أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - العيب ليس فى الجنزورى














المزيد.....

العيب ليس فى الجنزورى


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3655 - 2012 / 3 / 2 - 19:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اثار بيان الحكومة الذى قدمه الدكتور كمال الجنزورى إلى مجلس الشعب فى بداية هذا الاسبوع جدلاً ساخناً، وصب معظم المشاركين فى هذا الجدال جام غضبهم على شخص الدكتور الجنزورى بوصفه رئيس الوزراء.
لكن الغضب يجب ان ينصب بالدرجة الاولى على "السياسات" المزمنة التى كان بيان الحكومة الأخير أحد ثمارها المرة.
فالأوضاع التعيسة التى اشتكى منها الجنزورى فى كلمته أمام نواب مجلس الشعب والتى افرزت هذا البيان الحكومى الهزيل ليست من اختراع رئيس الوزراء وإنما هى الابنة الشرعية لسياسات الحكومات المتعاقبة للحزب الوطنى قبل ثورة 25 يناير، والتى كان المفترض ان تذهب مع الحزب المنحل إلى سلة المهملات، ويتم استبدالها برؤية جديدة تماما للسياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة، لان هذه السياسات القديمة هى التى دفعت البلاد إلى أزمة عميقة لم يكن هناك مخرج منها إلا بـ "ثورة".
وللأسف الشديد قامت الثورة.. ولم تتغير السياسات، بل استمرت حكومات ما بعد 25 يناير 2011 تسير على "كتالوج" الحزب الوطنى.
ورغم أن الدكتور كمال الجنزورى – الذى أقدر شخصه تقديراً كبيراً وأكن له كل الاحترام – يعرف ان عمر حكومته ربما لن يتجاوز ثلاثة أشهر تقريباً تنتهى مع تولى الرئيس المنتخب لمهام منصبه وقيام جنرالات القوات المسلحة بأداء التحية العسكرية له، فإنه لم يجد مفراً من وضع سياسات لعامين مقبلين لان وضع سياسة لثلاثة أشهر فقط غير ممكن عملياً.
وحسناً فعل الدكتور الجنزورى من حيث المبدأ، لكن هذا التوجه ترد عليه ملاحظات متعددة:
أول هذه الملاحظات ان هذا المنهج يفترض ان رئيس الحكومة الذى سيخلفه سيسير على منواله.
لكن لا يوجد سبب لافتراض ذلك الآن، ليس فقط نتيجة لهذه "العادة" المرذولة التى رأينا بموجبها كل مسئول ينقض على سياسات سلفه ويسير عليها لكن بـ "استيكه"، وإنما أيضاً لان هذه الرؤية التى تبناها الدكتور الجنزورى لم يشارك فى صياغتها مختلف القوى الحية فى المجتمع، ولم يتحقق بالتالى توافق وطنى عليها يجعل منها "مرجعية" ملزمة لرئيس الحكومة التالى مهما كان اتجاهه الحزبى والفكرى.
ثانى هذه الملاحظات أن رؤية العامين التى انطلق منها بيان حكومة الدكتور الجنزورى تستلهم نفس المعايير والأسس التى تبناها الحكم السابق تقريباً. وهى كما قلنا أسس ليست فوق مستوى الجدال، إن لم يكن فوق مستوى الرفض والنبذ بعد ان فعلت بالوطن والأمة ما فعلت، بحيث رأينا أن الرئيس السابق حسنى مبارك لم يتنحى عن رئاسة البلاد، بعد ثلاثين عاما جلس فيها على عرش مصر، إلا بعد ان ترك أرض الكنانة مرتعاً للأمية التى تفتك بنصف المصريين تقريبا، ومرتعاً للفقر الذى ينشب أظافره فى أكثر من نصف أهلنا، ومرتعاً للبطالة التى لا يكاد يخلو منها بيت، ومرتعا للفساد الذى أصبح أكبر مؤسسة فى البلاد ترافق تغلغلها واستشراء نفوذها مع خيانة المبادئ الجمهورية وتزوير إرادة الأمة وتلويث الحياة السياسية، وكانت نتيجة ذلك كله تقزيم مكانة مصر الإقليمية والدولية وتفاقم تعاسة أغلبية المصريين، وللأسف الشديد لم تتبنى حكومات ما بعد 25 يناير سياسات قادرة على تغيير هذه الصورة الكئيبة رغم كثير من النوايا الطيبة.
واستمر أداء هذه الحكومات يدور حول تأجيل المواجهة الشاملة والجذرية والمتكاملة للمشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والاكتفاء بمسكنات وقتية ومتناثرة .. وأحيانا متناقضة فى إطار ما يمكن تسميته بـ "إدارة الفقر" وليس "إدارة الثروة"
ومصر دولة غنية جداً، لكن يتم نهبها وإساءة إدارة مواردها وإساءة توزيع كل من الأعباء والثمار على المصرين بعدالة.
والبديل عن سياسات إدارة الفقر التى نتحدث عنها ليس خيالياً، بل إنه موجود، وكل ما يحتاجه هو توفر الإرادة السياسية، وبعبارة أخرى فإن ما نحتاجه هو إلا تظل الثورة مجرد شعارات فى الميادين.. وإنما أن تكون – بروحها ونص مطالبها وسواعد أبنائها – فى مقاعد الحكم، فليس من الممكن تحقيق أهداف الثورة بدون ثوريين.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نقتل زياد العليمى؟!
- تعقلوا.. يا مصريين!
- الكاتب -الجاد جداً- .. جلال عامر
- الترحيل القسرى ل -النهضة- من مصر... إلى القرون الوسطى
- حتى لا يكون رئيس الجمهورية مجرد ظل
- لماذا التمسك بمجلس -لا يهش ولا ينش- ؟!
- مبارك رئيساً لمصر بقرار من الديب !
- مصطفى الحسينى يعود إلى -الساقية-
- رئيس الجمهورية الفاضلة
- إيهاب أشعيا.. تذكروا هذا الاسم
- البيان رقم واحد!
- إنها سياسة -المكايدة-.. يا ذكى!
- الثورة .. مستمرة
- تطبيع العلاقات مع المجلس العسكرى!
- مفيش فايده !
- إمسحى دموعك يا حكومة!
- مرحلة -سيريالية-.. فى تاريخ الوطن
- الجماعة السرية التى تحكم مصر
- تحرير .. العباسية !
- مجلس الشعب .. وبرلمان -التحرير-


المزيد.....




- ضابط روسي: تحرير -أوليانوفكا- ساهم بانهيار خط دفاع أوكراني ب ...
- تصريح غريب ومريب لماكرون عن سبب عدم فرنسا من مشاركة إسرائيل ...
- طهران للوسطاء: لا تهدئة قبل استكمال الرد الإيراني على إسرائي ...
- فيديو.. الأمن الإيراني يطارد -شاحنة تابعة للموساد-
- إسرائيل تقلص قواتها في غزة لأقل من النصف.. ما علاقة إيران؟
- إسرائيل.. ارتفاع عدد القتلى بعد انتشال جثتين من تحت الأنقاض ...
- -منتدى الأعضاء السبعة-.. متى وكيف قررت إسرائيل ضرب إيران؟
- فيديو.. قتلى ومصابون في هجوم إيراني جديد على إسرائيل
- فيديو.. صاروخان إيرانيان يشعلان النار بمحطة طاقة في حيفا
- تقرير -مخيف- عن الدول التسع المسلحة نوويا.. ماذا يحدث؟


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - العيب ليس فى الجنزورى