أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد الرنتيسي - رواية الحزن العراقي والانسان الباحث عن انسانيته














المزيد.....

رواية الحزن العراقي والانسان الباحث عن انسانيته


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 3745 - 2012 / 6 / 1 - 00:52
المحور: الادب والفن
    


بين القراءات ما يستحضر مسلمات ، تغيب احيانا في غمرة بحث النقاد عن مصطلحات ، لا تخلو من الاستعراض ، والافراط اللغوي ، وفهم الهم الانساني ، وفق معادلات رياضية ، او قوالب جاهزة .
وفي رواية " قبل اكتمال القرن" للروائية ذكرى محمد نادر حميمية تحرض على الافلات من القراءات المنهجية للالتحام مع مثل هذه المسلمات .
فهي تجسيد للقدرات الهائلة التي يمتلكها هذا الشكل من التعبير في رصد المراحل ، بعيدا عن زيف وجمود كتب التاريخ ، التي يضخم فيها المنتصرون انتصاراتهم ، ويبحث المهزومون من خلالها عن تعويض يخفف وقع الهزيمة ، وتبقى خاضعة للتأويل واعادة التاويل ، كلما ظهرت وثيقة هنا واخرى هناك .
الرواية التي تغرف من مخزون الحزن العراقي ، وتحول قارئها الى رهينة ، للحدث وتداعياته ، لا تترك خيارا للمتلقي سوى اليقين بصدق الحس الانساني ، الذي تمخضت عنه .
الا ان الحس الانساني ، واستيعاب التحولات الاجتماعية التي عاشها العراق ، خلال قرن من الحروب ، لا يكفيان لتفسير تخلي القارئ عن نظرته الناقدة ، والتحول الى رهينة ، فهناك ذائقة نقدية لدى القارئ لا بد من اشباعها .
ومن خلال عوالم " عائلة الرضواني " واجيالها المتعاقبة والتطور التلقائي والطبيعي للشخصيات وفرت الرواية ما يشبع هذه الذائقة .
تغوص الروائية في العمق السيكيولوجي لبطلاتها المهزومات وابطالها المقهورين ونزعات التمرد واللاجدوى لتكشف عن اسئلة وجودية دون ادعاءات فلسفية .
تقف بروايتها حيث يتداخل التاريخ بين حروب الاتراك والانجليز في العراق والحرب العراقية ـ الايرانية وما بعدها في مصاف اهم روايات اميركا اللاتينية لتكشف عن قامة رفيعة لم تأخذ حقها في الاعلام والنقد ، تماما مثلما هو حال الكثير من المبدعين العراقيين الذين غيبهم الشتات والمنافي .
تمكنت الرواية الصادرة عن دار الينابيع في دمشق ، لتكون ضحية اخرى للاحداث السورية ، ونهايات زمن مشاريع الافلام السينمائية الضخمة ، من انسنة التاريخ المستعصي على الانسنة ، وضخ دماء جديدة في عروقه المتيبسة .
نهاية الرواية التي تنهل من ذاكرة خصبة ، عين سحرية تلتقط ما يستحق الالتقاط من غرائبية حولها الواقع الى عادة ، بقيت مفتوحة على جميع الاحتمالات ، وفي هذا الانفتاح رواية اخرى لم تكتب بعد .
تنتهي رواية ما بعد الدخان الاسود ، والانفجارات ، والموت المجاني ، وحسابات السياسيين ، بالغياب ، و بحث الانسان عن انسانيته ، ما عاشه وما لم يعشه مما عاشه ، وتبقي قارئها على تخوم الرغبة ، في ان يكون كما يريد ان يكون ، وليس كما ارادوا له ان يكون .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حراك الهوية الاردنية
- ايران والاخوان المسلمين .... سقوط فرضية التقارب
- العراق القضية
- أولويات اليسار تتصدر الأجندة الأردنية
- مدرسة الولي الفقيه
- محمد علي شمس الدين .. حيرة القصيدة في زمن التسونامي العربي
- يفعلها المالكي ....
- استشعار اردني للخطر الاسرائيلي
- لعبة المفروض والمرفوض
- المالكي وخطابه المترنح
- اسفار الرضوخ والمغامرة
- توحش الملالي
- ظلال الولي الفقيه
- العراق وهويته السياسية
- الربيع العربي والجموح الايراني
- جلادون وضحايا
- تجريف اعلامي ام اختطاف راي عام ؟
- وقت الملالي الضائع وزمن الثورات المدنية
- العراق على سكة التغيير
- رياح ميدان التحرير وعمائم ملالي ايران


المزيد.....




- -الست-.. فيلم يقترب من أم كلثوم ويتردد في فهمها
- 5-نصوص هايكو :بقلم الشاعر محمد عقدة.دمنهور.مصر.
- الشاعر تامر أنور ضيف منصة نادى ادب قصرثقافة دمنهور ومناقشة آ ...
- بعد التوبة.. حاكم ولاية تينيسي يصدر عفوًا عن نجم موسيقى الري ...
- أفغانستان تودع ثالث سينما تاريخية بعد إزالتها من قبل طالبان. ...
- الممثلة الأممية: عدم الثقة بين مجلسي النواب والأعلى للدولة ي ...
- نقطةُ ضوءٍ من التماعات بدر شاكر السيَّاب
- ماذا قال تركي آل الشيخ عن فيلم -الست-؟
- مدينة مالمو تستضيف الفنان السوداني محمد برجاس كـَ ”فنان مُحت ...
- مسابقة -يوروفيجن- تواجه الانهيار بسبب مشاركة إسرائيل


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد الرنتيسي - رواية الحزن العراقي والانسان الباحث عن انسانيته