أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامي بزيع - البيوت عمرنا الارضي














المزيد.....

البيوت عمرنا الارضي


كامي بزيع

الحوار المتمدن-العدد: 3753 - 2012 / 6 / 9 - 19:07
المحور: الادب والفن
    


البيوت تلك التي تختزن اسرارنا، تلك التي تحتفظ بروائحنا وذكرياتنا، تلك التي تتسع لافكارنا، لقلقنا وفرحنا، تلك التي تنبض بانفاسنا واحلامنا، هي عمرنا الارضي الذي مهما ابتعدنا عنها نرجع بسرعة اليها، وبها فقط نتمدد ملتذين بذاك الشعور العذب باننا لوحدنا بعيدا عن الانظار.
البيوت حياة نابضة، فتية، عجوزة، وقورة، طريفة، رحبة، مضيئة، معتمة، انها باختصار تشبهنا، نسكنها وتسكننا، ونتراوح بها على امتداد السنين، وغالبا مايلفنا الحزن عند مغادرتها، لذلك نعود لنتلمس بها ذواتنا بين الحين والآخر.
لماذا تسمى القصور والابراج والفيلات والدارات ولا تسمى المساكن والمنازل والبيوت؟ لماذا يقال قصر فرساي في فرنسا، قصر بيت الدين في لبنان، قصر الحمرا في الاندلس، قصر باكنهام في بريطانيا، قصر نيوشفانشتاين في المانيا، قصر عابدين في مصر، قصر العظم في سوريا، وغيرها مما لا يعد ولا يحصى. اذن لماذا لا نسمي بيوتنا؟ في الواقع ان البيوت العربية تسمى ايضا! فنقول بيت "فلان" مثلا، لكن هنا تكون الاشارة الى كنية العائلة التي تسكن في البيت، فيتخذ البيت اسمها، وغالبا ما تتخذ البيوت العربية اسماء الرجال، فيقال هذا بيت "فهد الصياد"، ويتم الخلط بين البيت والعائلة فتصبح العائلة هي "بيت فلان" ويصبح البيت هو "عائلة فلان"، وهذا جدير بالاهتمام نظرا لشدة العلاقة العلاقة التي تربط بين الانسان ومسكنه في اللحضارة العربية.
فالقصور غالبا ماتتخذ اسمائها من المناطق التي تشيد بها، لكن البيوت تتخذ اسماء اصحابها الذي يسكنون بها، ومن الصعب تغيير اسم البيت الى اسم آخر، كانه يلتصق به فلا يقبل ان تغيير به.
البيوت عوالمنا الخاصة، افراحنا واحزاننا، افكارنا واحلامنا، صحتنا ومرضنا، نجاحنا وفشلنا، طفولتنا ، كهولتنا، مرحنا وحزننا، لذلك نشعر اذا ماتهدمت يوما، ان شيئا ما قد انكسر، نتبعثر ونضيع، وحتى البيوت الجديدة التي نعود لنسكنها، تبقى مسكونة بالبيت الاول، وغالبا مانعتبر ان الفرح يسكن البيت الاول، والبيوت الاخرى تفتقد له رغم انها قد تكون اكثر اتساعا ورفاهية.
تقضي الحروب على البيوت، ويقال بالحجر لا بالبشر، ولكن متى نعلم ان هذا الحجر هو ايضا البشر، وان السلامة، هي بالضبط ان يبقى الانسان ملتصقا ببيته الذي شهد عرسه، واصدقائه وكل التفاصيل الاخرى التي ترتبط بالمرء على امتداد سنوات عمره.

وقد ابدعت المطربة فايزة احمد عندما غنت من كلمات الشاعر مرسي جميل عزيز ومن الحان محمد الموجي اغنية "بيت العز يابتنا" وقد يكون من الممتع استعادة كلماتها التي تقول:

بيت العز يابيتنا على بابك عنبتنا
فيها خضرا وضليلة بترفرف على العيلة
وبتضلل ياحليلة ياحليلة من اول عتبتنا
يابيت العز يابيت السعد يابيت الفرح
يابيتنا
بيت العز يابتنا فى حيطانك جنينتنا
بمحبة زرعناها بمحبة سقيناها
وكبرنا وياها ياحليلة وحلوت فاكهتنا
يابيت العز يابيت السعد يابيت الفرح
يابيتنا
الله الله الله الله الله على عشرتنا
وعلى لمتنا حوالين بعضينا
الله على اجمل ايامنا وعلى احلامنا وحكايات ليالينا
اللقمة الحلوة تجمعنا وتشبعنا وتكفينا
والكلمه الحلوة تفرحنا وتصبحنا وتمسينا
ابعد ياشيطان ابعد ياشطان ابعد ياشيطان
ان جيت من الباب هانرد الباب ونعيش فى امان
وان جيت من الحيط هانسد الحيط بحجر صوان
ابعد ياشيطان ابعد ياشيطان
بيت العز يابيتنا على بابك عنبتنا
فيها خضرا وضليلة بترفرف على العيلة
وبتضلل ياحليلة ياحليلة من اول عتبتنا
يابيت العز يابيت السعد يابيت الفرح
يابيتنا.

مع كل الاماني بان تبقى البيوت عامرة بقاطنيها.



#كامي_بزيع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيناك بيتي
- رغما عنك
- عبر الحذاء
- فتاة الحلم الازرق
- هربا الى الموت
- ليلة مصرية تراقص الزمن في اسبانيا
- عزيزة براهيم: صوت صارخ للوطن
- رشيد الخديري في الخطايا والمرآة
- في حضرة الامير
- الخصم
- عيدك ياحبيبي
- المظلة ظل الالهة
- زيارة متأخرة
- مباركة انت
- الفقر المؤنث
- رسائل الصمت
- جنون العاصفة
- الجريمة
- شهيدة العلم
- الموت الجميل


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كامي بزيع - البيوت عمرنا الارضي