ابراهيم زهوري
الحوار المتمدن-العدد: 3701 - 2012 / 4 / 18 - 19:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الغريب والقريب..عدوان!
إبراهيم زهوري
كانت البداية، في أول الأمر، أن هجّر الفلسطيني بالعنف وقوة المصالح الكولونيالية في المنطقة التي كانت (ولا تزال) من مهماتها الرئيسية بناء عمارة الكيان الصهيوني وحمايته، وبدوره هو مشاركته الفعلية للدفاع عن تلك المصالح. وكانت البداية، أيضاً، تأسيس قيام أنظمة مرتبطة بنيوياً بالمصالح عينها. وبالطبع، عارضت، وبنفس العنف أيضاً، الفكرة الخجولة التي طرحها باستحياء الفلسطيني اللاجئ، وهي بناء الوطن، إما بالعودة إليه، أو انجاز الاستقلال الفعلي للدول العربية.
بدأت المشاكل تحاك ضد اللاجئ باغتياله نهاراً حتى يستقر النقيض الفعلي لفكرة الوطن، واغتياله ليلاً حتى يصير وساماً للذين لا يستحقونه، وبه يسلكون درب السلطنة. من هنا جاءت "فتح" كحركة للتحرير والتحرر، وتلك كانت أسباباً إضافية لقتل الفكرة والمشروع الذي تحمله، وتحديداً بعد تغييب الناصرية بعد رحيل صاحبها، فتقاسم العدوان مهماتهما: الغريب بذبح التحرير، والقريب بطعن التحرر، وأحياناً كثيرة يقوم واحدهم بالمهمتين معاً.
فبعد قتل الأب مادياً (اغتيال القائد ياسر عرفات) ورمزياً أمسى لزاماً عليهم قتل الأم نفسها. المأزق الحالي يتحدد بعدم اعتراف بعض اللقطاء القادمين من الجهة المقابلة (حتى لا نقول النقيضة) بشرعية الأم التي في نهاية أمرها آوتهم ببيتها من بعد محاولات منهم لهدمه.
وحتى يكتمل مشهد القتل المعزز بالرصاص والسحل، وتمزيق الجثث وتعريتها أمام العدسة، نكون قد وصلنا الى حواف الجنون وغوره.
نحن بمشيئة العدوين، الغريب والقريب، رأسنا على المقصلة.
#ابراهيم_زهوري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟