ابراهيم البهرزي
الحوار المتمدن-العدد: 3682 - 2012 / 3 / 29 - 01:39
المحور:
الادب والفن
الوضوء بعد صلاةٍ أخيرة ..
الابُدَّ منَ الاياب ِ الى تلكَ المشْرعة ؟
اوان ُصلاةِ الموتى يَحينُ , وغروبُ الاشياء ِ يَمسُّ بريشته ِ دواة َ القلب ِ
ويكتبُ :
لم تزل ْ ثمّة َ انفاسٍ كافيةٍ لبلوغِ المشرعة ِ
والوضوءُ ممُكنٌ ايضا ً حتى لبعضِ الجثثْ !
ناوليني حيَاتي جَميعا ً يا قطرةَ ماء ٍ واحدة ٍتبقت من العتابِ
اريد ُانْ اغسلَ يَدي منها جميعا ً
ما مَلَكتْ وما افتقدَت ْ
ما منْ جَناحِ مَلاكٍ رَف َّ ابدا ً
كانت الغربانُ تطيرُ بصيغةِ اليمام ِ
وكنتُ اغني مرحاً
للجارح ِ والجريح ِ من الطيرِ...
اريد ُ ان اغسلَ يدي من ايّما تلويحة ٍ,
كل قطعان ِ الغيومِ المرحة ِ
لم تكنْ غيرَ قطعان ِأضاح ٍ
لم تكن الاعيادُ غيرَ المسالخ َ التي افترشنا عليها فراءَ بعضنا
وايادينا هائمة ٌ في اسْرابِ التلويح ِ...
كانت الحمولةُ اكثرَ من قوّة ِ حمارٍ..
انْ تهربَ منها وتنزلَ الوادي وتصعدَ الجبل َ وتركبَ السفينة َوتصل َالسهلَ
لتكون الحمارَ الذي هربَ من ثقل ِ الحُمولةِ
او تحملَ التعب َ لتكونَ الجبلَ الذي تصعدهُ الحمير ُ!..
عُدْ للمشرعةِ القديمةِ التي لا بُد َّ من الوضوءِ عندها
لتغسلَ يَديكَ
من التحيةِ والسلام ِ الشبيهة ِ بحَك ِّ الانفِ
من الذكرى الفولكلوريّة ِ للسذاجة ِ المجيدة
من الطرق ِ التي تمضي بها قدُما ً قدُماً قدُما ً...مُتاخراً
من اليقينِ الذي يشبهُ طمأنينةَ اللعبِ بالخصيَتين ِ
من الطمأنينةِ لليقينِ الذي يشبهُ الخصيتين
من الاحترام ِ الذي يخبّيءُ طَي َّ وجاهتهِ عَفطةً عَريقة ً
من بلاغةِ المجدِ التي يُقطّعُ رنينها السعالُ
تغسلُ يديكَ وتجلسُ على المشرعة ِ
تتأمل ُ النهرَ الذي ياخذ ُ بقايا من توضّا قبلك َ
وبقايا وضوءك َ
حتى يفوتُ اوانَ صلاة ِالموتى
بعد هذا الوضوء
لمن تصلي ؟
#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟