أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى اسماعيل - عظام الأوكسجين














المزيد.....

عظام الأوكسجين


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 3598 - 2012 / 1 / 5 - 08:29
المحور: الادب والفن
    


الماضي الغائمُ نسبياً
في ثلاجة الذاكرة.

الأحلامُ رحيلٌ بائسٌ
في مقصورة ركاب قطارٍ بخاري منقرضْ.

الجدرانُ والسقفُ
رهائنُ مناديل الرثاء
وأنا في تابوتٍ من
الاسمنت المسلح القاحلْ.

الهواءُ المعتكفُ في
الرئة العمياء
لا يخرجُ إلا لماماً.

ثمة صخور في الحنجرة
ثمة براميلٌ أمنية في الحنجرة.

الهواء المُخزَّنُ على أمره
لا يجيدُ تسلّق وعورة الطارىء.

المكان..
مملكة شاسعة الأحزان
كعلبة كبريت
وأنا عودُ ثقابٍ مستعمل.

النهار..
امرأة في ثياب الحداد.
النهار أيضاً
قطنٌ يتثاءبُ في عادم سيارة
تعملُ بالديزل.

ليس لي هنا
سوى أن أقلبَ الطاولة على
رأس الأرق
بانتظار أن يمرَّ بي هواءٌ
لم تفضَّ بكارته.

خلالَ ذلك
سأدوِّنُ على رمل الذاكرة
مقاطعَ شعرٍ شفاهي
تزيلهُ
غيمةٌ عمياء فارغة.

حولي
الهواءُ مُترهِلٌ
بلحيةٍ كثة
ويحومُ أيضاً حولي
قليلٌ من عظام الأوكسجين.

الأوكسجين أحدبُ الزنزانة.

الأوكسجين مغبرٌ
إذ علق بثيابه
بعض تراب خنادق مسفوكة.

الأوكسجين مفرط بالقفر
وجيوبه مثقلة بالفئران.

الأوكسجينُ الذي لدي هنا
في زنزانة من العام 2011 بعد الحنين
سلسلة هياكل عظمية
في فيلم يُمْنَعُ على الأطفالِ مشاهدته
لئلا تبتلَ سراويلُ غدهم.

الثقوبُ الخمسة
على الستارة الحديدية
شرفتي على حطام العالم الخارجي
ونافذة العالم الخارجي
على شهيق هاويتي.

أريدُ في هذه الذؤابة الزمنية
لو انخرطَ في تجربةِ ذوبان
لو أتحولَ إلى نُطفةٍ طائرة.

جسدي بغابةِ عظامه
صارَ عبئاً لا يُطاقُ إذنْ
وأنا أترنحُ في الفراغ المُغلق
كذُبابةٍ مُحتضرة
تبرعتْ بجناحيها لجمعيةٍ خيرية.



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو إعادة إنتاج الدولة في سوريا
- إما شمال الشعوب أو شمال الانتحار السياسي
- ظاهرة إغلاق أبواب ونوافذ السياسة كردياً
- الخجل السياسي الكوردي
- حوار مع السيد إسماعيل حمه – سكرتير حزب يكيتي الكردي في سوريا
- لماذا تركت اللحظة السياسية وحيدة ؟.
- مشعل تمو والحزبية الكوردية
- مشعل التمو.. عود ثقاب كوردي
- سوريا : الكورد والمنظورات الأحادية للآخر
- المنفى
- مقترحات من أجل إعلان عهد الكرامة والحقوق السوري
- المعارضة السورية إذ تنكح رفيقها البعثي
- مسكونٌ بقالب كاتو
- رجال دين أم رجال مخابرات ؟.
- الخيزران
- المثقف في مجتمع متحول
- ا. ل. ث. و. ر. ة
- الفسيفساء السوري الهش
- نشرة الإصلاح الكردي
- عن غرنيكا سوريا ويدها البيضاء


المزيد.....




- معرض علي شمس الدين في بيروت.. الأمل يشتبك مع العنف في حوار ن ...
- من مصر إلى كوت ديفوار.. رحلة شعب أبوري وأساطيرهم المذهلة
- المؤرخ ناصر الرباط: المقريزي مؤرخ عمراني تفوق على أستاذه ابن ...
- فنانون وشخصيات عامة يطالبون فرنسا وبلجيكا بتوفير حماية دبلوم ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية.. -بين أو بين-... حين يلتقي ال ...
- إبراهيم قالن.. أكاديمي وفنان يقود الاستخبارات التركية
- صناعة النفاق الثقافي في فكر ماركس وروسو
- بين شبرا والمطار
- العجيلي... الكاتب الذي جعل من الحياة كتاباً
- في مهرجان سياسي لنجم سينمائي.. تدافع في الهند يخلف عشرات الض ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى اسماعيل - عظام الأوكسجين