أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - من يقف في وجه المرشح »الربّاني«؟














المزيد.....

من يقف في وجه المرشح »الربّاني«؟


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3734 - 2012 / 5 / 21 - 20:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من حق جماعة الإخوان المسلمين أن ترشح أحد قياداتها لمنصب رئيس الجمهورية رغم أنها تعهدت من قبل أنها لن تفعل ذلك أبدا.
ومع أن نقض العهود ليس من الأمور المستحبة ـ خاصة إذا كان من يمارس هذه العادة المرذولة يرفع شعارات دينية ـ فإن »الضرورات تبيح المحظورات« وتغير الظروف يمكن أن يؤدي إلي تغير المواقف دون أن يكون ذلك دليلا علي الانتهازية السياسية في كل الأحوال.. ومن الأمثلة الشائعة المحفورة في ذاكرتنا لذلك، معاهدة 1936 التي أبرمها حزب الوفد مع المحتل البريطاني، ثم فسخه لها عام 1951 بعد أن تغيرت الظروف وموازين القوي.
وهو ما عبر عنه مصطفي النحاس باشا بقولته الشهيرة »من أجل مصر وقعنا معاهدة 1936 ومن أجل مصر قمنا بفسخها«.
وبالتالي.. ليست المشكلة مع جماعة الإخوان المسلمين أنها وعدت بعدم المنافسة علي منصب الرئاسة ثم نكصت علي وعدها، فهذا وارد في عالم السياسة كما أشرنا.
وليست المشكلة أن قول شيء وعمل عكسه ينال من مصداقية جماعة الإخوان المسلمين، فهذا أمر يخصهم ومن غير المعقول أن نكون أحرص منهم علي مصلحتهم.
المشكلة ـ بالأحري ـ هي أن ممارسة جماعة الإخوان المسلمين لحقها في خوض غمار السباق الرئاسي بأحد مرشحيها تنطوي علي أمور تتنافي مع طبيعة وروح العملية الديمقراطية.
من ذلك ـ مثلاً ـ ممارسة الإرهاب الفكري علي المصريين، وبخاصة ملايين الفقراء والأميين منهم بالترويج لادعاء خاطئ خلاصته أن التصويت لمرشح جماعة الإخوان المسلمين »فريضة«!
ما الذي جعل التصويت للدكتور محمد مرسي فريضة دينية؟!
هل هو المرشح المسلم الوحيد بينما منافسوه هم أبوجهل وأبولهب وباقي كفار قريش؟!
واقع الحال ليس كذلك، فكل المرشحين الاثني عشر الآخرين »مسلمون«، ومنهم اثنان من الإسلاميين أي من دعاة الإسلام السياسي.
إذن فإن الدكتور محمد مرسي ليس المسلم الوحيد، وليس الإسلامي الوحيد في السباق الرئاسي، فما الذي يجعل انتخابه دون غيره فريضة دينية؟
ثم ما دخل الدين أصلا في الموضوع؟ هذه انتخابات سياسية أولا وأخيرا والناخبون سيدلون بأصواتهم من أجل الأفضل والأكفأ. وليس هناك ما يمنع نظريا وقانونيا ودستوريا أن يكون من بين هؤلاء المرشحين من هم من غير المسلمين أصلا.
يرتبط هذا بـ »فتاوي« أخري تصب في نفس الاتجاه من قبيل ادعاء إحدي عضوات مجلس الشعب الإخوانيات أن الدكتور محمد مرسي مدعوم من الله.
لماذا الدكتور محمد مرسي بالذات وليس الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح أو الدكتور محمد سليم العوا؟!
ولماذا حرمان باقي المرشحين العلمانيين، ليبراليين، كانوا أو يساريين من دعم السماء؟
ومن ذا الذي يمتلك تلك القدرة الفذة علي الاطلاع علي الغيب، ثم الجزم بأن الدعم الإلهي من نصيب الدكتور محمد مرسي دون سواه؟!
<<<<
من هذه »الفتاوي« العجيبة أيضا وصف جماعة الإخوان المسلمين بأنها »تنظيم رباني« كما ورد علي لسان عدد من القيادات الإخوانية، ومنهم علي سبيل المثال صلاح سلطان عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
وغني عن البيان أن إطلاق هذه الصفة علي جماعة الإخوان المسلمين أو علي أي منظمة في مشارق الأرض ومغاربها، يعني أنها جماعة »معصومة« لأنها »ربانية« وبالتالي فإنها منزهة عن الخطأ، وبالتالي فإنه لا يجوز لنا معارضتها أو نقدها ومهما فعلت فإننا لا نملك إزاءها سوي »السمع والطاعة« ولتذهب الديمقراطية إذن إلي الجحيم!!
وهذا هو الخطير في الأمر حيث إن مثل هذه الفتاوي التي لا علاقة لها بجوهر الدين الإسلامي الحنيف أصلا تهدف إلي إسباغ »القداسة« علي أشخاص مثلي ومثلك، يصيبون ويخطئون، لأنهم باختصار يتصرفون بناء علي اجتهادات وتقديرات »دنيوية« بحتة وليس بناء علي وحي يوحي وحتي عندما يحاولون اللجوء إلي الدين لتبرير هذا الموقف أو ذاك، فإنما يلجأون إلي تفسيرهم البشري للنص الديني.
ومحاولة »تحصين« بعض الساسة بهذه الهالة من القداسة هي بداية الطريق لاغتيال روح الديمقراطية والعقلية النقدية والحوار المجتمعي بين أنداد.
فما بالك أن هذه الجماعة التي تحاول اكتساب اسم »التنظيم الرباني« تتورط في ممارسات ليست فوق مستوي الجدال مثل شراء الأصوات بزجاجة زيت وكيلو سكر أو أنبوبة بوتاجاز.. أو استغلال أمية ملايين المصريين وتضليلهم؟!
<<<
هذا الاستغلال للدين وصل في هذا السباق الانتخابي الرئاسي إلي مستوي لا يصدق من الكوميديا والطرافة حيث نسبت جريدة »التحرير« في عددها الصادر أمس الأول الثلاثاء، إلي أحد المراجع الدينية المشهورة في هذا الزمان فتوي مثيرة بـ »عدم حرمانية أن يقوم الشباب بسرقة بطاقات أبنائهم يوم الانتخابات« في حال كان علي يقين بأن والده سينتخب الفلول، كما أفتي بأن استخدام المساجد في الترويج لمرشح أو الحديث في شئون السياسة أمر عادي جدا.
وهذا معناه التحريض علي انتهاك القانون الذي يحظر استخدام المساجد في الدعاية الانتخابية، ومعناه أيضا تحريض الأبناء علي سرقة آبائهم وأمهاتهم للحيلولة بينهم وبين الذهاب إلي صناديق الانتخاب إذا كانوا سيعطون أصواتهم إلي المرشحين الذين لا يرضي عنهم الأبناء بذريعة أنهم من »الفلول« ويا لها من فتاوي.. ويا لها من ديمقراطية؟؟!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس .. والزعيم
- إسكات «لغة العصر»!
- .. هذا الحزن القومى!
- حسنى مبارك...براءة !
- السيريالية ... المصرية
- العيب ليس فى الجنزورى
- هل نقتل زياد العليمى؟!
- تعقلوا.. يا مصريين!
- الكاتب -الجاد جداً- .. جلال عامر
- الترحيل القسرى ل -النهضة- من مصر... إلى القرون الوسطى
- حتى لا يكون رئيس الجمهورية مجرد ظل
- لماذا التمسك بمجلس -لا يهش ولا ينش- ؟!
- مبارك رئيساً لمصر بقرار من الديب !
- مصطفى الحسينى يعود إلى -الساقية-
- رئيس الجمهورية الفاضلة
- إيهاب أشعيا.. تذكروا هذا الاسم
- البيان رقم واحد!
- إنها سياسة -المكايدة-.. يا ذكى!
- الثورة .. مستمرة
- تطبيع العلاقات مع المجلس العسكرى!


المزيد.....




- الكويت.. فيديو وزير الداخلية بملابس غير رسمية خلال مداهمات ت ...
- نيجيريا تقتل أكثر من 35 إرهابيا قرب الحدود مع الكاميرون
- مصر.. ارتفاع عدد ضحايا -مأساة أبو تلات-
- الشارع يضغط على نتنياهو.. وغانتس يقترح -حكومة تحيّد اليمين- ...
- أبريغو غارسيا.. قصة مهاجر -حائر- بين 4 دول بسبب ترامب
- حريق بمحطة نووية في روسيا بعد هجوم أوكراني
- مظاهرة حاشدة في طنجة المغربية رفضا لتجويع سكان غزة
- تيغراي وإثيوبيا وإريتريا.. طبول حرب جديدة في البحر الأحمر
- نيجيريا تعلن قتل 35 مسلحا قرب الحدود مع الكاميرون
- لماذا تخاف أوروبا من ترامب وبوتين؟


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - من يقف في وجه المرشح »الربّاني«؟