العلاقة بين الامور و الاوامر العربية

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3783 - 2012 / 7 / 9 - 20:51
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

الامر مهم في العربية لانه جزء لا يتجزء من الحياة العامة (امر الرئيس او أمير المؤمنين بكذا و كذا و نهى عن كذا) و بهذا يصبح للامر قطبين الامر الموجب و النهي السالب (قل – لا تقل). الامر و النهي العربي هو الجزم او القطع العام يختلف بعض الشيء عن الامر القطعي categorical imperative الذي تحدث عنه الفيلسوف الالماني (كانت) الذي اعتقد انه نوع من (امر) لا ياتي من غاية مثل (اذهب الى هناك لكي تحصل على عمل) والذي هو (امر) شخصي ذو غاية معينة لان الامر القطعي اخلاقي ليس له غاية مثل (لا تقتل). و قد نسى الانسان العصري الامر الاخلاقي لان لكل اوامره غاية.

احيانا تعوض العربية الامر بافعال خاصة تعبقها (أن) و جملة فعلية في النصب (يجب ان تذهب الى البيت) عوضا عن الامر (اذهب الى البيت) و القرآن يمتليء بالاوامر من نوع (قل هو الله احد) و (الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) تعكس عقلية دكتاتورية شرقية و هي تذكرني ببعض اعلانات بعض الاحزاب الاوربية التي تجد نفسها في انتخابات ولهذا تأمر بالاجابة بنعم (قل نعم) دكتاتوري. (اؤمر) هو حالة ألامر الذي كان سابقا (مر) اسوة بالافعال التي تبدأ بالهمزة مثل (أكل - كل) و (أخذ- خذ).

مع ذلك يمكن اعتبار الامر العربي حياديا مسالما عند المقارنة مع غيره لانه يشير فقط الى (شيء) او (حالة) او (شأن) او (حادثة) او (قرار) او (امر) جمعه (امور) و لكنه يتحول فجأة ايضا الى (الاوامر) العسكرية الدكتاتورية و نحن لا نعرف لماذا تحولت الامور االعامة الى اوامر عسكرية و ماذا يعكس اختلاف الجمع هنا و ماهي العلاقة بين الامور و الاوامر و لماذا (إمر) شيء مرعب كما يذكر القرآن في سورة 18/71 (لقد جئت شيئا إمرا)؟

اما الانجليزية فهي تتجه الى order اي الى كلمة لاتينية الاصل تشير الى المحافظة على القانون والنظام and order law بينما يمكن اعتبار الامر الالماني Befehl اشرس الاوامر لان معناه الاصلي يشير الى الدخول و الاختراق بسهم في جسم المأمور.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل