أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى اسماعيل - الجعجعة الأخيرة للمجتمع الدولي














المزيد.....

الجعجعة الأخيرة للمجتمع الدولي


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 3707 - 2012 / 4 / 24 - 17:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثورة السورية مثابرة ومستمرة, والنظام مستمر وإن فقد شرعيته السياسية والمجتمعية والأخلاقية, والتطورات الأخيرة تشير إلى أن معركة عضّ الأصابع ستستمر على هذا المنوال حتى إشعارٍ آخر.

لا رابحَ إلى هذه اللحظة عيانياً, لكن معنوياً فإن الثورة في عموم سوريا كسبت العالم كله, فيما تتوالى خسائر النظام الذي ضاقت عليه الدوائر, ولكن دون الوصول إلى إطاحته.

بات لزاماً القولُ أن المجتمع الدولي يتحمل القسط الأوفر من مسؤولية استمرار النظام, إذ أن غالبية المبادرات الدولية والبيانات الرئاسية الصادرة عن مجلس الأمن أصبحت بمثابة عمليات ضخ للأوكسجين في رئة النظام ومسعفة له إلى درجة لا تطاق أمام مشاهد القتل اليومي.

القرارات الأخيرة لمجلس الأمن رماها النظام في أقرب حاوية للقمامة, فهو منذ سنة ونيف يطوِّحُ بكل المبادرات ويتجاهلها ويقتلها في شوراع وأزقة وساحات المدن السورية, ولم يتقيد بنقاط خطة عنان ولم ينفذ منها شيئاً على الأرض, وبحسب الوقائع اليومية في عموم سوريا والمعطيات المتوفرة فإن خطة عنان لا تعادل الحبر الذي كتبت به, فالدبابات لا تزال تمرح في البؤر الثورية الساخنة والقتل على أشده.

لا يملك عنان سوى إرسال الدعوات إلى نظام دمشق, وهي دعوات قوبلت مراراً بأذن من طين وأخرى من عجين وبعدم اكتراث عجيب, وليس بمقدور عنان فعل شيء سوى رمي ربطة عنقه وتمزيق قميصه تعبيراً عن استنكاره لتنصل النظام السوري من أي التزام بخطته ذات النقاط الست التي دخلت عملياً في حالة موت سريري, ويبدو أن عنان يسير إلى مصيره الفاشل في البوسنة ورواندا.

منذ أشهر تدور مراكز القرار العالمي والمؤسسات الدولية والإقليمية في حلقة فارغة, فمجلس الأمن الدولي معطوب, وجامعة الدول العربية معطوبة, والأطراف الدولية المعنية بملف الأزمة السورية معطوبة, ولا تملك سوى مزيجَ بيانات وعقوبات على أشخاص في النظام الذي يستفيد من العطب الحاصل ليعمق أكثر من ذي قبل تنكيله بالمدن السورية وقاطنيها.

آخر بدع المجتمع الدولي هو القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن الدولي والقاضي بإرسال 300 مراقب إلى سوريا, وهو قرار من وزن الريشة كما غيره من القرارات, إذ لا يكترث النظام به ولا يعيره بالاً, فتلكم القرارات تجري في واد بينما ممارسات النظام في واد آخر, فكلنا يعلم أن الـ 300 مراقباً دولياً لا يصلحون لمراقبة النظام الغذائي لوزير الخارجية السوري وليد المعلم ومراقبة بطنه وغازاته المسيلة للدموع.

منذ بدء الأزمة السورية والتردد سمة مواقف المجتمع الدولي الذي أجزل على السوريين بالهدنات والمبادرات والمناشدات والنذر اليسير من بعثات المراقبة, ولكن دون الإتيان بموقف واضح وحاسم الأمر الذي جعل النظام السوري يشعر وكأنه في ملهاة أو فيلم كرتوني كـ ( توم وجيري ), ولا يخرج القرار الأممي الأخير عن ذلكم السياق ما دام الحديث يجري عن ثلاثة أشهر أخرى من الانتظارات والتمنيات الجسام والتعويل على تحول إيجابي في قراءة النظام لأزمة البلاد.

يبدو الشعب السوري منذ بدء ثورته يتيماً في مهب القمع وغير مؤازر سوى بالتصريحات الأنيقة والتحذيرات التي ترتدي قفازات من حرير في شبه بلادة منقطعة النظير ولا يملك الشعب السوري سوى ملحميته وبطوليته أمام آلة القمع والقتل والانتهاكات الفظيعة وأمام بلادة المجتمع الدولي وجعجعته غير المنتجة.



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معارضة لا ديمقراطية
- معارضة أحادية
- مونتاج جديد لسوريا
- نوروز
- صديق اسمه الموت
- نكتة سخيفة اسمها الدستور
- اكتشافات السوري
- آه منكم يا معشر الطغاة
- في الغرفة المضغوطة
- فوضى أخرى لشهيق الحبر
- دون كيشوت الثكنات القاحلة
- حول تعزيز الموقف الكردي السوري إزاء المستقبل
- مراقبون محجوبون على أمرهم
- عظام الأوكسجين
- نحو إعادة إنتاج الدولة في سوريا
- إما شمال الشعوب أو شمال الانتحار السياسي
- ظاهرة إغلاق أبواب ونوافذ السياسة كردياً
- الخجل السياسي الكوردي
- حوار مع السيد إسماعيل حمه – سكرتير حزب يكيتي الكردي في سوريا
- لماذا تركت اللحظة السياسية وحيدة ؟.


المزيد.....




- إيلون ماسك يقارن نفسه بـ-بوذا- خلال لقاء مع إعلاميين
- 5 قصّات جينز مريحة تسيطر على إطلالات النجمات هذا الموسم
- CIA تنشر فيديو جديد يهدف لاستدراج مسؤولين صينيين للتجسس لصال ...
- وزارة الداخلية الألمانية تصنف حزب البديل من أجل ألمانيا -كيا ...
- تركيب مدخنة كنيسة السيستينا إيذانا بانطلاق العد التنازلي لاخ ...
- الخارجية اللبنانية تعد بتعيين سفير جديد في سوريا
- حادثة الطعن داخل مسجد بجنوب فرنسا: دعوات للتعامل مع الجريمة ...
- الحوثيون يعلنون استهداف قاعدة عسكرية قرب حيفا بصاروخ باليستي ...
- انطلاق التصويت في الانتخابات الرئاسية الرومانية 
- مقتل 15 شخصا في قصف إسرائيلي على قطاع غزة


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى اسماعيل - الجعجعة الأخيرة للمجتمع الدولي