أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - كلُّ هذا لم يَعُدْ مُمكناً...














المزيد.....

كلُّ هذا لم يَعُدْ مُمكناً...


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 3782 - 2012 / 7 / 8 - 10:49
المحور: الادب والفن
    


كلُّ هذا لَم يَعُدْ مُمكنا ً



حُلمَةُ العنبِ الاخضرِ الصغير في آذار
لنْ تلمسها تحتَ حَمّالة ِ نَهْدِ الصيف ...



التكرارُ مؤكّداً هو
شاعرٌ نَزق ٌ
يتكاثرُ في حدائقِ المُنبَهرين
جَميلَ الابتسامة ِ
يفيضُ عن السياج ِ بعطرٍ يَعَضُّ المارّة َ
والتكرارُ كالعشبِ
مُتطفلاً أو أشعثاً
لا بأسَ بهِ في الحَدائقِ البُورْ ...



ما لم يَعُدْ مُمكنا ً
هو العودةُ الى الحانة ِ القديمة ِ...
التحديق ُ في عينِ الرفيقِ المُعَلّم ِ
التحديقُ بلؤم ٍ
والاعتراضُ على الاغنيةِ المكرَّرة ِ ذاتها ,
على التصفيق ِ الجميلِ ذاتَه ُ
ذلكَ الجَمالُ المكرّر ُ
قَيدُنا الاعتباطيُّ ولذّتنا المسمومة
والرفقةُ التي لا تعدو عن نعالٍ يَحتذي بنِعال ...



أحملُ المتاعَ الرخيصَ وَلَعا ً بالوفاء ِ
أسلابُ نافقين َ
أشمُّ سَذاجتهم في ليل السَلّابينَ هذا
وَأَقْعي ككلبٍ يعضُّ ذيله ُ اعتذرا ً للوحشة ِ
لا الساذجونَ الذين هُم بقيّة َ الطريق ِ
سَيبلغونَ بي آخرَ الطريق ِ
ولا ذيليَ الاعوج ُ
سَيعُينُ على الاكتفاء ِ بعلْكَة ِ النَدَم ْ....



الاملُ الذي ظلَّ كرغيفٍ ساخنٍ
نتملقهُ من امّهاتٍ ساحرات ٍ
يَحترقُ في التنّور ِ
فَزوجَةُ الاب ِ
غيرَ الأُمِّ ...



وما لَم ْ يَعدْ مُمكنا ً
هو ذلك َ الطريقُ الزراعيُّ ايضا ً
حيثُ كنتَ تغنّي لا طربا ً
بل لتنبيهِ الافاعي النائمةِ في الدروب ِ
كانت الاغاني تُخجلُ الافاعي
حتى صارت الافاعي
تلدغُ الاغاني
وصارت دروب ُ المدن ِ الكبيرة ِ
تلدغُ العائدينَ فَرادى
الى طمأنينةِ الزنزانة ِ المنزليّة ...



قبورٌ تدُاعبُ قبورا ً
خلفَ دَكاّتِ الدكاكينِ , في السوقِ الشعبيِّ , في صالة ِ الاستقبالِ , في خَزانات ِ ثيابِ البنات ِ
في مَهدِ البَولِ والحليبِ , في الحُلمةِ التي تقطرُ زئبقاً , في( السلامُ عليكُم ْ) باقصى سُمومها , في الضحكِ العريض ِ
الذي يطعن ُالخصيتينِ , في اغنية ِ التاريخِ التي لا تجيدها غيرَ العاهراتِ , مشفوعاتٍ طبعاً , بأفصحِ القوّادينَ ,
قبورٌ تداعبُ قبوراً
فلا يلعبُ الطفلُ في الساحة ِ
الا لأنَّ كفَنهُ الجميلَ
سَيغدو راية ً لتجّارِ الديّات ِ...
ولا تنزل ُ الثكلى نادبة ً
الا لأَنَّ بَحّتها صالحةً للتكرار ...



وهذه ِ الكأسُ التي تتكرّرُ طَعنا ً؟




هذا الصيفُ الذي يتكرّرُ بزفرته ِ
منذ ُ اكثرِ من خمسين َ
لم يترك ارجوحة ً للحدائقِ المنزليةِ الغافية ِ
لم يترك شيئا ً من الداوودي على السياج ِ
لاجلِ ان يشمّه ُ (الافندي )
لم يترك للجيران ِ
فُسحة َ العصاري دون َ كاتبِ التقارير ِ
لم يترك في درابين ِ الخاتونات ِ
الا الشرطيُّ السَرسَريِّ...
هذا الصيف ُ الذي يتكرّرُ بزفرتهِ
يَسلخ ُ كلَّ مَوسم ٍ
بَقيّة َ القطنِ العتيق ِ
لم يَعد عندنا ما نداعبُ بَعضا ً به ِ
لم يعد عندنا ما نُضمّدُ بعضاً به ِ
طرقاتٌ مكتظة ٌ بالقيظ ِ
وباعة ُ ثلج ٍ من قمامات ٍ القرى
يتكرّرونَ في الازقّة ِ
بحثاً عن خادمة ٍ
تكشفُ عن فخذيها ومفاتيحَ البيت ...




كل هذا لم يَعدْ مُمكنا ً :
اخفاء َ الوردة ِفي الكتابِ
دسَّ الرسالة في المنديل ِ
التحديقُ في النسمة ِ التي تحرّك ُ حاشية َ التنِّورة ِ
مُراقبةَ الطيورِ المتزاوجةِ على السَطح ِ
اللعبُ بالسلسلة ِ النحاسيّة ِ مع الصَفير ِ
التسلّل ُ غروبا ً الى مضارب ِ الغَجَر ِ
ضَربُ النديمِ العنيد ِ بالقنيّنةِ على أُمِّ رأسهِ
العفاط ُ عاليا ً لباعة ِ الحكمَةِ المُعلّبةِ
الخروجُ على الدينِ والدولة ِ تحتَ رايات ِ العَربَدة ِ...
كل هذا لم يَعُدْ مُمكناً
عَشرُ خَطواتٍ هي الحُريّة ُ:
المكتبةُ
غرفةُ النوم ِ
الحمّام ُ
والعيادة ُ التي تضعُ المشارط َ والشروط َ
على عنق ِ الارادة ِ
لم يَعُد ْممكنا َ
غيرَ هذا المَسار
لم
يَعُد ْ
مُمْكنا ً...



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في السوقِ الجَديد ....
- قَيلولةُ صَيف ٍ...
- حانةُ الأرزقيّة
- يمامةُ الوداع
- المسؤولية الاخلاقية كالتكليف الشرعي ...براغماتية بائسة
- حكاياتُ أبن السبيل
- سقوطُ المدينةِ القديمة
- كُركيٌّ عادَ منَ الجبالِ
- هذا غبارَهُم ...أينَ حدائقنا ؟
- قاطعُ التذاكر الاعمى
- ألعصا والغراب
- أِطار ٌ لصورَتها
- الوضوءُ بعدَ صلاةٍ أخيرة
- وِفقاً للتقويم ِ الشخصي
- وداعا محمد ابراهيم نُقد..آخر القادة لشيوعيين التاريخيين
- أجلسُ على قارعةِ الطريقِ مبتسماً وأمدُّ يدي
- ذاتَ دفترٍ عتيق
- حقولُ العوسَج
- أنا ......كأمرأة
- قصائد ٌ من منصّةٍ مائله


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - كلُّ هذا لم يَعُدْ مُمكناً...