أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - كوردستان من الفدرالية الى الكونفدرالية














المزيد.....

كوردستان من الفدرالية الى الكونفدرالية


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 3790 - 2012 / 7 / 16 - 23:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن الفدرالية التي يتمتع بها الكورد في العراق الآن منة لأحد عليهم، فقد دفعوا ثمنها تضحيات كبيره لا يستطيع احد تقديرها لجسامتها وكثرتها وامتدادها في التاريخ. عصاة أو متمردون أو ثوار، مهما كانت التسمية التي أطلقتها عليهم الحكومات إلا أنها لا تغير من حقيقة يعرفها الجميع إن الكوردي لا يبات على ضيم ولا على ذل.
الفدرالية الكوردية أو إقليم كوردستان، اصغر بما لا يقاس حتى وان قورن مع أحلام الأطفال الكورد الذين وان لم يجبروا الآن على تعلم لغة غير لغتهم ولا على إنشاد أغاني غير أغانيهم ولا الوقوف لعلم غير علمهم، إلا أنهم يحلمون بشيء آخر ، حملته لهم الحكايات والأغاني والطبيعة وتجذر فيهم حتى أصبح إحساسا يجري مثل ما يجري الدم في عروقهم، وكلاهما من منبع واحد هو القلب. يحلمون بشيء كان الشهداء الكورد يغمضون عيونهم عليه قبل إن يفارقوا الحياة، وطن كوردي مستقل غير تابع ولا مرتبط، جميل وبهي وكبير مثل جمال وبهاء كوردستان وعلو جبالها الشماء.
الفدرالية الكوردستانية في العراق قد حققت أهدافها وانتهت مرحلتها ولم تعد بذات فائدة، وصار من الضروري الانتقال إلى مرحلة أخرى تكون مناسبة مع التطورات السياسية والإدارية وطبيعة الشعور الوجداني الشعبي والسياسي والثقافي عند الشعب الكوردي.
لقد أصبحت الفدرالية معيقة ومكبلة للتطور الاحق أكان على صعيد البناء والتعمير أو على صعيد العلاقات السياسية والحكومية بين حكومة المركز وحكومة إقليم كوردستان.
هناك تصوران وفهمان متناقضان للفدرالية عند الحكومتين، فحكومة بغداد وأحزابها العربية تنظر إلى الفدرالية على إنها تنظيم للتبعية الادارية وليس تنظيم للاستقلال الإداري، على أنها خضوع وإذعان وليس تكافئ و تساوي.
الحكومة العراقية تعتقد إن الفدرالية يجب إن تكون فدرالية إدارية، لحكومتها حق يشابه حق المدير في دائرته وليس حق صاحب المنزل في بيته. لذلك سيكون أي إجراء تتخذه الحكومة الكوردستانية مزعجا ومربكا للحاكم العراقي إن كان يرتقي فوق تصوراته وفهمه الضيق للفدرالية الذي يحدد الصلاحية بصالحية المدير .
لم يكن الصراع بين الشعب الكوردي وبين حكومات العراق المتعاقبة يدور حول الصلاحيات الإدارية، لقد كان ولا يزال من اجل الحرية وتحقيق قدر من الاستقلال القومي، هذه الحقيقة يتناسها السياسيون عندما يتناولون الشأن الكوردستاني وطبيعة الخلافات بين الجانبين. فالفدرالية في ذهن الأحزاب الكوردية لم تكن إلا فدرالية قومية، كانت لتنظيم العلاقة بين قوميتين مختلفتين وان اشتركتا بخاصية الانتماء للعراق.
قد تكون الفدرالية نظام إداري ينظم العمل بين المقاطعات والأقاليم والمحافظات، لكنها لا غير ذات جدوى لتنظيم العلاقة بين الشعوب، وخاصة مثل الشعب الكوردي الذي زرعوا أرضه بأجساد وأشلاء رجاله نساءه وأطفاله ودمرت مدنه وقراه وحرقت وبساتينه وحقوله وسممت مياهه وينابيعه وقتلت الأجنة في بطون نساءه.
الشعب الكوردي وان ارتبط مع أحرار الشعب العراقي بروابط النضال والكفاح والمصاهرة والصداقة والعمل، وان امتاز بخصوصية فلكلوره أو تقاليده وعاداته وتراثه وثقافته، إلا إن الاختلاف الكبير هو في حلمه القومي الذي لن يستطيع احد إن يطفيء ضوئه أو يخمد شعلته أو يغيره الى ما دون آماله، حلم تأسيس دولة كوردستان المستقلة, يشاركهم في هذا الحلم الأحرار والمناضلين من مختلف أنحاء العالم، حلم نتمنى إن نحتفل ونشرب نخب تحققه.
لقد حققت الفدرالية غرضها وتوحدت كوردستان إداريا وأصبح لها علمها ونشيدها الوطني وجيشها وشرطتها وأجهزة إدارتها وقضائها وبنوكها وشركاتها، بل إن وكردستان قد تفوقت على المركز بتقدمها وعمرانها وقوانينها المدنية.
وإذا كانت الظروف الدولية والمناطقية والاقليمية لا تسمح بتأسيس الدول الكردية في الوقت الراهن، فان من الأفضل والأسلم إن يؤسس لاتحاد كونفدرالي بين العراق وبين كوردستان قائم على المصالح المشتركة.
أما قضية المناطق المتنازع عليها فان الأمم المتحدة ستكون خير من يساعد على حل المشكلة إن لم تحل وفق الإحصاء السكاني والاستفتاء.
مشكلة المناطق المتنازع عليها لم تحل لحد الآن لان المشاكل الناجمة عن الفهم القاصر للفدرالية هي التي تحول دون وضعها في المقدمة. ولا نتعقد إن العقل العراقي سوف يكون عاجزا عن إيجاد حل يرضي جميع الإطراف بمساعدة الأمم المتحدة.
فالكونفدرالية لكوردستان العراق هو تحقيق للحلم القومي الكوردي في إنشاء دولته المستقلة وطمأنة أيضا لمخاوف الدول المعارضة لتأسيس الدولة الكوردية.
الكونفدرالية ستكون اتحاد بين دولتين مستقلتين يعملان من اجل تقدم بلدانهما ومن اجل التكامل الاقتصادي والاستفادة من السوق الكبيرة لكليهما، ستكون العلاقة علاقة تعاون وليس علاقة منافسة وتغلب كما هي الحال الآن بسب الفهم الخاطئ للفدرالية.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجال الدين والفضائح
- المساواة في القانون والشريعة الاسلامية
- إله عربي بقلنسوة وأزلاف طويلة
- وصايا الله العشرة والاسلام السياسي
- كلمات الله الضائعة بين جبرائيل وبين محمد
- سيرة غير عطرة لنبي
- الايمو والسياسة والدين.
- اضطهاد المرأة في صدر الاسلام
- عندما يكون الله معديا
- من اجل ربيع يساري قادم
- هل يمكن تعايش الثقافتين العلمانية والاسلامية؟
- احتجاج جسد عاري
- الديمقراطية الإسلامية العجيبة في العراق
- الاسلام والقذافي وصدام
- الصخب الإعلامي والإسلامي
- القوميات بين الواقع والطموحات.
- هل تخلع الشعوب الاله كما خلعت الحكام ؟
- من الديمقراطية إلى الإسلام در.!!
- دولة الدين القائد
- هل سكب بشارالأسد الماء على لحيته؟


المزيد.....




- باكستان تدعي اسقاط 12 -درون هاروب- التي تصنعها شركة إسرائيلي ...
- رشا شربتجي في صور من المتحف المصري الكبير.. وهذا ما تتمناه
- أول مقابلة عمل.. ملابس -مسموحة- وأخرى -ممنوعة تمامًا-
- ديزني تكشف عن إنشاء منتزه ترفيهي جديد في أبوظبي.. لماذا اختا ...
- تصريح ترامب عن مقتل 3 رهائن في غزة يشعل مطالبات لمعرفة عددهم ...
- الإمارات والسودان.. قرقاش يعلق بعد بيان -عدم الاعتراف بقرار ...
- تقرير: أوكرانيا تراجع ارتباط عملتها الرسمية بالدولار وتدرس ا ...
- تقرير: أمريكا تستعد لترحيل مهاجرين إلى ليبيا عبر طائرة حربية ...
- مراسم استقبال الرئيس الصيني شي جين بينغ في الكرملين
- اشتباك أكثر من 125 مقاتلة على الحدود الباكستانية الهندية في ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - كوردستان من الفدرالية الى الكونفدرالية