أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - في الاخلاق الليبرالية















المزيد.....

في الاخلاق الليبرالية


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3765 - 2012 / 6 / 21 - 14:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


( يجتمع حب المال مع الانانية والوقاحة ) ... وليد يوسف عطو
( اصوات القذائف المتساقطة على بغداد اعذب من اجمل موسيقى سمعتها اذناي ) ...الكاتب كنعان مكية
المقال منقول وبتصرف من كتاب ( نقد لليبرالية ) للدكتور الطيب بوعزة – ط1 – 2009 – عن مجلة البيان
ليس ثمة تحليل نقدي وجه الى الفلسفة الاجتماعية الليبرالية , الا وانتبه الى هامشية القيمة الاخلاقية في رؤيتها الى ماينبغي ان ينظم علاقة الافراد , ونوع القيم التي يجب ان تضبط ترابطهم داخل المجتمع .
فالليبرالية بوصفها مذهبا يطلق الفردانية من اي ضابط قيمي غير ضابط المنفعة المحددة كميا , تتضاد مع اسس القيم الاخلاقية . فالليبرالية تقف مهزوزة امام سؤال الاخلاق , لانه ليس في مرجعيتها النظرية ولا في تطبيقها المجتمعي ما يمكن ان يسند القيم الاخلاقية .فالرؤية الليبرالية الاجتماعية تتاسس على منظور فرداني بقصد الربح المادي والمنفعة الشخصية . وبذلك فهي عاجزة عن تبرير ذاتها بوصفها فلسفة تتقصد بناء حياة المجتمع . ان الاختلال الذي يعاني منه مفهوم القيمة الاخلاقية داخل النسق الفلسفي الليبرالي لايعيه ناقدوا الليبرالية فقط ,بل يستشعره حتى دعاتها . ولناخذ على سبيل المثال المؤرخ الليبرالي موريس فلامان في كتابه ) تاريخ الليبرالية ) , حيث نجده يستحضر النقد الاخلاقي الموجه لمذهبه , وبعد ان يعترف بان هذا النقد من اكثر الانتقادات تداولا حول الفلسفة الليبرالية , يحاول الدفاع عن اخلاقياتها ,من خلال ما اسماه بوجود ( اخلاق عملية ) فما هي محددات الاخلاق العملية الليبرالية ؟
يرى فلامان انها ثلاثة :
1 – التاكيد على فعل الادخار , الامر الذي يستلزم نوعا من التقشف .
2 – احترام العقود سواء المكتوبة او غيرها (كاحترام الكلمة ), وهو ما كان يعكس منذ القديم الاحتراس من خيانتها .
3 – المسؤولية : بحيث ان الاخفاق البسيط يجب ان يؤدي صاحبه الثمن عليه .
ان ما كتبه فلامان هو بحد ذاته توكيد على هامشية الاخلاق في المنظومة الفلسفية الليبرالية . وذلك لان الصفحات التي خصصها لبحث المسالة الاخلاقية لم تتجاوز في كتابه صفحة ونصف , فدفاعه عن وجود اخلاق ليبرالية جاء على قدر من الاحتشام والانكماش والاختزال , فكان بذلك دالا على غياب ما اراد التوكيد على حضوره !!! .
كذلك فان هذه المباديء الاخلاقية مصاغة في لغة تجارية لاتفرق بين التعاقد الانساني حول مثل الحياة وقيمها ,وبين التعاقد التجاري القائم على مفاهيم الثمن والبيع والشراء ومقدار الادخار .
ان ما يؤكد افلاس النزعة الليبرالية الاخلاقية هو النظر في مرجعيتها الفلسفية وبحث اصولها .
ان النظر في اكبر اصل نظري للاخلاق الليبرالية , يتمثل في الاسهام الفلسفي لجيرمي بنتام .حيث يؤكد بنتام ان المبدا الاخلاقي الوحيد هو (( المنفعة بمدلوله الخاص الفردي )).
وهو في منطقه يؤكد على ان الفرد يجب ان يتحقق من المنفعة التي تعود عليه هو ذاته من الفعل قبل ان يقوم به . لذلك نستطيع التوكيد ان الفلسفة الاخلاقية الليبرالية هي في جوهرها غير اخلاقية .
ان وضع علاقة تلازمية بين الليبرالية والحرية ,والحرص على المرادفة بينهما من قبل التيار الليبرالي هو وضع خاطيء يقوم على تزييف لمعنى الحرية , اي حرية الكائن الانساني ليستحيل على يد الليبرالية الى حرية الكائن المالك للمال حصرا . واطلاق فعله دونما حواجز قيمية .
ان الفلسفة الليبرالية ابتذلت مفهوم الحرية واختزلتها الى مجرد دال على حرية القوة الاقتصادية ليس غير .
والان هل يبقى ثمة قيمة اخلاقية عندما توزن بالكيلو ويتم معايرتها بالدولاار ؟ وهل تبقى ثمة حرية للانسان بعد ان تم اختزالها الى حرية الفرد المالك ؟
من خلال النقد الذي قدمناه لليبرالية واخلاقياتها لايعني هذا انه ليس لها منجزات او افضال . واهم القيم الليبرالية هي الكشف عن صيغ وظواهر ثقافية مجتمعية جديدة اوضحت للوعي البشري قيمه ومثله العليا مثل : الحرية والعقلانية وكرامة الفرد الانساني .
ان الليبرالية بتقليصها لدور الدولة قد اطلقت دور المال , فهي حررت الانسان من السلطة السياسية لتسقطه تحت سلطة الاقتصاد والذي استحال الى قوة مهيمنة .ان الليبرالية ليست تحريراللفرد ,بل كونها طلبت هذا التحرير واخطات الطريق نحو انجازه .
ان الدعوة الليبرالية في العالم العربي والاسلامي قد اخطات فهم النظرية التي تتلمذت عليها , مثلما اخطات فهم خصوصية الواقع الذي تعيش فيه .
ان حلول مجتمعاتنا لاتكون باستنساخ نماذج جاهزة واستيرادها ,انما لابد من تطبيق منهج نقدي يقتضي وجوب المعرفة بطبيعة المجتمعات وخصوصياتها .
ان الليبرالي المتطرف الذي يظن ان تاسيسه مجتمع علماني بلا دين هو تخليص للوعي والاجتماع البشريين من اصنام ومقدسات الدين وتابواته , مجرد شخص واهم ,فالمقدسات موجودة لدى الدعي الديني كما هي موجودة لدى كل الانماط الاخرى .بل حتى الجماعات العلمية لو تاملناها بعمق سنندهش من كم المقدسات التي تشتغل بوعي او لاوعي على كبت انطلاق التفكير .لذا ليست الليبرالية بامكانها ان تكون تحريرا للوعي من المقدس ,انما كل ما في امكانها ان تنجزه هو استبدال مقدسات باخرى .
اشكالات الليبراليين في المجتمعات العربية الاسلامية
في محاولة الليبراليين في مجتمعاتنا باستنساخ التجربة الليبرالية الغربية دون النظر الى ظروف وعوامل تشكلها ,والصراعات التي دفعت بها نحو الظهور , نراهم يعمدون الى تقليد الليبراليين الغربيين بالحادهم وعدائهم للدين .بل ذهب البعض من اصحاب (الشلة )الى تقليد الغرب في تقديسه الى افلاطون وارسطو باطلاق لقب (الاستاذ) عليهما : (هكذا قال الاستاذ ) ليكتسب قوله صفة الحقيقة .
لقد كانت اقوال المفكرين من هؤلاء الفلاسفة وغيرهم تكفي للجم افواه واستسلام الجميع .
وهكذااطلق الليبراليون من اصحاب (الشلة)لقب (المعلم )على بعض منتسبي الشلة في محاولة لاستنساخ تجربة غربية .وبالتالي اصبحت اقوال هؤلاء من المقدسات لايجوز نقضها .
يتميز الليبراليون في مجتمعاتنا العربية – الاسلامية بخصائص تميزهم عن الليبراليين الغربيين ,وحتى الليبرالي الذي هاجر من بلده كالعراق من عشرات السنين تجده يتصف بصفات تختلف عن الليبرالي الاوربي
ان الليبرالي عندنا وان هاجر الا ان تربيته واخلاقه وثقافته الاساسية نشا وتربى عليها في بلده الام .واهم امراض مجتمعاتنا هي :
1 – بقايا تاثيرات الدين والمذهب والتعصب القومي والقبيلة . تجد تجلياتها في لا وعي الليبرالي عندنا .حيث ينحاز بالتالي لمذهب عائلته وعشيرته وطائفته ويبدا بمهاجمة الديانات الاخرى الا دينه !او يبدا بمساندة الثورة السورية ليس انطلاقا عن مفهوم الحرية عند الليبراليين ,ولكن تاييدا لسنية الشعب السوري باغلييته السنية .
2 – ازدواج الشخصية والسلوك والنفس لدى الانسان في مجتمعاتنا العربية – الاسلامية .هذه الازدواجية التي لايسلم منها الاالقليل .هذه الازدواجية تنعكس على كتابات الليبراليين فيما يكتبون .
3 – نظر الفرد الليبرالي عندنا الى الانسان بكونه كائن اقتصادي وليس كائنا اجتماعيا ,جعله ينظر الى الانسان اما كونه كومة من الذهب والمال والسندات والاسهم المالية , او كونه كومة من الزبالة !!!
وبذلك تجده لاعلاقة له مع اقرب المقربين اليه حتى لو كان اخاه ما دام هو عبارة عن كومة زبالة !.
4 – النظر الى الافراد الاخرين في المجتمع من خلال المنفعة الشخصية البحتة حسب مباديء الفلسفة الليبرالية , وبالتالي يتبع كل الطرق المشروعة وغير المشروعة في سبيل تحقيق منفعته الشخصية .
ولهذا تجدهم يكتبون الشيء ونقيضه . انهم يكتبون في كل شيء الا الكتابة في الهوية الوطنية العراقية ( الامة العراقية )لانهم ضد مشروع الامة العراقية . ولهذا يحاولون الغاء الديانات والغاء وشطب الحضارة السومرية الاكدية من تاريخ العراق والغاء الحضارة واللغة الارامية المسيحية من تاريخ العراق (مابين النهرين ) .والغاء التراث الثوري في الاسلام .انهم يكتبون عن اخلاق رعاة البقر الذين ابادوا شعب الهنود الحمر ويكتبون عن اخلاق رعاة البقر الذين احتلوا ودمروا العراق ويسمونه تحريرا .. ويتحدثون عن ديمقراطية اسرائيل .انها ثقافة رعاة البقر.انهم يبحثون عن شخص او معلم يدورون حوله ليحصلوا على اعتراف بوطنيتهم المفقودة ..
ليحولوه الى طوطم ويتحولوا هم الى مجموعة اصنام تدور في فلكه .
من قصيدة للشاعر احمد مطر استعرتها من تعليق للزميل الحكيم البابلي مع بعض التحوير يقول فيها :
في زمان الجاهلية
كانت الاصنام من تمر
وان جاع العباد
فان من جنة المعبود زاد
وبعصر المدينة
صارت الاصنام تاتي من الغرب
ولكن بثياب (ليبرالية ) !!!
ان الشلة تحتاج الى شفيع وولي يتشفعون به
5 – اما بالنسبة لليبراليات في مجتمعاتنا العربية الاسلامية ,فاضافة لما سبق ذكره من رواسب وامراض اجتماعية ونفسية ,فان المراة عندنا مقموعة من قبل الذكر الاب .الزوج ,الاخ ,مدير العمل ,الفقيه... وحتى لاتصطدم معه تعمل الى المداراة والمراوغة والتضليل والمداهنة والكذب وما يعرف في الاسلام ب (التقية ) وهو نوع من الكذب .والتقية تستعملها النساء الليبراليات والمتدينات على السواء . المسيحيات والمسلمات والملحدات ,لافرق في ذلك اطلاقا .ولهذا ترى المراة الليبرالية عندنا تمارس هذه التقية ويصبح عندها اوجه متعددة للشخصية ,اي تصبح حمالة اوجه للشخصية الاجتماعية والنفسية . وتصبح هذه المراة شخصية زئبقية لايمكن الامساك بها الا بمعايشتها عن قرب ولفترة طويلة .ووجدت النساء في المنزل وفي الحقل والحارة والعمل وفي الاحزاب يتصفن بهذه الصفات . تتساوى بذلك الشابة الصبية بالكبيرة ,وصاحبة الشهادة والمهندسة والموظفة بالعاملة .فكلهن سواء في تعددالشخصيات والنفسيات وفي التقية
الا ان الليبرالية المتعددة الوجوه والشخصيات ( وهذا ليس تعميما على الاطلاق ) قادرة على التمويه اكثر من الاخريات وبالتالي لاتملك موقفا اخلاقيا البتة .
ان الليبرالية فكر وسلوك يجب ان يخضع لمتطلبات الواقع والمجتمع ,لا ان يكون فكرا مترجما ومستوردا .
على المودة نلتقيكم .....



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرجون الاكدي , رجل الحداثة والعلمانية الاول
- الليبرالية الجديدة
- النظرية السياسية والاقتصادية الليبرالية
- ما لايعرفه الليبراليون عن الليبرالية
- الولايات المتحدة تمدد الحصانة على اموال العراق
- بين الشيوعية الاجتماعية وشيوعية الاحزاب
- الغزو الفكري والثقافي الاميركي - رعد الحافظ انموذجا
- الحنيفية والاسلام
- اسباب تخلف المجتمعات العربية - الاسلامية
- الفتح بدلا من التجارة
- الربا في الاسلام
- الموانع الاقتصادية لظهور الاسلام
- مال العرب قبل الاسلام
- نرجسية اصحاب الشهادات العليا والمثقفين
- المشروع التغريبي في تفريس وتعجيم العراق ...ج3
- شقائق النعمان وجراح اودنيس
- المشروع التغريبي لتفريس العراق وتعجيمه .. ج 2
- المشروع التغريبي لتفريس العراق وتعجيمه
- الانقسام والصراع حول الهوية العراقية
- الحديث عن ديمقراطية اسرائيل .. ج 3


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - في الاخلاق الليبرالية