أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى اسماعيل - آه منكم يا معشر الطغاة














المزيد.....

آه منكم يا معشر الطغاة


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 3642 - 2012 / 2 / 18 - 22:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كرسي الحكم ليس نهاية العالم وخاتمة المطاف. كرسي الحكم ليس غاية بحد ذاته. كرسي الحكم ليس السماء الأخيرة. وكرسي الحكم يحتاج إلى التنفس الطبيعي بين الفترة والأخرى, لا أن يدوم في الإقامة الجبرية تحت مؤخرة حاكم شاق مؤبد.

لا نملك ونحن نقرأ خبر استقالة الرئيس الألماني كريستيان فولف من منصبه ثم تالياً تصريحه المقتضب " لقد سررت بممارسة مهامي في هذا المنصب، وبلادنا بحاجة إلى رئيس قادر على مواجهة التحديات الوطنية والدولية الكبرى من دون إعاقة " سوى التصفيق لهذا الرجل وتقبيل جبينه والربت على كتفه, لأننا لم نرزق بعد برئيس مشابه يتراجع احتراماً للشعور الجمعي, ولا يمكننا العثور في بلداننا على حاكم مشابه يعترف بخطأه حتى لو بحثنا عنه بالمجهر.

الحاكم هناك يعلم أنه إنسان بميزات تعبوية وفنية كالتي للآخرين من أفراد مجتمعه وليس هابطاً من مجمع الآلهة, يعلم أنه لم يتلق في ليلة لا ضوء للقمر فيها صكاً إلهياً بتعيينه حاكماً إلى ما شاء الله, يعلم أن كرسي الحكم ليس غنيمة وإنما فرصة لتقديم الأجمل والأنجع وخدمة صورة البلاد في الداخل والخارج.

الحاكم هناك لا يكره الشعب ولا يخافه. لا يخاف من انقلاب العسكر عليه. ولا يبادل الدبابة الودَّ. لا يحتاجُ إلى الشبيحة والنبيحة. ولا يُصاب بالبواسير. وأكاد أجزم أنه لم يسمع كلمتي ( إسقاط ) و ( أرحل ), وأكاد أجزم أيضاً أنه لا يمتلك العدد الوافر من الحقائب, وأن حقيبته حين مغادرته الحكم صغيرة تصلح فقط لوضع لباسه الداخلي فيها مع صور مكتبية ودفتر ملاحظاته, تماماً بعكس الحاكم لدينا حيث هنالك ما لا يحصى من الحقائب : حقيبة لحمل آبار النفط, حقيبة لحمل الأنهار, حقيبة لحمل الغابات, حقيبة لحمل محتويات البنوك الوطنية وغير الوطنية, حقيبة لحمل آثار البلاد, حقيبة لحمل مستقبل البلاد.. إلخ.

الحاكم هناك من لحم ودم وغير قابل للتكلس, أما هنا فإنه المصرف المركزي لإنتاج الكلس وتخنيث الوطن وتجفيف منابع الإلهام فيه. الحاكم ودائرته هناك يؤهلون المستنقعات أما هنا فإنه ودائرته يحولون البلاد من فروة رأسها وحتى ركبتها إلى مستنقعات.

الحاكم هناك يمتثل للأمن القومي فيوعز بتحريك جيش من أجل إنقاذ حياة مواطن, أما الحاكم هنا فإن الأمن القومي يقتضي منه تحويل ملايين المواطنين إلى إرهابيين حتى يثبت العكس, مع دك الأبنية ودور السكن فوق رؤوسهم ( فقه الكفاح ), ووضع فوهة الدبابة معهم على طاولة الحوار الوطني.

زمرة دم بلاد الحاكم هناك هي التعددية 100% أما زمرة دم بلادنا فإنها الأحادية في البر والبحر والجو مع تأنيث المذكر وتذكير المؤنث وتخنيث المذكر والمؤنث معاً.
لا يملك الحاكم هناك سوى عدة أمتار مربعة مع رصيد في البنك شفاف وبإمكانك رؤية أوعيته الدموية, أما الحاكم هنا فيمتلك عشرات أو مئات الآلاف من الكيلومترات المربعة مع تأميم الهواء أيضاً, وسيارات مفخخة وإمكانيات سوبرمانية في تفريغ رئاسة جواره وتعطيل برلمانه.

الحاكم هناك ينسحب بهدوء من دون رعد وبرق, أما الحاكم هنا فإنه يعد الخروج من الحكم بمثابة تجرع لكأس السم ولا يوافق عليه وإن أدى ذلك إلى اغتيال البلاد بالتقسيط الممل.

الحاكم هنا لا يجيد لعب الشطرنج أو الطاولة, لأنه متفرغ بالكامل مع حاشيته من الغنم السعيد للتلاعب بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية والبلدية, والتلاعب بالاستقرار الداخلي في دول الجوار.

الحاكم هنا استثناء من الديمقراطية.

الحاكم هنا رجل حاملٌ باللانهائي من الكراهية والأحقاد كاملة الدسم.

الحاكم هنا طلقة متفجرة في صدغ الوطن.

الحاكم. الحاكم. الحاكم...

آه منكم يا معشر الطغاة, متى تصبحون بشراً أسوياء كالحكام هناك.



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الغرفة المضغوطة
- فوضى أخرى لشهيق الحبر
- دون كيشوت الثكنات القاحلة
- حول تعزيز الموقف الكردي السوري إزاء المستقبل
- مراقبون محجوبون على أمرهم
- عظام الأوكسجين
- نحو إعادة إنتاج الدولة في سوريا
- إما شمال الشعوب أو شمال الانتحار السياسي
- ظاهرة إغلاق أبواب ونوافذ السياسة كردياً
- الخجل السياسي الكوردي
- حوار مع السيد إسماعيل حمه – سكرتير حزب يكيتي الكردي في سوريا
- لماذا تركت اللحظة السياسية وحيدة ؟.
- مشعل تمو والحزبية الكوردية
- مشعل التمو.. عود ثقاب كوردي
- سوريا : الكورد والمنظورات الأحادية للآخر
- المنفى
- مقترحات من أجل إعلان عهد الكرامة والحقوق السوري
- المعارضة السورية إذ تنكح رفيقها البعثي
- مسكونٌ بقالب كاتو
- رجال دين أم رجال مخابرات ؟.


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى اسماعيل - آه منكم يا معشر الطغاة