أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى اسماعيل - مراقبون محجوبون على أمرهم














المزيد.....

مراقبون محجوبون على أمرهم


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 3600 - 2012 / 1 / 7 - 20:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دعوات كثيرة تقضي بعدم الحكم المبكر على بعثة المراقبة العربية إلى سوريا وعدم التدخل في شؤونها وانتظار تقريرها, وهي دعوات يفهم منها إتاحة متسع من العمل والمجال أمام المراقبين, وعدم وضع العصي في عجلات البعثة, وعدم تكبيلها, وعدم التأثير في تفاصيل عملها الميداني ونتائج ذلكم العمل الميداني في المدن والبلدات السورية الثائرة.

تقابل تلكم الدعوات رؤى ووجهات نظر ودعوات أخرى مخالفة ومعاكسة لا تراهن على البعثة, ولا تلقي بيضها في سلة المراقبين العرب والجامعة, وهي تنطلق من بداهات تم تجريبها لعقود من عمر الجامعة العربية, تتلخص في أن الجامعة عاقر, وأن ليس بإمكانها توليد حلول, وأن العمل العربي المشترك عنوان غير دالٍ.

شخصياً أميل إلى تبني وجهات نظر التيار الثاني, لاعتقادي أن الجامعة لا يُعوَّلُ عليها, ولم يثبت بالتجربة يوماً أنها قادرة على فك شيفرة مشكلة عربية أو فك أحجيتها أو إيجاد مخارج لها, ففي أحسن الأحوال كان يُنظر إليها بمثابتها جامعة الأنظمة العربية التي تجري في وادٍ بينما الشعوب في وادٍ آخر, هذا كمدخل ومبدأ وقناعة شخصية نبرهن عليها في القادم من الكلام, بعيداً عن التطورات في ملف المراقبين والتي وصلت إلى حد إطلاق دعوات بسحبهم من سوريا وأن وجودهم على الأرض السورية وعدمهم سيان, وهي الدعوات التي بدأها بشكل واضح رئيس البرلمان العربي ولم تنته بنداء الكولونيل المنشق رياض الأسعد.

أول التحفظات العديدة على البعثة أن رئيسها جنرال سوداني متورط في انتهاكات حقوق الإنسان في دارفور والجنوب السوداني والشمال السوداني, ومجرد الإطلاع على سيرته الذاتية كفيلة بخلق مساحات من التشاؤم, هل يعقل مثلاً أن يكون جنرال مؤسس لميليشيا الجنجويد ( شبيحة السودان ) ضامناً للحريات في بلد انتهاكي كبلده, ومفرملاً لمحنة إنسانية في سوريا عمرها 10 أشهر أو يزيد وهو أهان الشعور الجمعي للسوريين حين اعتبر الوضع في حمص مطمئناً وباعثاً على الارتياح, فيما كان الأمن والجيش السوري يمارسان قريباً منه في حي بابا عمرو وفي مدينة حماه إبان جولته في حمص هوايتهما الأثيرة في قتل المدنيين العزل بدم بارد, ماذا بإمكان أسوأ مراقب لحقوق الإنسان في العالم ( في توصيف المجلة الأمريكية فورين بوليسي ) أن يقدم إذن.

يُعيقُ عمل البعثة أيضاً أنها أشبه بإبرة في ( كومة قش ), إذ ماذا سيفعل حفنة مراقبين لا يتجاوز عددهم المائة في جغرافية التظاهر السورية التي تربو نقاطها على الأربعمائة تظاهرة في أيام الجمع فقط, ناهيك عن أيام الأسبوع الأخرى, كما أن البروتوكول الموقع بين النظام السوري والجامعة العربية لا يتيح صلاحيات واسعة لأعضاء بعثة المراقبة التي يبدو عملها جديداً كلياً على العمل العربي المشترك المتشدق عنه طويلاً منذ أيام دراستنا الابتدائية.

فقدت البعثة مصداقيتها ظل عدم وجود خارطة طريق عربية لتسوية سياسية في الأزمة السورية, والمراقبون العرب في أحسن الأحوال يخضعون لرقابة صارمة من الأجهزة الأمنية السورية, والدليل الأبرز على لا جدوى عملها المكبل من السلطات السورية مشهدها في ساحة سعد الله الجابري بحلب, إذ حشدت السلطات المحلية في حلب لهم موظفين بعثيين كشهود عيان على أن حلب كائنة في كوكب آخر وغير معنية بمخلوق غريبٍ اسمه الثورة. وأفقد البعثة مصداقيتها أيضاً أن البند المتعلق بدخول الصحافة المستقلة ومرافقتها لها قد أُسْقِطَ من البروتوكول بين النظام السوري والجامعة العربية.

صحيح أنه من المبكر الحكم على عمل البعثة منذ دخولها إلى سوريا, بانتظار تقريرها النهائي أو ما قبله من تقارير, سيما وأن هنالك خطاً ساخناً بين الفريق على الأرض وغرفة العمليات في مقر الجامعة بالقاهرة, إلا أن العياني كفيل بإراحة السوريين من عذاب الانتظار, فالانتهاكات مستمرة وعشرات القتلى حصيلة اليوم السوري الواحد منذ مجيء بعثة المراقبة إلى سوريا, ولم يقم أي فريق من البعثة بزيارة السجون السرية والمعتقلات والأقبية الأمنية ( العالم السفلي في سوريا ), لهذا فإن أدوات النظام هم الفاعلون الأساسيون على الأرض, وأعضاء بعثة المراقبة مجرد متفرجين لا حول لهم ولا قوة ككائنات محجوبة على أمرها في فيلم رسوم متحركة لـ ( والت ديزني ).

صحيح أنه لا يمكن لبعثة رمادية التعامل مع مشهد من لحم ودم, لكن لم تخلو البعثة أيضاً من مراقبين تفاعليين رفضوا أن يكونوا شركاء في الصمت, وقرروا نيل براءة الذمة من السوريين الذين يُنحرون في مهب الحرية, والجزائري أنور مالك أحدهم إذ يدوِّن على صفحته في الفيسبوك : " إن الدماء في سوريا لم تتوقف، فيوميًا نقف على جثث في حال لا تخطر على عقل بشر ". ويقول أيضاً : " العالم كله ينتظر البعثة العربية، وهي عاجزة ببروتوكول ميت، لا يتماشى مع الواقع، ومراقبين تحكمهم قيود حكوماتهم وأشياء أخرى ".

أنور مالك المراقب في عداد بعثة المراقبة العربية إلى سوريا شاهد عيان على فشل الجامعة العربية وبعثتها, وتصريحاته كفيلة بإنهاء البعثة / الأكذوبة ومنح الجامعة العربية وأمينها العام نبيل العربي إجازة مفتوحة إلى ما يعلم الله, والبحث تالياً في الخيارات الأخرى الممكنة.



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عظام الأوكسجين
- نحو إعادة إنتاج الدولة في سوريا
- إما شمال الشعوب أو شمال الانتحار السياسي
- ظاهرة إغلاق أبواب ونوافذ السياسة كردياً
- الخجل السياسي الكوردي
- حوار مع السيد إسماعيل حمه – سكرتير حزب يكيتي الكردي في سوريا
- لماذا تركت اللحظة السياسية وحيدة ؟.
- مشعل تمو والحزبية الكوردية
- مشعل التمو.. عود ثقاب كوردي
- سوريا : الكورد والمنظورات الأحادية للآخر
- المنفى
- مقترحات من أجل إعلان عهد الكرامة والحقوق السوري
- المعارضة السورية إذ تنكح رفيقها البعثي
- مسكونٌ بقالب كاتو
- رجال دين أم رجال مخابرات ؟.
- الخيزران
- المثقف في مجتمع متحول
- ا. ل. ث. و. ر. ة
- الفسيفساء السوري الهش
- نشرة الإصلاح الكردي


المزيد.....




- لجيل -زد- ذوق مختلف.. هذه أفضل مدن العالم بين الشباب بحسب مج ...
- الإعلان عن مشروع استيطان إسرائيلي -سيدفن- فكرة الدولة الفلسط ...
- قمة ألاسكا: ما هي الأراضي التي قد يتم -تبادلها- بين روسيا وأ ...
- لجنة تحقيق أممي تصدر تقريرها بشأن أحداث الساحل السوري
- بشعار اكتشاف الداخل.. تغيّرات وجهات السائح الكندي صيفا
- -إسرائيل الكبرى-.. مشروع توراتي يهدد أراضي 8 دول عربية
- صحف عالمية: إسرائيل تبيد صحفيي غزة ولا تخفي ذلك رغم أنه جريم ...
- نعيم قاسم يشكر لاريجاني على الدعم الإيراني بمواجهة إسرائيل
- إسرائيل تحذر لبنانيين من الاقتراب من مناطقهم الحدودية
- إعلام إسرائيلي: اتصالات مع دول عدة لمحاولة تهجير الفلسطينيين ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى اسماعيل - مراقبون محجوبون على أمرهم