أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى اسماعيل - نظام الأسد والمجتمع الدولي المهذب














المزيد.....

نظام الأسد والمجتمع الدولي المهذب


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 3744 - 2012 / 5 / 31 - 16:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المجتمع الدولي في مواقفه من النظام السوري وجرائمه المتكررة والمشتدة يوماً بعد آخر أشبه بتلميذ مهذب على مقاعد الدراسة الابتدائية, و يمكن تشبيهه أيضاً بمتفرج مدمن على متابعة أفلام الرعب دونما حراك واجب.

بعد عام ونيف من الثورة السورية ضد النظام يبدو المجتمع الدولي أسير بياناته وتصريحاته الصحفية المدببة والدقيقة المحسوبة, إذ يبدو أنه محكوم بشرط دائري من التباينات بين التدخل العسكري وتسليح المعارضة وتأمين ممرات إنسانية إغاثية وفرض منطقة عازلة, فيما ازدادت وتيرة العنف إلى مستويات قياسية, وارتفعت معها أعداد القتلى في صفوف المدنيين السوريين.

المتوافق عليه الأول بين العديد من مراكز القرار العربية والإقليمية والدولية هو الاكتفاء ببيانات التنديد والشجب والاستنكار والتصعيد البلاغاتي الإنشائي السياسي وتسويف وضع النظام السوري على طاولة التشريح, والمتوافق عليه الآخر فيما بينها هو التطويح بكل التكهنات والانتظارات الشعبية السورية, فلا سيناريو ليبي في سوريا كما يفهم ولا تدخل إنساني ولا تسليح للمعارضة ( كلينتون : " نحن لا نعلم في الحقيقة ما الجهة التي سنسلحها " ), وتنبغي الإشارة هنا إلى بعض المواقف العربية المتقدمة لجهة التشجيع على خيار التدخل العسكري وفي مقدمتها مواقف قطرية وسعودية واضحة.

خلال سنة ونيف اكتفى المجتمع الدولي بسقف عملي انحصر في فرض بعض العقوبات على مؤسسات للنظام وبعض رجالاته, ولم يك لها تأثير عياني بنيوي في تفكيك مؤسسة السلطة أو إضعاف النظام, لكن مجزرة بلدة الحولة أحدثت منعطفاً حراكياً سياسياً, إذ كرت سبحة المواقف الدولية التي لم تكتفي هذه المرة بروحية التنديد بل خطت بقوة واضحة إلى الأمام مع إطلاق حملة نفض العواصم الغربية من السفراء السوريين وتسفيرهم إلى ملاذهم الآمن في حضن النظام.

الخطوة الدولية الأخيرة المتمثلة في ترحيل الدبلوماسيين السوريين تدشين لمرحلة جديدة في مقاربة المجتمع الدولي للأزمة السورية, وهي خطوة حامل, أقلها أنها سحب لبساط الشرعية من تحت النظام السوري, وسحب للاعتراف بالشرعية الممنوحة له, وهي خطوة في الاتجاه الصحيح سيبنى عليها المزيد لاحقاً كما يتبدى – على الأقل – من تصعيد الخطاب السياسي الموقفي لدى العديد من البلدان في مقدمها فرنسا هولاند.

خلال خمسة عشر شهراً فقد النظام مشروعيته الأخلاقية والسياسية والمجتمعية لارتكابه كل تلكم الفظائع من قتل وتهجير واعتقالات وتدمير منهجي منظم, فقدها في الداخل, وها هو يفقدها في الخارج أيضاً رويداً.. رويداً مع ضرورة الإشارة إلى تأخر المجتمع الدولي في اعتماد سياسة حازمة وحاسمة, وفاقاً لذلك فإن الخارج يعضد الداخل السوري ويدعمه سياسياً, وهي قفزة مهمة لأنها تعني خروج المجتمع الدولي من التيه السياسي الذي كان حاكم مواقفه من النظام السوري وارتكاباته على مدار أشهر ماراتونية من سفر محنة السوريين.

لا يعني بدء عملية ترحيل السفراء أو القائمين بالأعمال أو موظفي السفارات السورية في الخارج أن شعرة المعاوية بين النظام السوري والمجتمع الدولي قد انقطعت نهائياً, فالمراقبون الدوليون لا يزالون على الأرض السورية, وخطة عنان التي تشير في أحد بنودها إلى تسوية سياسية لا تزال سارية المفعول وإن ثبت فشلها عملياً, ولا تزال روسيا والصين وإيران تحتفظ برأي آخر حيال الأزمة السورية.

اعتماد خطوة ترحيل السلك الديبلوماسي في الخارج من قبل بعض مراكز القرار الدولي وبعض الدول المهمة سيشجع دول أخرى على سلوك الطريق نفسه, سيما منها تلكم الدول التي شاركت في مؤتمر اسطنبول لأصدقاء سوريا, وهي خطوة ينتظر منها التمهيد لمواقف سياسية أكثر تأثيراً ووضوحاً في مؤتمر باريس لأصدقاء سوريا والذي سينعقد في 3 يوليو / تموز, والذي يتوقع منه نقل المشهد السوري إلى مستوى آخر.

الواضح إلى الآن أن المجتمع الدولي لا يزال يرتدي قفازات حريرية في التعامل مع النظام, ويبدو مهذباً كثيراً قياساً إلى هستيريا نظام الأسد.



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرهان الأخير للنظام السوري
- انتخابات صورية في جملوكية الرعب السورية
- رمان مفخخ
- التيار الإسلامي غداً : بؤر قندهارية أم ديمقراطية
- الجعجعة الأخيرة للمجتمع الدولي
- معارضة لا ديمقراطية
- معارضة أحادية
- مونتاج جديد لسوريا
- نوروز
- صديق اسمه الموت
- نكتة سخيفة اسمها الدستور
- اكتشافات السوري
- آه منكم يا معشر الطغاة
- في الغرفة المضغوطة
- فوضى أخرى لشهيق الحبر
- دون كيشوت الثكنات القاحلة
- حول تعزيز الموقف الكردي السوري إزاء المستقبل
- مراقبون محجوبون على أمرهم
- عظام الأوكسجين
- نحو إعادة إنتاج الدولة في سوريا


المزيد.....




- بيان للنيابة العامة في مصر بشأن حريق سنترال رمسيس وسط القاهر ...
- غزة.. غارات إسرائيلية وعشرات القتلى وسط أوامر إخلاء لمعظم سك ...
- جهود قطرية وزيارة مرتقبة لويتكوف.. استئناف المفاوضات بين حما ...
- رشيد حموني، يعرض أعطاب الصحة ويستشرف البدائل. أثناء تعقيبه ع ...
- ثلاثة قتلى و2 مصابين في هجوم جديد على سفينة شحن في البحر الأ ...
- مقتل 29 فلسطينيا على الأقل و5 جنود إسرائيليين في غزة
- زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى بريطانيا.. استقبال ملكي وقمة ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على انضمام بلغاريا إلى اليورو بداية 2 ...
- سلطات شرق ليبيا تأمر بمغادرة وزراء أوروبيين فور وصولهم لبنغا ...
- انعكاسات كمين بيت حانون على مفاوضات وقف إطلاق النار


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى اسماعيل - نظام الأسد والمجتمع الدولي المهذب