ابراهيم البهرزي
الحوار المتمدن-العدد: 3732 - 2012 / 5 / 19 - 18:32
المحور:
الادب والفن
كركيٌّ عادَ من الجبال ِ..
لمْ تزلْ الجبالُ بَريدنا
رغم َ أنَّ السُعاة َ البَلدييّن َ
يُقتلونَ في وديانها
بسببِ اخطاءِ الصيدِ , كما يُقالْ ..
حالي يُمّا !
حالي بويا !
مِثلي تنتظرُ الكركي َّ
صَبيّة ُ (باب الشيخ ) في ظهيرة ِ حربٍ أولى
تعاتبني :
يا ابن َ العشيرة !
الا يشفع (هَجَعا ً ) غنيناهُ مَعا ً
عن هذا الترحيلْ ؟
حالي يُمّا !
حالي بويا !
صرتُ مثلَ تلك َ المغنيةِ الغجريّةِ التي تبحث ُ عن صدقٍ ضائع ٍ ...
ارفع ْ صوت َ المذياع ِ يا سائقَ الحافلة
طوالَ الطريقِ من( شقلاوة) الى مقبرة ِ (الفاو) العظيمة ِ
مُروراً بوادي السلام , وانعطافةٍ قليلةٍ لساحة ِ السباعِ ,
ارفعْه ُ عاليا ً
اريد ُان ْ الملمَ كلَّ اهلي الغَجر
لموكبٍ طويل ٍ
في ثمانينيةِ مقتلِ شمسِ المساكين
حالي يُمّا !
حالي بويا !
الافنديُّ على ناصيةِ مقهى الزهاوي
يطوي الجريدة َ
ويدلفُ الى الميدان ..
واعرّجُ للشط ِّ ,
وحينَ تجمعنا الظهيرة ُ ثانية ً
يَستدرك ُ :
لقد كبرتُ ..حتى انني قد نسيت ُ انها قد أُغلقَتْ !
فاواسيه ِ :
حتى الكراكي تنسى شواطئها !..
حالي يُمّا ّ
حالي بويا !
انت ِ من قلت ِ يا صديقتي
ايتها المتشوّفة ُ بقسوة ِ العيون ِ للآفاق ِ ,
انتِ منْ قلت ِ
فها انا كما ترينَ شبُه َ اعمى :
ان َّ كركيا ً وحيدا ً عادَ من الجبال ِ
وانه ُ قالَ لك ِ شيئا ً..
ولن ْ يَعنيني ما يَقول ْ
أنَّ كركياً مُنفردا ً عن السرب ِ
مُمكنٌ ان يقولَ كلَّ شيءٍ
وهو صادق ٌ في كلِّ ما يقولُ
لانه
لا يعدو انْ يكونَ نغلا ً
او غراباً
ولنْ يفهمَ ابداً
لوعة َ المغنية الغجريّةِ التي تنشدُ صِدقاً ضائعا ً
لنْ ينشدَ مثلنا يا صديقتي
حالي يُمّا ...........
حالي بويا ........
#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟