أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زهوري - هزيع أحلام وتخمين حصيرة زاحفة














المزيد.....

هزيع أحلام وتخمين حصيرة زاحفة


ابراهيم زهوري

الحوار المتمدن-العدد: 3728 - 2012 / 5 / 15 - 22:27
المحور: الادب والفن
    


هزيع أحلام وتخمين حصيرة زاحفة
ابراهيم زهوري
كان يكفي أن نقف على قدم واحدة هكذا نتألق كمالك الحزين في وسط مستنقع , نصبر عليها عدة ساعات ولا نتعب , نهمل باختيارنا الحر مايجري حولنا وكأننا نحن بؤرة الكون ومحوره , ندفع بها الحجر المسطح الأملس و نقفز فوق الخطوط و نتجاوزها بلمح البصر , ويرسب أحدنا في دوره وتعتصره الخيبة ٳن توقف حجره على الخط المستقيم لبلد ما ولم يتحرك باتجاه البلد الذي يليه , نحب اللعبة ليس لأنها خفيفة ونظيفة فقط , لا بل لأننا نعبر بكامل تحفز جسدنا وانتباهه أربعة بلدان دفعة واحدة رسمنا حدودها مستطيلة بالطباشير الأبيض على طرف منعطف الشارع اﻹسفلتي بالقرب من ساحة ٳعاشة "الأنروا"* في قلب المخيّم , حيث تفوح رائحة السمن النباتي و’يلطخ الأرض زيت عكر وتحتضن الزوايا القريبة بقايا طحين أبيض يزوّج غيم غبار ينكمش على سرج حصان جامح يراقب بقايا البطاقات الزرقاء الممزقة تلوحها هبة ريح كأرجوحة لا تهدأ , كنا اثنين في لعبة واحدة وٳن أصابنا الملل من ثبات الخريطة الواحدة نستبدلها بخريطة أخرى تحمل أسماء بلدان جديدة يتفق كلانا المشتركان في اللعبة بعد نقاش حامي الوطيس على ُحسن انتقائنا لأسماء البلاد التي تمثلنا , وهكذا وعلى عدة مراحل يفوز من يستحوذ على البلاد جميعهاخانة وراء خانة , ويتوج الفائز بصاحب البلاد وكأننا على بساط سحري نزّف ٳنجازنا في الزهو ومن شدة فرحه نطير ونبني " بيت بيوت " كما البنات تحب تسمية هذه اللعبة أحياناوتضع لها قواعد جديدة نرى فيها نحن الأولاد أنها كثيرة التعقيد وتورطنا في شبكة من الأدوار المتتالية لا نهاية لها , في الحقيقة لا نبخل عليها بشئ ولها نشتري بقروشنا القليلة المتوفرة الطباشير الملونة و نزيّن بلادنا التي نربحها بأجمل الأشكال والألوان , كعادتي مرة فرحت ببلادي حيفا يافا وصفد واحترت في تسمية بلدي الرابع حين دون سابق ٳنذار انقلبت دراجة نارية بثلاثة عجلات رأسا على عقب , وسكت هديرمحركها فجأة وارتمى رجل عجوز أسمر وهو العائد توا من عمله تحت صندوقها الحديدي الخلفي يتلوى يمينا ويسارا مثل دجاجة ذبحت منذ وقت قريب , يحاول اﻹفلات من تحت ثقل هائل , لا أعرف من أي بلد هو من بلادي , وهو بين ٳغفاءة الصحو والنوم يصرخ من شدة الألم , يمسك أشلاء قدمه المبتورة و يصيح طلبا للنجدة والمساعدة , طفق سيل دمه وتخثر , غطى بلونه الأحمر القاني جميع البلاد التي رسمناها عصر ذلك اليوم واختفت في رمشة عين وقد لفها العدم .
* الأنروا : وكالة وهيئة تشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة .



#ابراهيم_زهوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الغيتو- يشيد الجدران وحارة -اليهود- عندما تصبح دولة
- صورة أسد يلبد , سيف ذو شعبتين و ابن عم النبي
- عن تاريخ وطني منجز
- محراث طيش المرايا , المدى شيخوخة .. تخوم كآبة وهمسات تيه الن ...
- في مطلب يهودية الدولة
- حداء المصحف ملكوت آية وصهيل الغواية عبور نهرين في كأس ماء
- الغريب والقريب..عدوان!
- في صدد الرواية والواقعية الأدبية
- هذا ما قاله محمود خليل في لحظة غفلة
- السؤال عن واقع الحال قبل ربيع الثورات
- فراشة الكائنات سحر واختصار الأرض همس أرنبة, رفات قوس الماضي ...
- جرار نبيذ , لحم القطط وفتوى آخر الزمان
- أرواح تتراقص , مثوى قرى الجليل وحارس يقطع الماء
- في العلاقة بين الدولة والطائفة
- خيمة تضاريس,أشعار مبعثرة وحمّام نبع المنحدر
- بصدد المشروع الوطني الفلسطيني
- في الطائفية السياسية
- سراب فراش أبيض , سلك معدني وحشرات تراب ندي
- هذه الأفواه , والإنجيل المطرز ووشايات الأكياس المغلفة
- حقبة تفريخ الصهيونية


المزيد.....




- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد
- وزيرة الثقافة الروسية: زاخار بريليبين مرشح لإدارة مسرح الدرا ...
- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زهوري - هزيع أحلام وتخمين حصيرة زاحفة