أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - .. هذا الحزن القومى!














المزيد.....

.. هذا الحزن القومى!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3679 - 2012 / 3 / 26 - 21:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أمس الأول، الثلاثاء، كان يوم حداد عام فى مصر، أى أنه كان يوماً "للحزن القومى" الذى تفجرت ينابيعه لوفاة البابا شنوده الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازه المرقسيه.
هذا الحزن القومى الذى شمل المسلمين والمسيحيين على حد سواء، دون إيعاز أو توجيه من أحد، وإنما كان حزناً تلقائياً، من القلب، يعنى الكثير، ويحمل أكثر من رسالة يجب أن يقرأها بتمعن كل من يهمه الأمر.
الرسالة الأولى – والأهم – هى أن "الهوية المصرية" الجامعة، عميقة الجذور فى نفوس المصريين. وأن الرابطة الوطنية التى تجمعنا – بصرف النظر عن الدين أو العرق أو الجنس أو اللون أو المكانة الاجتماعية – أقوى من كل الهويات الفرعية وجميع الانتماءات الأولية.
صحيح أن هذه الرابطة الوطنية قد تواجه ضغوطاً فى بعض الأحيان – وهى واجهت ذلك بالفعل – لكنها سرعان ما تنبعث من تحت الركام فى أوقات الخطر.
وقد شهدنا فى الأعوام السابقة ارتفاع أصوات طائفية تحاول استبدال الرابطة الوطنية بالرابطة الدينية، وترافق مع ذلك اندلاع فتن كثيرة سفكت فيها دماء وأزهقت أرواح ودمرت دور عبادة ونهبت ممتلكات.. لكن الحس الشعبى أثبت أنه أقوى من هذه النعرات التى تنخر – كالسوس – فى جسد الدولة الوطنية. وها هو الشعب المصرى يفاجئ الجميع ويخرج فى مظاهرة حب صافى فور انتشار خبر وفاة الحبر الجليل وتحول الوطن كله إلى سرادق عزاء يتبادل فيه المصريون – مسلمين ومسيحيين – التعازى القلبية.
هذه هى مصر الحقيقية .. التى حاول بعض المتعصبين والمتطرفين – هنا وهناك – اختطافها وتغيير اتجاه دفة سفينتها من المستقبل إلى الماضى الذى ولّى ولن يعود.
***

الرسالة الثانية – هى أن الكنيسة القبطية جزء لا يتجزأ من الوطن والحركة الوطنية.
هذه المؤسسة الدينية الوطنية هى جزء من قوة مصر الناعمة، وجزء من رأس مال مصر الرمزى، يجب علينا – مسلمين ومسيحيين – الحفاظ عليها وإزالة العراقيل التى تعترض سبيلها من أجل استئنافها لهذا الدور الوطنى والروحى، دون التدخل فى السياسة والتورط فى أوحالها، والحرص على إعطاء ما لقيصر لقيصر وما لله لله، فى ظل شعار مصر الخالد "الدين لله والوطن للجميع".
وولاشك أن البابا رقم 118 سيواجه تحديات جديدة كثيرة فى بيئة متغيرة، الأمر الذى سيتطلب منه مبادرات غير مسبوقة للتعامل الديناميكى مع هذه المستجدات فضلاً عن التحديات القديمة والموروثة.
وأرجو أن تنتبه الكنيسة لمتطلبات هذه البيئة المتغيرة وأن تتحلى بالمرونة الكافية للتعامل السريع معها ودفع استحقاقاتها فكرياً وتنظيمياً، بما فى ذلك لائحة 1957 التى تحكم عملية انتخاب البابا، وبما فى ذلك بروز تيارات جديدة فى أوساط شباب الأقباط، فى إطار حركة شبابية شاملة لم تعد أسيرة لمبدأ "السمع والطاعة" ينطبق ذلك على شباب الأقباط مثلما ينطبق على شباب الأخوان المسلمين.
***
الرسالة الثالثة – موجهة لفصائل الإسلام السياسى. هذه الفصائل كانت النغمة الأساسية لردود أفعالها تجاه وفاة البابا ، نغمة إيجابية وهذه مسألة تحسب لهذه الفصائل، وبخاصة الأخوان المسلمين وذراعها السياسى "الحرية والعدالة". لكن هناك بعض الأصوات السلفية خرجت عن هذا الاجماع الوطنى. فرأينا أحد المراجع السلفية يفتى بعدم جواز الترحم على بابا العرب، ورأينا بعض النواب السلفيين فى مجلس الشعب يتهربون من الوقوف دقيقة حداداً على روحه أو يرفضون ذلك.
والحمدلله .. أن مثل هذه الأصوات لا تزال تمثل أقلية ضئيلة. لكن وجودها يبعث على القلق بلاشك.
وليس المهم المساجلة مع مثل هذه الأصوات، وإنما الأهم هو الحوار الهادئ معها وحثهما لاعادة النظر فى أدبياتهما. يشجع على ذلك أن إخواننا السلفيين غيروا كثيراً من ممارساتهم مؤخراً، وأصبحوا يقبلون اليوم ما كانوا يعتبرونه كفراً بالأمس.
ولتكن وفاة بابا العرب والمصريين نقطة انطلاق جديدة لحماية الوحدة الوطنية.
ولتسلمى يا مصر.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسنى مبارك...براءة !
- السيريالية ... المصرية
- العيب ليس فى الجنزورى
- هل نقتل زياد العليمى؟!
- تعقلوا.. يا مصريين!
- الكاتب -الجاد جداً- .. جلال عامر
- الترحيل القسرى ل -النهضة- من مصر... إلى القرون الوسطى
- حتى لا يكون رئيس الجمهورية مجرد ظل
- لماذا التمسك بمجلس -لا يهش ولا ينش- ؟!
- مبارك رئيساً لمصر بقرار من الديب !
- مصطفى الحسينى يعود إلى -الساقية-
- رئيس الجمهورية الفاضلة
- إيهاب أشعيا.. تذكروا هذا الاسم
- البيان رقم واحد!
- إنها سياسة -المكايدة-.. يا ذكى!
- الثورة .. مستمرة
- تطبيع العلاقات مع المجلس العسكرى!
- مفيش فايده !
- إمسحى دموعك يا حكومة!
- مرحلة -سيريالية-.. فى تاريخ الوطن


المزيد.....




- الوشاح يتربع على عرش صيحات إكسسوارات النجمات هذا الصيف
- صاعقة تضرب عائلة وتسقطها أرضًا في حادث مرعب.. إليكم ما حدث
- لبنان: هل ينجح الأمريكيون بالإطاحة بسايكس - بيكو؟
- سوريا.. تهديد إسرائيلي مباشر: ضربة -عنيفة- قريبة على قوات ال ...
- المبادرة المصرية تطالب بإخلاء سبيل نرمين حسين بعد أكثر من 19 ...
- من يملك الأسلحة النووية وكيف حصل عليها؟
- قطاع الطيران يدق ناقوس الخطر.. ألمانيا عاجزة عن صد هجمات الم ...
- وليد جنبلاط: أدين الانتهاكات، ولابد من تثبيت وقف إطلاق النار ...
- سوريا…شاب عشريني يعود من ألمانيا إلى بلاده على متن دراجة هوا ...
- السويداء: إهانة شيخ تؤجج الغضب.. ووزير إسرائيلي يدعو إلى -قت ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - .. هذا الحزن القومى!