أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوري الخيام - لوحة دينية














المزيد.....

لوحة دينية


جوري الخيام

الحوار المتمدن-العدد: 3683 - 2012 / 3 / 30 - 19:10
المحور: الادب والفن
    


لو كنت رسامة لرسمتها اليوم شعراً مجعداً طويلا دافئ اللون غير مهذب ... وعيوناً عربية واسعة عميقة بنية تتيه غرقاً في حزن بريء ... مبتلة بعبرات الشكوك والأسئلة ....لو كنت أقدر أن أفعل بالألوان ما أفعله بالكلمات ...لجعلت الورق الأبيض جسداً عاريا أسمر يتقاطر أنوثة عميق الكبرياء وغزير الكرامة.....جلد من عهد قريب ...مكبل الأطراف يترامى في سخاء فوضويٍ فوق السجادة الفارسية داخل خيمة السلطان ...روح خائفة تريد الهروب لا ملاذ لديها ولا مفر من سرير السلطان ....ولامنجد لهذا الجسم الصغير النحيل المرتعش من مخالب أشرس وأجوع الضباع ...

"الله يطول عمر سيدي " لا ترسم ريشتي الهتافات وتغاريد العبيد لكني اسمعها ...انهم يقتربون ...يهللون يوحدون ويكبرون ....لكي تسيح الدماء ....و سوف تسيح هذه الدماء .....وإلا ضاع الشرف ....ترتعش هي أكثر وأكثر ...يدخل الحرس ...ليحملنها كلاشئ ويرمينها مربطة فوق السرير ...حان وقت العقاب ...تخجل ريشتي وتتقزز ...فالسلطان همجي لا يرحم ...وفي السرير هو أعظم ملحد ....يكره الأنوثة و خاصة منها المغرورة الواعية ... ويا ويلها إن طغت....فطغيان الأنوثة أشد كفراً من الكفر.....والنساء في كل مألفات السلطان خلقن مسلكاً لحيوانات، السلطان و اتباعه ، المنوية و تكثير سواد الأمة و الأمية ..ولفائض الإنتاج فلكل واحد أربعة جواري ثمناً للخضوع والعبودية.

قرأ طفل عربي صغير حكايا السلطان ...أعجب بها ...و انتحله ....وحين كبر كفر بألهته و صار يحكي عن مرسول يبعثه له السلطان المغتصب لنساء رعيته ...ويفتي عليهم ما أمر به هذا الأخير وهم يحفظون ويطبقون على بناتهم و بنات جيرانهم ما تعلموه و دونوه ....و صار السلطان مخلداً و ارثه ممجداً وصار كلامه يرثل و ما كان ليموت ..وصار ذاك العربي إلهاً يقدس ..يقطع و يلصق الرقاب ....ومات ذاك العربي مع أنه لايعرف العلل .....وحملت الأجيال بدعه و أهواءه و مشت بها قروناً تتعثر ....جيل يمد المشعل لجيل ....ولثقل وزن "الفضيلة" على عاتق تلك القبيلة فقد غرقوا في الوحل حتى النخاع و وادمنوه ...ولازلوا يطلبون المزيد ....وبعد قرون كثيرا لازلوا يأسرون النساء ويرموهن مكبلات فوق سجادة السلطان ...وكيف لا وقد صار لكل منهم خيمة و صار كل منهم سلطاناً يعلم الطاعة لأجساد النساء ...

لو كنت رسامة لما أكملت تلك اللوحة ...فكلما حاولت تلوينها تغرق في الحداد و تعود إلى السواد .... في أخر الأمر تبهت الألوان ، إلى أن ترتحل كلها الى عهد ما عرف سلطاناً و لاعربياً ولاسجاداً فارسياً ولا خيمة ......وحتى أنا صرت أفضل أن أترك الألوان سالمة فاقعة في العلبة .....فقد تعبت من تعزية الورق !



#جوري_الخيام (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنثى و سيف الرجولة
- نساء المغرب : إغتصاب و جزر
- تعرية ذاتية... -جهادي -
- أمينة الفيلالي لن تموت.
- في مصانع الرجال ...
- قليل إعدام الأسد
- زنگة زنگة على نغمات مغربية.
- أنوثة محنطة.
- رفقاًً بالحيوان العربي ...
- حضرت الثورة وغاب الله .
- حلال دم الفكر و الحرية
- المرأة تحت ضلال الله
- الشعب يريد -إسقاط النظام-
- لعنة الحقيبة


المزيد.....




- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوري الخيام - لوحة دينية