يريدونه من محمد ومن مقدمه الى المدينة , خاصة لو علمنا ان التجارة كانت في المقام الثاني بعد الزراعة في المدينة , وان اليهود في المدينة كانوا يسيطرون على هذه التجارة , وكانوا ينافسون قريشا في مكة . لقد كان لوعي قريش باهمية مكة وارتباط الدين بالاقتصاد فيها ,ان يتوجسوا من كل دعوة جديدة ويرون فيها يدا خارجية تريد النيل من مصالحهم .لقد ارسلت قريش وفدا الى النجاشي يتكون من شخصين من التجار المعروفين وهما : عبدالله بن ابي الربيعة , وعمرو بن العاص . كما ان الذين هاجروا الى الحبشة من المسلمين كانوا في غالبيتهم من التجار , مما اوحى لقريش ان محمد يخطط لاقامة مركز تجاري منافس لمكة في المدينة . ومن هنا نتج خوفهم ومحاولتهم تطويق الامر . بل قد تكون احدى نتائج الود بين المسلمين الاوائل والاحباش ان محمد فكر كذلك في قطع طرق التجارة الحبشية مع مكة قبل فتحها .
ولقد حاولت قريش تاليب النجاشي على المسلمين المهاجرين الى بلاده .ولكن النجاشي كان مغتبطا بهذه الهجرة . وكان يضمر في سره امكانية ان يقوم في مكة في مستقبل الايام ,وعلى ايدي مثل هؤلاء المهاجرين المسلمين ,نظام حكم سياسي جديد يعوض مافقدته الحبشة في اليمن من تجارة وسطوة سياسية ,ولاسيما انه سوف لايكون هناك نزاعا دينيا بين هؤلاء المسلمين الموحدين المعترفين بالمسيحية كدين سماوي صاحب كتاب , وبين سكان بلاده .بل ان بعض الباحثين يرون ان محمد ربما طلب من الحبشة عونا عسكريا لمحاربة قريش .الا ان محمد على مايبدو لم يكن يريد ان يظهر بمظهر الغازي لاهله وعشيرته وبلده .ولايريد ان يظهر بمظهر المدعوم من قبل جهة اجنبية سبق وحاولت احتلال مكة بقيادة ابرهة الحبشي في عام الفيل . لم يكن هدف محمد النصر العسكري المجرد على قريش بقدر كان هدفه طعن قريش في خاصرتها الموجعة وهي التجارة . وفي الجانب الديني عمل القرشيون قبل الاسلام على ان يجعلوا من مكة والكعبة محجا لكل العرب ولم يكونوا بهذا يسعون الى وحدة الاديان بقدر ما كانوا يسعون الى وحدة مكان العبادة من اجل مصلحة تجارية واقتصادية بحتة .
ربما يقرا بعض القراء حادثة قرار محمد التوجه الى بيت المقدس في صلاته , قراءة عابرة من دون ان يخطر بباله ان محمدا , منذ البداية , قرر ان يطعن قريشا في خاصرتها التجارية الموجعة , وان مكان هذا الطعن هو الذي سيؤدي بقريش في النهاية الى الخضوع والاستسلام له .
وهذا ماحصل بالفعل .
على المودة نلتقيكم ...



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مال العرب قبل الاسلام
- نرجسية اصحاب الشهادات العليا والمثقفين
- المشروع التغريبي في تفريس وتعجيم العراق ...ج3
- شقائق النعمان وجراح اودنيس
- المشروع التغريبي لتفريس العراق وتعجيمه .. ج 2
- المشروع التغريبي لتفريس العراق وتعجيمه
- الانقسام والصراع حول الهوية العراقية
- الحديث عن ديمقراطية اسرائيل .. ج 3
- الحديث عن ديمقراطية اسرائيل , ج 2
- الحديث عن ديمقراطية اسرائيل .. ج 1
- المراة من القداسة الى النجاسة
- هذا هو زمن الحمير !!!
- كيف يكون الحوار متمدنا؟ ج3
- بين التحرير والاحتلال....ضاع العراق
- اطلاق سراح قيادات بعثية
- عيد القيامة ليس هو عيد الفصح
- تهديدات للاكراد بالمغادرة الى كردستان خلال اسبوع
- من رموز انتقال الملكية قديما
- نحو قراءة متجددة للانجيل والقران
- استهداف اطباء الامراض النسائية في العراق


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - الموانع الاقتصادية لظهور الاسلام