أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - لقمان محمد - تركيا وPYD















المزيد.....

تركيا وPYD


لقمان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3725 - 2012 / 5 / 12 - 22:11
المحور: القضية الكردية
    


في حديثٍ له في مجلس الأمة التركية قال مهندس السياسة الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو " من الآن فصاعداً ستقود تركيا موجة التغيير في الشرق الأوسط " وفي تصريحٍ له لصحيفة راديكال التركية في الطائرة أثناء توجهه في زيارةٍ إلى استونيا يقول " إن تركيا مُجبرةٌ على أن تكون قيادة و طليعة هذا التغيير ". من هذا المنطلق وعلى أساس هذه الاستراتيجية، تتخذ الدولة التركية مواقف تجاه المستجدات والاوضاع في منطقة الشرق الأوسط التي تعيش في حالة مخاض ومرحلة انتقالية من اعادة البناء والتشكيل الجديدين. وهذا المنطق يحدد أطر علاقاتها الاقليمية والدولية وتبني عليه ديبلوماسيتها، بالطبع بقبول ومباركة بعض الدول و القوى العالمية كدول حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة والاقليمية كدول الخليج العربي، ومعارضة بعض القوى كالصين و روسيا عالمياً وإيران اقليمياً. هذا ما ظهر جلياً للعيان مع بداية الربيع العربي وانطلاق الثورات الشعبية في بعض هذه الدول عامةً، وفي الانتفاضة الشعبية السورية على وجه الخصوص.وهذا ما حوّل الصراع في سورية من الانتفاضة الشعبية السورية ضد الديكتاتورية البعثية ومرتزقاتها إلى ساحة صراع بين الدول الاقليمية والقوى العالمية.
إن هذا الواقع يفرض على قوى المعارضة السورية بكافة أطيافها الفكرية والأثنية، أن ترتبط عضوياً بالقوى العالمية والاقليمية، لكن يجب أن يكون هذا الارتباط هو بالسير بالانتفاضة الشعبية حسب أجندات و أهداف ومصالح الشعب وألّا تصبح ورقة بيد هذه القوى. هذا الوضع السوري الحسّاس للانتفاضة يفرض على المعارضة السورية (العربية و الكردية ) الاستقلالية والتوّحد، وألّا تتحول إلى ورقة بيد هذه القوى العالمية والاقليمية لتصفية حساباتها مع النظام الوحشي.
في إطار هذا الواقع ومن خلال أربعة عشر شهراً من عمر الانتفاضة الشعبية السورية إذا نظرنا إلى الدور والموقف التركي، نرى أنه مع بداية الانتفاضة صرّحت الحكومة التركية بأن الشأن السوري هو " شأن تركي داخلي " والسبب الرئيسي والأساسي والذي لم يعد خافياً على أحد من هذا التصريح هو القضية الكردية. أو لنقل وضع الشعب الكردي و مدى حصوله على حقوقه المشروعة في سوريا ما بعد النظام الشمولي، أي مدى الاعتراف الدستوري بحقوق الشعب الكردي على أرضه في الدولة السورية المتعددة المدنية المستقبلية. حصول الشعب الكردي في سورية على كامل حقوقه المشروعة حسب قوانين الشرعة الدولية كما حصل عليها الشعب الكردي في اقليم كردستان، يعني فرض حل القضية الكردية على حكومة العدالة والتنمية التركية التي مازالت تتنكّر لحقوق الشعب الكردي في تركيا وحتى محاكمها تعتبر اللغة الكردية لغة غير مفهومة ، أو حسب نائب رئيس وزرائها بلند آرنج الذي قال " اللغة الكردية ليست لغة حضارية ". لهذا قامت حكومة أردوغان بتصدير ذهنيتها الإنكارية للقضية الكردية إلى المعارضة السورية المتمثلة بالمجلس الوطني السوري والذي تنكّر لقرارات مؤتمر تونس، عندما أعلن عن وثيقة العهد الوطني والتي لم يأتي فيها على ذكر الشعب الكردي وحقوقهم في اسطنبول، هذا الموقف الانكاري لحقوق الشعب الكردي في " وثيقة العهد الوطني " أظهر مدى تدخل اليد التركية وتأثيرها على قرارات المجلس الوطني السوري والذي بسببه تمَّ اطلاق تسمية المجلس الاسطنبولي عليه.
إن هذا العمق التركي والتأثير في قرارات المجلس الوطني السوري لم يظهر في " وثيقة العهد الوطني " فقط، بل ظهر من خلال تصريحات رئيس وأعضاء المجلس بحق قضية الشعب الكردي، وحتى في موقفها من العمليات العسكرية التي قام بها مقاتلو HPG الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني ضد الجيش التركي، من خلال إصدار بيانات " إدانة".
حكومة العدالة والتنمية لم تكتفي بهذا فقط، بل قامت بالتدخل والتأثير على هيئة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي من خلال دعوتها لبعض أعضائها حيث طلبت منهم بأن يتخلوا عن حزب الاتحاد الديمقراطي PYD وستقوم هي بدور وسيط وذلك بضمهم للمجلس الوطني السوري وحتى وعدتهم بتغيير الاسم في حال قبولهم الانفصال عن PYD . حتى أن بعض الأطراف الكردية الموجودة في تركيا قد صرحت لخبر 24 نت بأنهم تعرضوا لضغوطات كبيرة من قِبل الحكومة التركية والمجلس الوطني السوري و ذلك للإدلاء بمعلومات عن عناصر PYD وخاصة الذين تمَّ تدريبهم في معسكرات جبال قنديل وطرحوا عليهم أسئلة عن منطقة عفرين وجغرافيتها وطبيعة حياة سكانها، حيث تعتبر المنطقة الأكثر حساسية في خارطة الثورة السورية عامة وPYD خاصةً.
كل هذا يظهر مدى إصرار الدولة التركية على تدخلها في الشؤون السورية عامةً واسلوبها الإنكاري في حل القضية الكردية سواءً أكان ذلك في تركيا أو في جزءٍ آخر من كردستان خاصة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا PYD ؟
حزب الاتحاد الديمقراطي PYD حزب تأسس عام 2003 على ميراث PKK في سورية واتخذ من فلسفة القائد أوجلان فكراً له لحل القضية الكردية في غربي كردستان، ومنذ تأسيسه تعرّض لحملة أمنية شرسة، أدت إلى اعتقال المئات من كوادره وأنصاره من قِبل النظام البعثي الشوفيني واستشهاد البعض منهم في أقبية الفروع الأمنية، وخاصة بعد انتفاضة قامشلو2004 حيث تمَّ اتهامه بالوقوف وراء الانتفاضة العارمة وذلك بعد تنصل بعض الأحزاب الكردية من المسؤولية الملقاة على عاتقهم آنذاك. كان من بين الذين تعرضوا للاعتقال رئيس الحزب الحالي السيد صالح مسلم أيضاً، واستمرّ الوضع هكذا حتى بدء انتفاضة الكرامة والحرية في سورية.
مع بداية الانتفاضة حاول النظام تحييد الشعب الكردي من خلال بعض الرشاوي (الجنسية والغاء قانون 49الذي ينص على منع بيع الأراضي...الخ ) حتى أنه لم يمارس من وحشية في المناطق الكردية كما في المناطق الأخرى من سورية، باستثناء عمليات الاغتيال التي قام بها النظام ضد بعض الشخصيات الكردية (مشعل التمو)، مع العلم أن الشعب الكردي قد انضم للانتفاضة منذ البداية. وحتى الآن لايريد النظام استخدام العنف والقتل في المناطق الكردية كما في مناطق أخرى في سورية تشهد مظاهرات لاسقاط النظام. هذا التعامل للنظام في المناطق الكردية خلق معه فراغ أمني، والقوة التي استفادت من هذا الفراغ هي القوة الأكثر تنظيماً على الساحة السورية عامة هو PYD ، حيث قام بإعادة تنظيم الشعب وبناء هيكلية نفسها على أساس الادارة الذاتية الديمقراطية من كل النواحي الاقتصادية والاجتماعية والأمنية. القراءة الصحيحة ل PYD للواقع المعاش وقوته التنظيمية وترجمة كل ذلك عملياً في غربي كردستان، جعلته محطّ أنظار الكل (الأعداء والأصدقاء) وأغلب التحاليل ذهبت باتجاه علاقة الحزب بالنظام السوري المحكوم بالهزيمة، وتمَّ التهجم على PYD واتهامه بشتى الصفات، لكن لا أحد كان يريد رؤية قوة هذا التنظيم وطاقته البشرية التي يمكن أن يترجمها عملياً بسرعة فائقة، على عكس الأحزاب الكردية الأخرى التي تعاني من الطاقة البشرية والتنسيقيات الشبابية الكردية التي تفتقر للتجربة السياسية.
إذاً الصراع الدولي والاقليمي في الميدان السوري تفرض استقلالية القرار على المعارضة السورية وانتفاضتها، وتوحيد جهودها وطرح حلول المستقبل وبما يتناسب مع واقع المجتمع السوري وخاصة بما يتعلق بحل القضية الكردية. لأنها مفتاح دمقرطة الشرق الأوسط، فالتعامل الايجابي لحل القضية الكردية في تركية سيجعلها أن تلعب دوراً أكثر ايجابية في الواقع السوري وبالتالي تسريع سقوط النظام الاسدي الشبيحي.

لقمان محمد



#لقمان_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب إيرانية أم اقليمية...؟
- روح الزمن-2-
- روح الزمن -1-
- مؤامرةُ جراثيمٍ مندسة !!!
- إسقاط الإصلاح...!
- الشعب أسقط نظام الخوف
- مؤتمر أنطاليا والعمق التركي
- إلى البوعزيزي سورية الشهيد حمزة الخطيب
- لوحات وطن
- مسيرة البحث عن الحياة
- إرهاب الخوف
- أنتفاضة قامشلو نداءٌ للوحدة
- دموع نوروز
- أمبراطورية الذكور ومُستعمَرة الأنثيات
- اللغة الأم مفتاح المستقبل الأنساني
- عندما يصبح الأنسان حرية
- اللغة شيفرة هوية الفرد
- دستور حقوق الأنسان


المزيد.....




- -ارتكب أفعالا تنطوي على خيانة وطنه-..داخلية السعودية تعلن إع ...
- -حماس- تبدى موقفها من التقرير الاممي حول -الأونروا-وتحذر
- تحديث بشأن التحقيق حول مشاركة موظفين بالأونروا في هجوم حماس ...
- اعتقال المتهم الـ12 بالهجوم الإرهابي على مجمّع -كروكوس- في م ...
- غزة.. فضحت -حرية التعبير- الغربية وسخّفت تهمة -معاداة السامي ...
- -حماس- تحذر من وصاية أي جسم دولي على -الأونروا- كبديل عن الأ ...
- حماس تحذر من أي بديل عن الأمم المتحدة للإشراف على الأونروا
- حملة اغتيالات واعتقالات جديدة في الضفة الغربية
- قصف واشتباك مسلح.. ارتفاع حصيلة القتلى في غزة واعتقالات بالض ...
- اعتقال 8480 فلسطينا بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - لقمان محمد - تركيا وPYD