أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوري الخيام - ثرثرة لادينية : حديث الشرفة















المزيد.....

ثرثرة لادينية : حديث الشرفة


جوري الخيام

الحوار المتمدن-العدد: 3732 - 2012 / 5 / 19 - 10:21
المحور: الادب والفن
    


قضيت عطلة سان ايسيدرو مع صغيرة تفهم سافرت كثيراً و عاشت في عدة دول ...
تريد ان تمارس طفولتها بكل قوة و تريد أن تعرف حقائق الكبار ....

9.30 صباحاً

"نلعب ؟"

لم أفطر بعد ...اشرب أولاً القهوة
وأنا في الحقيقة كنت أقول لها في صمت: "متخلينا يا بنتي نشرب فنجان قهوة و دافيدوفة واحدة بس الأول "
لكنها لاتمهل....


" أنا كذلك أريد أن اشرب مثلك قهوة ...
أريد أن أضع حمرة ....أريد كعباً عالياً وأريد أن أكبر بسرعة ....
أريدك أن تتزوجي وأن يكون في بطنك طفلة
و أنا عندما أكبر سألد عشرة.... لا ألف مرة ....تعلمين أنا مغرمة بماريو...
لم لا يحق لي تقبيله "

لأنك ما زلت صغيرة ...

" عمري ستة "

وتقف لتبرهن أنها بالمقارنة مع الكرسي طويلة ..

ولأن عمرك ستة فأنت لازلت صغيرة

"متى استطيع أن ألعب في الكبيوتر لعبة القبل ؟"

عندما تصيري أكبر ...

متى؟ 8 ؟ 9؟

" 13 ... رميت أول رقم مر أمامي وأدركت أنها لن تكون جلسة سهلة
ولأحتفظ بحق الرجوع في الكلام أضفت "إذا كنت شطورة "
“لكن هذا كثير..... لم لا استطيع أن أكبر بسرعة؟”

"أتغضبين إذا كنت مثل بابا؟ "

إذا كنت سعيدة فأنا لن أغضب ....

"لكني لاأريد أن أكذب ...."

الحديث صار شهياً ودسماً من النوع الذي يزعج العقل
أريد ولا أريد أن أسمع ....

"سأساعدك في تحضير القهوة....شيء لطيف أن نساعد الناس ،هل أنا لطيفة؟ "

لطيفة وعقلك يوزن بلد ...يا حلوة الحلوات ....

لبسنا فساتين سهرة ووضعنا كل الألوان و كثيراً من الحمرة
دخلنا المطبخ وحضرنا معاً القهوة .....
احتضنت يدي ...وإخطتفتني إلى الشرفة ...لنبدأ في ذاك الصباح الدافئ السهرة

" لنتكلم عن الله "

لم أنسى موضوع الكذب ...لكن سؤال السهرة طرح ويجب أن أعرف كيف أقدم الموضوع
سأحكي لك قصة عن طفل صغير يتيم إسمه محمد ....
......
ورويت القصة مرتين ...
كما سمعتها صغيرة وكما فهمتها كبيرة ...
مع إستئصال السبي و الجواري وكل ما يقزز النفس البريئة
ومع أني لم أشوه صورة محمد بكل الحقائق الرهيبة
ولم أخبرها عن الرجم والجلد والحدود وحقوقها المهدورة
إلا أن الخلاصة معها كانت بسيطة جداً : الملائكة غير موجدة إذاً الله غير موجود

كانت تقاطعني مرات كثيرة .... أسئلة يسألها الكبار
“والرعد؟ والمطر ؟ ونحن؟ من أين أتى كل شيء ؟ “

هذا إذاً مايحدث .... !!!!
فهمت إذاً أن عقل الكبير يتقلص إلى ما كان عليه عندما يفتح موضوع الله
وتبقى أحاسيسه تجاه الله طفولية رغم نضوجه

“يعني بابا يصدق؟”

أجل.....
يجب أن يصدق وإلا ما كل تلك الضرائب التي دفعتها
(يجب أن يصدق و- إلا ماكل تلك الضرائب التي دفعتها)
“تعرفين هو له حبيبات كثيرات
5....7....وقد زرتهن كلهن...tracy هند سناء kelly و.....لست أتذكر
الواحدة لاتعرف عن الأخرى
إنه يكذب ...ويقبلهن جميعاً ...لقد رأيته“

يحمر وجهها وترتاح حين تقرأ الهدوء على قسماتي وتستطرد بأنفاس صغيرة ....

"لكنه قال أنه سر بيننا...
لا يجب أن تعلمي لأنك سوف تغضبي .. هل أنت الأن غاضبة ؟
هل يمكن أن يكون عندي ألف حبيب ..."


كانت تقطع الكلام بضحكات قصيرة ....

" لست غاضبة ؟" تعجبت

لا ...
فأنا أحبه لأنه باباك ....ومايفعله في حياته لا يهمني لكن مايفعله وأنت معه يهمني جداً
(كيف لا أخبرها أنه يطلب منها أن تستره لأنه يعرف أنه يرتكب جرائم في حق الأبوة والأمومة والبنوة والبراءة والمبادئ
كيف أبرئ الجاني دون تبرئته ؟)
لكنها أخطاء كبيرة في حق كل تلك النساء ...
والكذب يجرح ....هل تحبين أن تجرحي ماريو ؟ أو يجرحك أحد ؟

لا لا أنا لا أريد أن أكذب ...

شردت قليلاً ....مستاءة جداً مما سمعت
ليس لكثرة النساء ....ولكن لقلة ضمير ذاك الأب المراهق
وطريقة استوعابها للموضوع ....وكل تفاصيله !!!
هذا أب يرى طفلته مرتين اى ثلاث في السنة،،،
في نهايات الأسبوع يتركها مع إحدى عشيقاته ليخرج مع الأخرى ...

"ماما.... هل كذبت مرة ؟"

أححح...ويلي على سؤال !!!!لم أجد بداً من قول الحقيقة

أجل.... كذبت !!!
أحسست بصغر نفسي وتمنيت لو رجعت إلى الوراء لاستبدل بعض الكذب بالحقيقة
فقط لكي لا تكون اجابتي على السؤال التالي بعيدة كل البعد عن الحقيقة ...

هل كذبت علي؟ كم مرة؟

إخترت أسهل سؤال للإجابة ....
منذ الولادة أو فقط هذه السنة؟ بدأت اطرح أسئلة "عبيطة" لربح الوقت و إستشارة حكمتي في الموضوع
ما بين 5000 ....ومليون ...فما بين كذبة وبيضاء وكل الألوان الأخرى وكل ما لا يحتسب كذباً، حتى يكشف، تضيع مواهبي الماطيماتيكية
أمام كل تلك البراءة, خجلت ...
وتفوهت برقم صغير تافه خجلت منه كذلك ....اعتبرته "كنزة" كثيراً

احتسيت القهوة...وأنا أفكر في كل تلك الكذبات الصغيرة التي كان يمكننا تجنبها والكبيرة تلك التي لا أندم عليها والتي لازال لا بد من بعضها لتمشي الحياة ....

"لكن لم لا يرمي الله أكلا لأطفال "سيريا "؟ "

تقصدين صوماليا؟

"نعم الفقراء جداً .... لما لا يأمر وينبت الزرع والشجر ؟أليس كل شيء سهل عليه ؟
ربما هو لا يراهم ؟ ألم تقولي أنه يرى كل شيء "

هم يقولون ذلك ...يقولون أنه في جميع الأمكنة ويرى ويسمع كل شيء .....


" أهه...ألا أيعرف الذين يصدقون أنه سيء ؟"

تصمت قليلاً ....وترتسم خيبة الأمل على وجهها
" يعني لن أرى السماء بعد أن أموت ....
كنت أريد أن أرى السماء .... أين نذهب حين نموت؟...."

إنهمر علي وابل من الأسئلة ....
لكن رنين الهاتف قطع علينا خلوتنا اللادينية ....فقفزت من مكانها لتسبقني وتجيب

"ألو،،PAPA...".

هذا كل ما سمعته لأني غرقت في كأس من الذكريات ....
رأيت وجه أختي الصغرى وهي تكلمني عن المسيح و تعيد لي ما قالته لهم المدرسة في الصف .
أتذكر كيف غسلت دماغها من عيسى وملأتها بمحمد ....في هذا المكان نفسه ....
وأتذكر كم صليت وأنا في العاشرة من عمري لأطلب من الله أن يجعل في بطن أمي صبية لأني سمعتهم يقولون أن الجنين ذكر....
ورغم أني توقفت عن الصلاة بعد أن جاءت "دجى " إلا أني صرت مقتنعة بوجود الشبح ...وصرت مغرمة به وصدقت بكل جوارحي أن هناك فعلاً من يجيب الدعوات
فكيف يقول الطبيب أنه ولد وتأتي الصبية ؟ انها من المعجزات ...وأكيد أن الله يفضلني على جميع أفراد العائلة ...أحسست بالامتياز لأن الكل كان يريد الولد
لكني اكتشفت فما بعد أنها كانت فقط تخمينات جدتي ....وتعلمت فيما بعد أن X و Y لا تتحولان أبداً بقدرة إله غير قادر ....
وتعلمت أن المعجزات ليست برق ورعدو بحار تشق وسفينة نبي لاتغرق ،بل هي شفاء الأجساد الموجوعة ومنع الألم والمرض والجوع عن الأخرين ....

عفا العقل عما سلف....إنه غفور رحيم
هو على الأقل يسطيع أن يدعي الإلوهية لأنه يستجيب ويخلق فعلاً المعجزات
ومن يكفر به يسميه مجنوناً ولا يأمر بقتله....


وتبقى خيبة أمل صغيرة أحسن من صدمة عميقة كبيرة ....






#جوري_الخيام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستديرة ...
- مصر في المزاد ...
- أنا إمرأة ...لم تعد تهتم !
- -لويس ميغيل- آخر ما حدث قبل أن اعتزل !
- مهدور دم الله ...
- يا صديقي لا تسألني...
- دعوة من الله
- سجود في معبد الوطن
- لازلت كالأخريات ،لكن كل شيء آخر قد تغير ...
- - أنشرها ولك الأجر -
- أنا الشيخ -أبو سبحة عبد لحيته- .
- بدنا نحب و نجيب ولاد...
- اعلامنا -العرة -
- لوحة دينية
- الأنثى و سيف الرجولة
- نساء المغرب : إغتصاب و جزر
- تعرية ذاتية... -جهادي -
- أمينة الفيلالي لن تموت.
- في مصانع الرجال ...
- قليل إعدام الأسد


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوري الخيام - ثرثرة لادينية : حديث الشرفة