ابتزاز الثوار وموافقة المستشار!!

عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 3726 - 2012 / 5 / 13 - 18:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قرأت كما قرأ غيري المطالب الستة لما يسمى بـ (سرايا ثوار العاصمة) المنشور في موقع ليبيا اليوم، ووجدت أن من واجبي طرح بعض الملاحظات،حتى لا تختلط الأمور في البلاد ،خاصة وأن المجلس الوطني الانتقالي وافق على معظم المطالب التي تقدم بها الثوار،وذلك بعد اجتماع عدد منهم مع السيد مصطفى عبد الجليل!!!...ووعدهم بدراسة باقي المطالب!! وهو وعد أشبه، بوعد بلفور .. وعد من لا يملك لمن لا يستحق، إذا صح التعبير.

*
خاص ليبيا اليوم – عماد المدولي
التاريخ : 1/5/2012
قطع عدد من السيارات المسلحة التابعة لاتحاد سرايا ثوار العاصمة الطريق المؤدي إلى قصور الضيافة حيث يقيم أعضاء المجلس الوطني الانتقالي وقاموا بتوزيع مطويات على الناس المارة مكتوب فيها ستة مطالب وهي:
1- ضرورة أن يكون هناك وجود للثوار في المجلس الوطني الانتقالي وفي الحكومة المؤقتة و إن كان ذلك مؤقتاً.
2- تخصيص مقاعد للثوار في المؤتمر الوطني إما بزيادة عدد المقاعد أو بإعطائهم جزء منها ، كما شددوا على العزل السياسي للشخصيات التي حاولت إجهاض الثورة وعزل المؤسسات التي ساندت النظام البائد في عمليات قمعه.
3- ينبغي أن يتبنى المجلس الوطني قرار سريع بشرعية الأعمال التي قام بها الثوار خلال الثورة وبعدها بما فيها الاعتقالات والسجن لرموز النظام السابق والمتطوعين الذين عملوا في الكتائب إبان حرب التحرير.
4- تمديد فترة قبول المرشحين 25 يوم بدلاً من 15 يوما أي من 1 مايو إلى 25 مايو وتمديد فترة اعتماد الناخبين إلى أخر الشهر حتى يتمكن الناس من ممارسة حقهم في ألانتخابات ويجب أن يتم إجراء الانتخابات في موعدها المحدد دون تأخير
5- يجب العناية بجرحى الثوار ومتابعة حالاتهم في الداخل والخارج و زيادة الاهتمام بالجرحى الذين فقدوا أطرافهم.
6- المبادرة بتلافي الفوضى الناتجة عن سوء توزيع الأموال للثوار والتدقيق في آليات الصرف و تمكين الثوار الحقيقيين من أخذ مستحقاتهم

*
الانتقالي يوافق على معظم مطالب تجمع سرايا الثوار
خاص ليبيا اليوم
التاريخ : 1/5/2012

وافق المجلس الوطني الانتقالي على معظم المطالب التي تقدم بها الثوار وذلك بعد اجتماع عدد منهم مع السيد مصطفى عبد الجليل غير أن هناك مطالب أخرى سيتم عقد اجتماعات للوقوف عليها حيث لا يملك عبد الجليل القرار فيها حسب المتحدث الرسمي باسم تجمع السرايا الثوار.
ومن أهم الأمور التي يرغبها الثوار هو أن يكون هناك ممثلين لهم في المجلس وفي المؤتمر كما أنهم يرغبون في أن يمثل عدد منهم في السلك الدبلوماسي.
وتم كتابة مجموعة من البنود بين الجهتين سيتم الاجتماع عليها يوم الخميس القادم للتوقيع بشكل رسمي كما انه سيكون هناك اجتماع بين عدد من الثوار مع رئيس المفوضية العليا للانتخابات السيد " نوري العبار " يوم الجمعة القادم لمناقشة مطلبهم في الحصول على مقاعد بالمؤتمر الوطني.

*
ملاحظات...

المطلب الأول:
- ضرورة أن يكون هناك وجود للثوار في المجلس الوطني الانتقالي وفي الحكومة المؤقتة و إن كان ذلك مؤقتاً.

أولا، يجب أن نحدد من هم الثوار؟ ثانيا، المجلس والحكومة تنته أعمالهما خلال شهرين، وحتى نحدد من هم الثوار ؟ وحتى يختاروا هم من بينهم من يمثلهم تكون مدة المجلس والحكومة قد انتهيا!!

ـ المطلب الثاني: تخصيص مقاعد للثوار في المؤتمر الوطني إما بزيادة عدد المقاعد أو بإعطائهم جزء منها.

هؤلاء الثوار قبل أن يكونوا ثوارا ماذا كانوا يفعلون؟ أليس فيهم الطالب والعامل والفلاح والطبيب، وكلهم ليبيون ينطبق عليهم ما ينطبق على الليبي الآخر. فلماذا لا يعودون إلى أعمالهم السابقة؟ أم أن صفة الثائر أصبحت وظيفة! و المؤتمر الوطني يتم اختيار أعضائه بعد دخولهم انتخابات ويفوزوا فيها، وأعتقد أن الجماعة أختلط عليهم الأمر واعتقدوا أن المجلس شبيه بمجلس الشورى المصري الذي كان نظام مبارك يختار أعضاءه!!
وما عليهم، باعتبارهم مواطنين ليبيين لهم نفس الحقوق والواجبات مع الآخرين ، إلا الذهاب لمراكز تسجيل الناخبين بجميع الدوائر الانتخابية على مستوى ليبيا، لتسجيل أسمائهم والتنافس من اجل الحصول على مقعد،إذا كانوا لا يريدون أن تنزلق البلاد إلى الفوضى- حسب رأيهم!!..

ـ المطلب الثالث: ينبغي أن يتبنى المجلس الوطني قرار سريع بشرعية الأعمال التي قام بها الثوار خلال الثورة وبعدها بما فيها الاعتقالات والسجن لرموز النظام السابق والمتطوعين الذين عملوا في الكتائب إبان حرب التحرير.

لماذا قرار سريع؟ ولماذا منح الشرعية للأعمال التي قاموا بها؟ لأنهم يعلمون علم اليقين، بأن هذه الأعمال هي أعمال إجرامية ولا حصانة للقتل خارج ميدان المعركة. ومطلبهم هذا يؤكد تقارير منظمات دولية عن وجود "أعمال تعذيب وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان ترتكب في السجون الخاضعة لما وصفته بالـ”ميليشيات مسلحة ليبية لا تسيطر عيها الدولة".

ـ المطلب الخامس: يجب العناية بجرحى الثوار ومتابعة حالاتهم في الداخل والخارج و زيادة الاهتمام بالجرحى الذين فقدوا أطرافهم.

العناية بالجرحى الحقيقيين والاهتمام بهم مطلوب، لكن لابد أن نحدد أولا من هم الجرحى، لان الأرقام الرسمية في الداخل والخارج تقول أن الشهداء والجرحى والمفقودين والمعاقين لا يتعدى عددهم 50 ألف شخص ، والسؤال هو من أين جاء عدد 200 ألف ليبي يحمل السلاح الآن تقريبا!!

ـ المطلب السادس: المبادرة بتلافي الفوضى الناتجة عن سوء توزيع الأموال للثوار والتدقيق في آليات الصرف و تمكين الثوار الحقيقيين من أخذ مستحقاتهم.

الثائر لا يطالب بمقابل مادي،ويأخذ ثمن انتفاضته ضد نظام مستبد، الثائر الحقيقي يا سادة، يخرج لأسباب متعلقة بالكرامة والحرية، ويستحق التقدير المعنوي أما طلب المناصب والأموال، فهذا يحولهم إلى مرتزقة وقطاع طرق بمعنى الكلمة!

أن ممارسة أسلوب الضغط والترهيب والتخويف والابتزاز والبلطجة، مثلما حدث في مطار بنينة الأسبوع المنصرم، ومنع رئيس الحكومة الانتقالية من استقلال طائرته وحصار المجلس الانتقالي وإجبارهم على التوقيع على أوراق الطلبات تحت تهديد السلاح، وإغلاق أكبر شركة نفطية في البلاد،يجعل مستقبل البلاد رهينة في يد عصابات مسلحة.

أن استمرار وجود السلاح عند مجموعات لا تخضع لسلطة الدولة، تحت أي مسمى كان- واستخدام هذا السلاح في المطالبة بالحقوق –إن وجدت- كوسيلة ضغط على الجهات الحكومية لتمرير القوانين والقرارات والحصول على الأموال الكبيرة في شكل مكافآت ومزايا، في اعتقادي أمر جد خطير على قيام دولة حقيقية في ليبيا، وتكوين مؤسسات دستورية في المستقبل القريب.

#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل