أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جوري الخيام - - أنشرها ولك الأجر -















المزيد.....

- أنشرها ولك الأجر -


جوري الخيام

الحوار المتمدن-العدد: 3695 - 2012 / 4 / 11 - 07:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



صار المسلمون يتاجرون بالدين على صفحاتهم في الفايسبوك لكي تلقى الشعبية المطلوبة وينتشر اسمها أكثر، وذلك بطريقة قبيحة رخيصة ومبتذلة .وحتى إذا كانت تلك الصفحات غير دينية فهي تتفق كلها على ضرورة إشهار إسلام الصفحة و استخدام الدين لنشرها وطبعاً في عرف الشيوخ يعتبر ذلك جهاداً. كلنا نعرف الجملة الرهيبة " أنشرها ولك الأجر " التي صارت ترافق كل ما ينشر من التفاهات كصور المعجزات "الفوطوشوبية" التي تثبت وجود الله ... طبعاً لا يخلو الأمر من الأدعية والأحاديث التي يقوم المتصفحون بنشرها ، ومتيقنين أنهم إذا لم ينشروها فهم مذنبون . متأكدين من صلة داعيات فايسبوك بربهم مصدقين فوزهم بالأجر العظيم .أو تجدهم ينشرون نكتة أو صورة لا يهم ماذا تحمل من معنى ويقسمون بالله عليك أنت المطلع على الصفحة أن تنشرها ويخبرونك أن أجرك سوف يزيد كلما زاد عدد الناس المطلعين عليها .يطالبونك بنشرها بقدر حبك لله ولوطنك ولدينك .ولست أتذكر أني في يوم ما إستفذت شيئاً مهماً بعد خروجي من تلك الصفحات فهي مليئة بتكرار و سرقة أفكار الأخرين خالية من الإبداع تخضع إلى مليون قاعدة .... لا إتجاه لها ويظهر جلياً أنهم يحاولون فقط إستقطاب الناس و الإنتشار مستخدمين الدين .

لا يرضى ضمير المسلمين إلا بالايمان و التقوى منهجاً في الحياة و معنى ذلك باللغة العادية هو التعصب و كره الأخر .لذلك تجد بعضهم يمارسون ايمانهم وغيرتهم على دينهم الحنيف أو بالأصح غيرتهم على سمعته الدموية على صفحات فايسبوك، ليحافظوا على همجيته من الإنقراض .تجدهم يستشهدون باسامة بن لادن و الزرقاوي و غيرهم من المجرمين ، ويدعون إلى قتل المرتدين والكفار وهؤلاء وصلوا إلى مرتبة من العنف الفكري تساويهم باولئك الذين يذبحون الناس بتهمة الردة وينشرون التسجيلات على يوتوب. و من هواياتهم الدخول إلى الصفحات اللادينية والإلحادية للسب والقذف والدفاع عن الإسلام بكل ببذاءة وإنحطاط مستعملين ألفاظاً يندى لسماعها الجبين و يقومون بنشر ايات قرأنية لمراضاة الله و طرد الشياطين متخيلين أنهم بذلك قد قاموا بإنزال اللعنات وإلحاق الضرر بصاحب الصفحة .وقد صارت القرصنة من أدواتهم الأساسية في الجهاد العنكبوتي حيث يسرقون الصفحات معتدين على خصوصية الأخرين لينشروا فيها صور بورنجرافية ساقطة المستوى . والغريب في الأمر أن المسلمين السابقين لا يخافون على ايمانهم بفكرهم من محاربة المسلمين لهم . ولعله من الضروري طمأنت المجاهدين الذين ينتظرون من الله أن يبني لهم بيتاً في الجنة ، اننا لسنا هنا لمحاربتكم ولانريد أن نحرمكم من حقكم في جنة جاهدتم بأناملكم وغيرتم المنكر بقلوبكم لأجلها . نحن لا نبحث عن صفحاتكم و لا نهينكم من خلالها ولا نأتي لكي ننشر نظرية داروين وأقاويل الملحدين واللادينيين عليها ، كما اننا نستقبل تعليقاتكم وانتقداكم بسعة صدر ولطف وغالباً ما لا نرد لكم الإهانة بل نحاول محاورتكم بالأدلة والبراهين رغم انكم صم، بكم لا تفهمون. لست أدري لم يزعجكم وجودنا إلى هذا الحد إذا كنتم مؤمنون بفطرتكم وفطرة الأجيال اللاحقة وبما انكم على يقين أن الله سوف ينصركم في الأخير، لم أنتم مرعوبون ؟ فنحن نريد فقط أن نتواصل مع بعضنا ونتفس هواءً نظيفا لا يلوثه كلام محمد اللامنطقي. فلم لا تكبرون من منابركم لأن محمد لم يعرف الأنترنت و لم ينبئه الله بقدوم هذا العدو، ولا أظنه يشفع لكم عند ربه من أجل هذا النوع من الجهاد .

وهناك من أسميه بالعبد الهادي النادر الوجود . وهو ذلك الشخص الهادئ المتفهم الذي يحاول هدايتك لأنه لا يستوعب فكرة أن المسلم يمكن أن يتنكر لربه ويسخر منه ومن رسوله و من اليوم الاخر. وهذا النوع الطفيلي غالباً ما يتصور أن تارك الإسلام يريد فقط أن يتزندق ويسكر ويزني ويتخلص من صيام رمضان وكل الفرائض التافهة . وأي كلام من طرفه يبدأ بالقرأن وينتهي بالقران ،لأنك أنت أيها اللاديني أو اللاأدري والملحد إذا سمعت تلك الأيات مرة أخرى في حياتك فسوف تنبذ الشكوك وتعود ثائبا إلى رب المسلمين مستغفراً نادماً باكياً شركك به . وهذا يذكرني بإحدى صديقات جدتي التي كانت تقول لإبنتها التي كانت نباتية أن تأكل الدجاج إذا كانت لا تحب اللحم .

أنا لا أعجز عن فهمهم فقد كنت منهم وأحس بالإهانة البالغة إذا حاول أحد إنتقاد الإسلام أو التشكيك في معتقداتي ،و يحكم عليه" إيماني " بجهنم . وكنت أتخيل سلمان رشدي بأبشع صورة من دون أن أراه وكنت على يقين أن ما فعله خطأ كبير في حق الله ورسوله لا يمكن أن يغفره له يوم الحساب .وأنا في الحقيقة كنت كغالبية المهاجرين يعيشون السنة فصلين :فصل اللادين ويدوم 11 عشر شهراً وفصل رمضان، واتقانا من يتوقف عن الشرب وإرتكاب المعاصي 40 يوماً قبل دخول شهر الفضيلة والإخلاص للزوجة ،شهر الولائم والحشيش ولعب الطاولة والورق،شهر البركة و اغتناء الفقهاء والشيوخ . أنا كنت مثلهم إلى قررت أن لا أشعر بالذنب لأني أشك وأن ابحث عن اجوبة تشفي غليلي.

وفي الحقيقة....فتلك الصفحات صورة مصغرة عن حال المسلم في هذا الزمن ،وبما انني مسلمة سابقة فقد عاشرت المسلمين وتلقنت ثقافتهم منذ نعومة الأظافر ... فمثلاً الشاب المغربي أمين الخليفي الذي ألقي عليه القبض بتهمة محاولة شن هجوم على الكونغرس الأمريكي ،في واشنطن كنت قد التقيته مرتين أو ثلاثة كان معروفاً"بمينو" وكان يعيش من تجارة في المخدرات ويستهلكها وكان يتركب كل ما يعتبر من الكبائر في دينه وأخر عهدي به كان عام 2009 وهذا كلام أوثقه على مسؤليتي، فمتى تدين؟ وعلى يد من ؟ لا أدري. لكن لماذا تدين أو بالأحرى لماذا إختار الإرهاب "الجهاد" فهذا واضح، مهاجر لا شرعي منذ 13 سنة مفعم بالشباب و الإحباط فقد الأمل في أن يحصل على إقامة وحياة عادية ، بسبب ملفه الممتلئ لدى القضاء . عاش خائفاً من الشرطة، ترعبه دقات الباب حتى إذا كان ينتظر أحداً .وأنا أرى في مينو و محمد مراح الشاب المجاهد في سبيل الله المسلم المتلقي للدرس والأوامر الغبي المتهور حديث التدين ،عاش حياته بعيداً التزاماته بالدين، وغالباً إذا لم أقل دائماً يكون حاضره ومستقبله مظلماً لقلة التعليم أو قلة المال أو قلة الحيلة، فيجد نفسه فريسة سهلة لدعاة التطرف ولغاسلي الأدمغة الشاردة ،الذين يضعونه على الطريق المستقيم و يدفعونه للإنتحار بإسم الإسلام، لتحصيل حور العين و الكثير من النهود في اليوم الاخر . والدليل على أن مراح كان تائهاً يبحث على أي طريق يسلكه للهروب من الضياع هو محاولته الانخراط في الجيش بعد خروجه من السجن. لكن رفضهم له لسبب أو لاخر أحدث القطيعة بينه وبين الأرض التي احتضنته منذ الولادة وبات بينه و بين أهلها ثأراً وحساباً يجب تصفيته . هؤلاء الضائعون الذين يجدون في التطرف ضالتهم وفي الجهاد هدفاً سامياً لحياتهم و في الموت طريقاً مفتوحاً للجنة بدل التيهان في الأرض بلا هدف الى ما لا نهاية.

هكذا يكون المسلمين قد واكبوا التكنولوجيا وطوروا الجهاد و ابتكروا طريقة جديدة تقوم على تحريك الأصابع إرضاءاً لضمائرهم و ظناً منهم أنهم يزينون صورة الدين و أن لهم الأجر لدفاعهم عن بلاهته رغم عدم تماسك حجج الله وحججهم ....أغلبيتهم زناة وعرابيد منافقون ونمامون لا يعرفون الصدق والبر وحسن الألفاظ إلا في رمضان، وبعضهم لا يعرف حسن الأخلاق إلا في الأحاديث ولا يتدين إلا على فايسبوك والمدونات ومواقع التواصل الاخرى . وهذا هو عقل المسلم أهم شيء عنده في الموضوع هو الحفاظ على الصورة والمظهر . فكما يدعون المجتمع إلى النفاق و التستر على مايسمونه فاحشة كشرب الخمر وممارسة الحب والمثلية ...فهم يسقطون تلك النظرية على فايسبوك. فتجدهم في واقع الأمر قليلي التدين أو منعدمي الإيمان بدينهم و تجدهم يشكون بطش الحكام وإنتهاك الحريات على أرض الواقع وينافقون أنفسهم على فايسبوك....يطالبون بتطبيق الشريعة وبمجتمع متدين يخاف السيف رغم أنك تجد بعضهم في الوقت الذي يكتب فيه التعليق يفتح بيرة ويدخن ألف سيجارة مستوردة ، والبعض الأخر يتفرج على أفلام إباحية و يدفع المال مقابل الجنس و يسرق و يجلس في المقاهي مع البنات يدخن الحشيش يزني ويقامر. وفي نفس الوقت يتفقون على تسخير كل ما يملكون من جهل ومجهود للسب والقرصنة .ومع كل ذلك النباح تجد قضاياهم فارغة فهم دائماً يدافعون عن الله ورسوله ولا تسمعهم أبداً يدافعون عن من هم موجودون بينهم ويحتاجون إلى وكيل في الأرض ،فحقيقة يا اخواني، إذا كان الله بذلك الجبروت أكيد هو لا يحتاجكم أن تدفعوا عنه !فلم لا تهتموا بنصرة من هم في الأرض أولاً فعلاً وقولاً يا مؤمنين ؟

و عندما يتحول وطنكم أيها المنافقون إلى نسخة بائسة من إيران سوف ترون أن تعدد الزوجات وطمس هوية المرأة ليس كل شيء. عندما تغلط أنت أو ابنك أو والدك أو أخوك أو جارك أو ابنتك أو .....ويأتيك أهل الله يجروك، أو من تحب، إلى ساحة عامة لتطبيق الشريعة و قطع اليد أو الرقبة لتلقينك والمتفرجين ( الذين لا يحركون ساكناً) درساً لا تستطيع الذاكرة مسحه بتطبيق حكم لا إستئناف بعده حتى إذا كنت مظلوماً...... فقل لي أنك لن تكسر يد الله إذا أمسكتها في ذلك الحين . ستكتشفون أن للشريعة محاسن قليلة ،فقط للذكور، ولكن مساوئ تطبيقها أبشع بكثير مما أنا صورته.وآه من الندم حين لا ينفع!!!!



#جوري_الخيام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا الشيخ -أبو سبحة عبد لحيته- .
- بدنا نحب و نجيب ولاد...
- اعلامنا -العرة -
- لوحة دينية
- الأنثى و سيف الرجولة
- نساء المغرب : إغتصاب و جزر
- تعرية ذاتية... -جهادي -
- أمينة الفيلالي لن تموت.
- في مصانع الرجال ...
- قليل إعدام الأسد
- زنگة زنگة على نغمات مغربية.
- أنوثة محنطة.
- رفقاًً بالحيوان العربي ...
- حضرت الثورة وغاب الله .
- حلال دم الفكر و الحرية
- المرأة تحت ضلال الله
- الشعب يريد -إسقاط النظام-
- لعنة الحقيبة


المزيد.....




- أحباب الله.. نزل تردد قنةا طيور الجنة الجديد 2024 وفرحي أولا ...
- حدث أقوى أشارة لتردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات وعر ...
- هذا ما ينتظر المسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهودي الوشيك
- حامل ومعها 3 أطفال.. انقاذ تلميذة اختطفتها جماعة بوكو حرام ق ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جوري الخيام - - أنشرها ولك الأجر -