أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى اسماعيل - طرفة سورية : النظام هو الخصم والحكم














المزيد.....

طرفة سورية : النظام هو الخصم والحكم


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 3755 - 2012 / 6 / 11 - 12:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يتأخر رد النظام على الحراك الأخير للمجتمع الدولي, فأتبع مجزرة الحولة بمجزرة أخرى من الطينة نفسها والعيار الثقيل نفسه والهول نفسه, تاركاً للمجتمع الدولي مطلق الحرية في إصدار بيانات وتصريحات شديدة اللهجة في سيناريو يتكرر منذ بدء الثورة السورية, واشتدت حبكة السيناريو في الآونة الأخيرة بتحدٍ صارخ وسافر وواضح للنداءات الصادرة عن المجتمع الدولي المغلوب على أمره والمذهول أمام المشهد السوري الدامي والمفتوح على احتمالات كارثية.

مجزرة القبير أيضاً, كما المجازر السابقة عليها, أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك دوران المجتمع الدولي في حلقة مفرغة من العجز الشاهق أمام النظام الأمني العسكريتاري, غير الآبه بالمنظومة القانونية الدولية, والمنصرف كلية إلى ترتيب البؤر السورية الساخنة للثورة وفاقاً لحلوله الأمنية والعسكرية المغالية, مستفيداً في ذلك من تخبط المجتمع الدولي وعدم توافقه إلى الآن على حل سياسي للأزمة في سوريا.

وزيادة في السخرية من المجتمع الدولي والرأي العام العالمي, فإن النظام السوري هو أول من يندد بالمجازر التي يرتكبها ويتهم بها جماعات مسلحة أصولية سلفية, في محاولة منه لاستدرار العواطف والتضامن وتسويق نفسه بمثابته ضحية للإرهاب, رغم أنه ولعقود كان النوية الخصب لتفريخ وتصدير المجموعات الإرهابية.

بعد كل مجزرة يمعن نظام الأسد في رفع وتيرة سخريته من المشاعر الجمعية السورية والعالمية ومن المجتمع الدولي, من خلال لجوءه إلى تشكيل لجان تحقيق في الجرائم المرتكبة, وتكون نتائج التحقيق معروفة مسبقاً, ولهذا ربما لا ينتظرها أحد ولا يعول عليها أحد, نظراً لمعرفتنا الجيدة بأقانيم هذا النظام وممارساته طيلة عقود, وأيضاً لأن كل مؤسسات البلاد المدعوكة بإحكام خاضعة بالمطلق للسلطة التنفيذية التي تديرها الأجهزة الأمنية المتغولة للنظام, فلا قضاء مستقل في سوريا, ولم يحترم هذا النظام عقول السوريين يوماً, ولم يقدم للسوريين يوماً جرعة أمل في أن يكون شفافاً ونزيهاً وإن لمرة واحدة.

النظام يعلم أنه مفلس على جميع الجبهات, وأن رواياته غير قابلة للتصديق ومثيرة للضحك والقرف والاشمئزاز, لكنه تدرب طيلة عقود على تدبيج ما يهمه, وإطلاق العنان لسيناريوهاته السمجة الإيهامية, أليس من قبيل الطرفة والنكتة تشكيله لجنة تحقيق في مجزرة الحولة متخذاً في القضية التي أحدثت تحولاً في الأزمة السورية صفة الخصم والحكم ؟!.

إذا كان النظام بريئاً إلى هذه الدرجة كما يروج متباكياً على الضحايا, وإذا كان النظام مرتدياً قفازات حريرية بيضاء خلال الأزمة العاصفة المهولة منذ 15 شهراً, لماذا يمنع المراقبين الدوليين من الوصول إلى أماكن ارتكاب تلكم المجازر والجرائم ومعرقلاً لهم, ألا يحتاج إلى صكوك براءة وتطهر من الاقترافات الدموية, ولماذا لا يسمح للصحافة والإعلام الحر بالدخول إلى المناطق السورية الملتهبة ؟.

تقودنا السياقات الدموية الراهنة إلى التذكر بألمٍ تحقيقات النظام الأحادية المبرمجة التهريجية في اختطافه وقتله للعلامة الكردي الشيخ محمد معشوق الخزنوي, وإلى انعدام التحقيقات في أحداث 12 مارس/ آذار الدامية في المناطق الكردية عام 2004 وإلى انعدام التحقيقات في قضايا مقتل العشرات من المجندين الكرد أثناء أدائهم للخدمة العسكرية الإلزامية في ظروف غامضة.

أما وأن النظام قد فقد شرعيته في الداخل والخارج, فإن المطلوب الوحيد منه هو قيامه بإعداد ملفات دفاعه عن النفس في محكمة الجنايات الدولية, وقد تلطخت يداه بدماء الآلاف من السوريين الأبرياء العزل, إضافة إلى الآلاف من المعتقلين والمختفين قسرياً والمهجرين.

لحظة الحقيقة قادمة عاجلاً أم آجلاً ومكان النظام الطبيعي هو في سلة مهملات التاريخ وفي قفص الاتهام في إحدى المحاكم السورية أو أمام القضاء الجنائي الدولي.



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام الأسد والمجتمع الدولي المهذب
- الرهان الأخير للنظام السوري
- انتخابات صورية في جملوكية الرعب السورية
- رمان مفخخ
- التيار الإسلامي غداً : بؤر قندهارية أم ديمقراطية
- الجعجعة الأخيرة للمجتمع الدولي
- معارضة لا ديمقراطية
- معارضة أحادية
- مونتاج جديد لسوريا
- نوروز
- صديق اسمه الموت
- نكتة سخيفة اسمها الدستور
- اكتشافات السوري
- آه منكم يا معشر الطغاة
- في الغرفة المضغوطة
- فوضى أخرى لشهيق الحبر
- دون كيشوت الثكنات القاحلة
- حول تعزيز الموقف الكردي السوري إزاء المستقبل
- مراقبون محجوبون على أمرهم
- عظام الأوكسجين


المزيد.....




- ثلاثة أيام بلياليها في البندقية.. احتفالات زفاف جيف بيزوس ول ...
- -أداة ابتزاز-.. البيت الأبيض يرد على تصريحات ماكرون بشأن الر ...
- حكم جديد بالسجن عامين بحق المحامية والإعلامية التونسية سنية ...
- الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل المشير الليبي خليفة ح ...
- -بوابة دمشق-.. سوريا تطلق مشروعها الإعلامي الأكبر بدعم قطري ...
- متمردو الكونغو الديمقراطية يستولون على منجم في إقليم كيفو
- ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لإنهاء العقوبات على سوريا
- -ما وراء الخبر- يناقش مستقبل المفاوضات الإيرانية مع الغرب
- أكسيوس: أميركا تجري مباحثات تمهيدية بشأن اتفاق أمني بين سوري ...
- سجل إجرامي للمستوطنين بالضفة ضمن لعبة تبادل الأدوار


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى اسماعيل - طرفة سورية : النظام هو الخصم والحكم