أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ركائز الحوار














المزيد.....

ركائز الحوار


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3743 - 2012 / 5 / 30 - 05:17
المحور: الادب والفن
    


ركائز الحوار



ليس جديداً، أن تتمّ الإشارة-هنا-وفي أيِّ مكان آخر، على أهمية الحواربالنسبة إلى الإنسان، بشكل عام، في ظلِّ توافرحالة الوعي، هذه الحالة التي تحقق شروطه، في صيغته المتوخاة، على اعتباره أحد أهمّ شرايين الحضارة، والتقدم، بل و الحياة، في مجالاتها الهائلة، ليكون له فعله التحولي، وفق سيرورة الزَّمان، وصيرورته المعروفتين..!.

وللحوار، ضمن مثل هذه الرؤية، أبجديته المسلّم بها، والتي لابد من معرفتها، من قبل طرفيه، أو سائراطرافه، المتحاورين، في حال تعددهم، وهوأمرجد عادي، وقد يدخل ضمن معادلة الأطراف العالم كله، أو مجموعة الحضارات المتعاقبة على وجه البسيطة، حتى ينتقل من خانة الخطاب، أو الحكي، إلى عالم الحوارالجدلي، ولئلا يكون جسداً بلا روح، لا طائل منه البتة.

وإذا كانت للحوار-عادة-مفرداته التي لابد منها، كي يستقيم، ويفعل فعله، فإن انتقاء مثل هذه المفردات، يأتي كنتاج للحالة المعرفية، والدُّربة، والمران، كي يؤدي المهمات المطلوبة منه، في مجال تفعيله، لأن هناك، في المقابل، مفردات متطفلة، لا طائل منها البتة، تشتت بؤرة النقاش، اللازم تأطيره، وتحديده، ومن الضروري أن تكون هذه المفردات معروفة، من قبل الأطراف التي تخوض غماره، واقعية، ممكنة التناول، بعيدة عن الاستيهام، والفنتازيا، والرجرجة، والزئبقية، التي تجعلها -وهي الأداة-عصية على الإمساك بها، لأداء وظيفتها المبتغاة، ضمن المختبرالحواري.

ولعلَّ الإقدام على الحوار، لايكون في منظورطرفيه، أو أطرافه، على قدرواحد من العناية والاهتمام، حيث لابد من توافر الحب، و صفاء النوايا، أثناء خوض غماره، وأن يكون محقِّقاً لمصالح المتحاورين على حدِّ سواء، وإن بدرجات متفاوتة من النتائج، إذ طالما هناك من يلجأ إليه، لدواع لا تتعلَّق بالحرص على أهميته العظمى في حياة البشر، وذلك إما لما له من خلِّب شكلي، براق،لأداء غرض آني، موقوت، فيكون بذلك مدعاة إلى اللاحوار، أولنسف بنيانه، وتقويض أركانه، والدخول في فضاء طاحونة تدور رحاها،عبثاً، لإضاعة فرصة الحوارالحقيقي، والإجهازعليه، على اعتبارأن للحوارزمانه ومكانه اللازمين، ومن بين شروحات ذلك أن لافائدة من الحوارمع الضحية، بعد تصويب الرصاص عليه، وزهق روحه، ولا يمكن له، أن يبرِّىءطعنة الجريح ، بعد أن يتم انتهاك الجسد أوالروح، باسمه، تاركاً خلفه ندبة مشوَّهة، وهوأقلّ آثارالطعن،في بعده المرئي..!.

إن في توافرلغة الحوار بين أفراد الأسرة الواحدة، ما يكفل نجاح أفرادها في تحقيق مهماتهم، كما أن في توافرها في مدينة ما، ضمانة لتعيش في طمأنينة، وسلام،وتقدم ، وأن في توافرها بين أبناء شعب وآخر، أو بين شعوب العالم، ما يكفل انتفاء الأذى والحروب وثقافة الضَّغينة، بل إنها لتشيع التوادد والتلاحم، وتحقق الشرط الحياتي،أنى وجدت، ناهيك عن أن الحوارلهوأرقى مافي أبجدية الأفراد، والأمم، والشعوب، لتحقيق كل ماهوسام وإنساني، ونبيل، ولعل أي طرف سها عنه، وتجنبه، في حياته اليومية، لن يكون أمامه إلا الندم العظيم، في ساعة صحوه، وتعقله..

ومادام الحوار، على هذا القدرالكبيرمن الأهمية، فهوليرتقي إلى مقام الهواء، والماء والرغيف، بالنسبة إلى الإنسان، و لابدَّ من أن يعنى به، على نحوخاص، بدءاً من البيت و الشارع والمدرسة، وانتهاء بالمؤسسة، دون القفزعلى المنولوج الذاتي، الواعي، وذلك ضمن سلم الأولويات في عالمه، لنعرف جميعاً: ماذا، ولماذ،ا نتحاور؟، وكيف نتحاور، وبم نتحاور، ولم نتحاور، وهي ركائز مهمة، من أجل حوارأكثرأهمية، حواردون نوافل وترَّهات وثرثرات، حوارفيه منجاة مركبتنا الإنسانينة الكبرى، إلى ضفة الأمان والسلام..!؟
إبراهيم اليوسف
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصيدة المغناة وساحات التحرير
- نشيجُ الحولة نشيد التحول
- دعوة من القلب لوحدة رسل الكلمة الكردية..!
- عبدالرحمن آلوجي: لاترحل الآن ..!
- السِّيرة الذَّاتيَّة: مفتاح لابدَّ منه لولوج عالم المبدع
- أسس الحوارالثقافي
- المقدِّمة الخاطئة:
- تلفزيون2
- رابطة الكتاب والصحفيين الكرد ومنظمة صحفيون بلا صحف الفرنسية ...
- نصف الحقيقة2
- طهرانية الكلمة
- حوارية الكتابة والصورة
- قواسم الكردي العظمى:قراءة عاجلة في مدوَّنة باب -جامع قاسمو-
- أدباؤنا الراحلون: كيف نخلد ذكراهم؟؟
- سقوط المثقف
- النص الكامل لمحاكمة الشاعرة والشاعر:دفوعات الصوروإدانات الخي ...
- بعد أربعة عشرعاماً على رحيله:نزارقباني الشاعرالأكثرحضوراً..!
- الطفل والسياسة
- ثقافة الطفل وتحديات التكنولوجيا
- أكرم كنعو في عليائه هناك..!


المزيد.....




- انطلاقة قوية لفيلم الرعب -ويبنز- في أميركا بإيرادات بلغت 42. ...
- الجبّالية الشحرية: لغة نادرة تصارع النسيان في جبال ظفار العُ ...
- فنانون وكتاب ومؤرخون أرجنتينيون يعلنون موقفهم الرافض لحرب ال ...
- سليمان منصور.. بين الريشة والطين: إبداع مقاوم يروي مآساة وأم ...
- أمير تاج السر: أؤرخ للبشر لا للسلاطين والرواية تبحث عن الحقي ...
- العودة إلى زمن (المصابيح الزرق) لحنّا مينه.. علامة مبكرة من ...
- حسين الجسمي يحيي -ليلة من العمر- في الساحل الشمالي وليلى زاه ...
- أنطونيو بانديراس في عيده الـ65: لن أعتزل التمثيل
- مقهى -مام خليل-.. حارس ذاكرة أربيل وقلبها النابض
- بمشاركة 300 دار نشر.. انطلاق -معرض إسطنبول للكتاب العربي- في ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ركائز الحوار