أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم زهوري - في الطائفية السياسية














المزيد.....

في الطائفية السياسية


ابراهيم زهوري

الحوار المتمدن-العدد: 3690 - 2012 / 4 / 6 - 20:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ العصور القديمة ارتبطت حالة العلاقات بين الطوائف والمذاهب ضمن النظام السياسي الواحد بحالة العلاقات بين الامبراطوريات والملكيات الساعية الى الهيمنة على المناطق الاستراتيجية جغرافيا والحساسة سياسيا في منطقتنا , وأن منطقة الشرق الأوسط وخاصة منطقة ما يعرف بالهلال الخصيب لها تقاليد عريقة في الحفاظ على التعددية الدينية والمذهبية , غير أن هذه التقاليد تعرضت الى هزات عنيفة كلما اشتدت الخلافات بين الامبراطوريات والملكيات المتنافسة , وقد استعملت الطوائف والمذاهب الدينية على مر العصور لأغراض سياسية , سواء لكسب الأنصار أو زعزعة الاستقرار الاجتماعي تحضيرا لهجمات أو لفتوحات , ولم تتردد الدول الأوروبية في هجمتها على الامبراطورية العثمانية الآخذة في الانحطاط والاضمحلال منذ القرن السابع عشر , في استعمال العصبيات الدينية والمذهبية لخلق القلاقل الداخلية لمملكة بني عثمان وايجاد ذرائع للتدخل في شؤوونها ( حالة العراق حاليا ) , وذلك رغم اندثار العنصر الديني والمذهبي في تسيير شؤون الحكم لدى تلك الدول , خاصة بعد انتصار فلسفة الأنوار على الايديولوجيات الدينية- السياسية وتأثير عقيدة الثورة الفرنسية العلمانية على أوروبا بأجمعها . فبدلا من أن يأخذ الصراع بين الأمم الأوروبية والسلطنة العثمانية بعدا تحديثياحقيقيا كما كانت الحال مثلا بالنسبة الى حروب بونابرت في أوروبا وروسيا , فان الشعارات المرفوعة كانت في غالبيتها شعارات دينية ومذهبية سافرة تدعي حماية الاقليات كما هو معروف , وقد بلغت النظرة الطائفية ذروتها بالنسبة الى وضع الشرق الاوسط عندما شجعت بريطانيا الحركة الصهيونية على المطالبة بأرض فلسطين لاتباع الدين اليهودي اينما وجدوا في العالم , وفي الوقت عينه شجعت أيضا ولنفس الأسباب والغايات التي ذكرناها آنفا المسلمين من الهنود في الانفصال عن الهند الدولة الأم وبناء كيان قومي ( باكستاني ) على أسس دينية واضحة , ان الدول الاوروبية كانت تطالب السلطنة العثمانية بتحقيق المساواة التامة بين رعاياها المسلمين والمسيحيين , غير أنها في الوقت نفسه كانت ترفض أن تمس الامتيازات التي كانت تحظى بها الطوائف ( نصرانية أو يهودية ) عملا بنظام الملل ونظام الحمايات في المدن , وما نشاهده اليوم من صراع ( توافقي ) على اقتسام كعكة السلطة ما هو حقيقة الا ارثنا الرسمي الواضح لنتائج العلاقة الملتبسة التي نشأت في تلك اللحظة التاريخية بين المستبد الداخلي الذي يتداعى وينهار والطامح - الطامع الخارجي الذي يرسم الخرائط ويقسم الشعوب بغية الهيمنة والنهب والاستبداد , ومن المعروف أيضا أن السلطات الناقصة للشرعية هي التي تحتاج الى العامل الديني لترميم أوضاعها أو للتغطية على ماتقوم به من أعمال مخالفة لمفاهيم العدالة والمساواة بين أفراد الشعب , والنظام الطائفي في جوهره , وخاصة في الدول الصغيرة , ليس الا نظام تعايش "صهيونيات كامنة " يمكن ان يؤدي دوما الى حروب طائفية , حينها لن تنفع حبائل اللغة الكثيرة في التغطية على الفشل البنيوي لعجز تخلفنا وأخفاقنا الحضاري من القول صراحة أن هذا هو ما جناه علي أبي .



#ابراهيم_زهوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سراب فراش أبيض , سلك معدني وحشرات تراب ندي
- هذه الأفواه , والإنجيل المطرز ووشايات الأكياس المغلفة
- حقبة تفريخ الصهيونية
- في الصنم .... ما يشبه صورتي عطر تلك الأغنية وعلى الخارطة صلص ...
- في العناوين الجديدة موّال غياب ميلاد أقنعة والصدى شوق ألف أل ...


المزيد.....




- ما هي القاذفة الأمريكية الشبح -بي-2- التي تعول عليها إسرائيل ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي: دمرنا نصف منصات إطلاق الصواريخ الإي ...
- تحمل اسم -باقري-.. العثور على حطام مُسيّرة إيرانية في جنوب ...
- إسرائيل.. حريق هائل وإصابات في استهداف صاروخي إيراني لمدينة ...
- فيديوهات الذكاء الاصطناعي تتنبأ بحرب عالمية ثالثة بطريقة ساخ ...
- إسرائيليون يفرون من القصف إلى الخارج عبر الأراضي المصرية
- الإعلامي السوري موسى العمر يعلن عن استثمارات ضخمة في جبل قاس ...
- حسّون في بلا قيود: إسرائيل من أقوى الدول النووية لكنها دولة ...
- خبير عسكري: إيران تستخدم صواريخ نوعية ومتطورة يصعب اعتراضها ...
- تمارين القوة.. سلاح ذكي لوقف زيادة الوزن المصاحبة لانقطاع ال ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم زهوري - في الطائفية السياسية