أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - لينا جزراوي - هل صحيح أن المرأة الأردنية لا ترغب في العمل














المزيد.....

هل صحيح أن المرأة الأردنية لا ترغب في العمل


لينا جزراوي

الحوار المتمدن-العدد: 3725 - 2012 / 5 / 12 - 13:03
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



نتابع بفرح الاحصاءات الرسمية وارقامها والتي تشير الى ارتفاع نسبة المتعلمات من الاناث وارتفاع نسب التحاق البنات في الجامعات الاردنية ، ونتابع بفرح أكبر ارتفاع نسبة الاناث الحاصلات على شهادات عليا ، لكن عندما تستهدف الدراسات والابحاث نسبة التحاق المرأة في سوق العمل نتفاجأ لنجدها لا تتجاوز ال 13% وهي نسبة متدنية جدا مقارنة بنسب التحاق الاناث في أسواق العمل في دول العالم المتقدم .

لكنها ملاحظات تستحق التأمل ،، والبحث ،، لأن لها دلالات على توجه المجتمع وفهمه لدور المرأة من جهة ،، وعلى فهم المرأة لدورها ومكانتها من جهة أخرى .

فماذا تفعل الاناث بالشهادات طالما انهن لا يلتحقن بسوق العمل ؟ الحقيقة ، ان تدني نسبة التحاق المرأة الأردنية بسوق العمل له علاقة بعدة عوامل ،،،، فالمجتمع ، والقوانين ،، والصورة النمطية لدور ومكانة المرأة ،، والمناهج التعليمية ،، وأرباب العمل ، كلها عوامل اجتمعت لابعاد المرأة عن الحيز العام ، وحصرها داخل الحيز الخاص ، واقناعها بانه من الصعب أن تنافس الرجل على السلطة .

وما يؤكد انتشار هذا التوجه ،، هو دراسة لاتجاهات عينة من الطالبات في احدى الجامعات الاردنية حول دور ومكانة المرأة في المجتمع ، تبين ان اغلبية الطالبات لا يرغبن بالعمل لاعتقادهن ان مكان المرأة هو البيت ووظيفتها هي رعاية شؤون اسرتها ، لذلك فالافضل ان لا تذهب الفتاة باتجاه التخصصات العلمية ،، المصنفة كتخصصات ذكورية ،،، ، حيث اعتقدت غالبية العينة المبحوثة بأنه طالما أن المسؤولية الاقتصادية تقع على عاتق الرجل ، الاب أو الاخ أو الزوج ، فلا داعي لدراسة تخصصات تحتاج لتعب وجهد وفكر.

وعند استطلاعنا آراءهن حول قيمة العمل ومعناه في الحياة ، ودوره في زيادة الانتماء للوطن والدفع باتجاه النمو الاقتصادي ، بالاضافة الى تحقيق الذات ، ،،،،، لم يعن هذا لهن شيئا ، فقد تمحورت الاجابات بأغلبها على هدف واحد ورئيسي ،،،، فهدف الفتاة بعد التخرج هو الحصول على الزوج المناسب والتفرغ التام للعمل المنزلي ، وليس العمل.

فماذا يعني ان تفكر فتياتنا بهذا المنطق ،، ؟

أي ان نصف المجتمع غير منتج ، و نصف القوى العاملة مغيبة عن العمل العام وعن الاندماج في المجتمع ،و نصف المجتمع همه بعيد عن هم الوطن ، والأهم من كل ما سبق ،، أن التغير الذي أصابنا هو تغير شكلي فقط ،، تغيير في الاطار الخارجي بينما مايزال تأثير القيم المعطلة ،،، قويا ، ما حدث في مجتمعاتنا لا علاقة له بتغيير القيم والسلوكيات ، انه تغيير مختزل في سيادة السلوك الاستهلاكي والاقبال على الميديا وأحدث صيحات الموضة والفن ، فقط ،،

فهل هذا هو التغير الذي نحتاجه؟

ماذا ينفع المجتمع مواطن يقود أحدث السيارات ولا يحترم قوانين المرور المتفق عليها عالميا ، وماذا ينفع المجتمع مواطن لا يرى أهمية لدوره في صناعة القرار السياسي فينسحب من المشاركة في أي نشاط سياسي ،، وماذا ينفع المجتمع رجل متحضر يؤمن بحقوق المرأة ، ويقف عقبة في طريق عمل زوجته ،، وماذا ينفع المجتمع رجل يقتني مكتبة ضخمة في منزله ،، يتباهى بها ،، ولا يقرأ من محتواها كتابا واحدا ؟؟؟؟؟؟

ان أردنا ان نكون جزء من عالم قادم ومتحضر علينا ان نفكر بجدية في تغيير ادوات تفكيرنا تجاه ما نطلق عليهن نصف المجتمع تغير يطال بنية هذا العقل العربي المذكر في تعاطيه مع قضايا المرأة ،وهذا لن يتحقق ،، ونصفنا قابع في المنزل يتحمل قهرا تاريخيا ارتبط بالطبيعة ،، لقد فرض على المرأة العربية عبر العصور قيودا وحصارات كبتت حريتها وألزمتها البقاء ضمن صورة الانسان الضعيف الخالي من القدرات والمهارات سوى خدمة الآخرين ، ومراعاة احتياجاتهم ورغباتهم.
وعند الدعوة للتنمية والتطور والمشاركة ، يعني اننا يجب أن نحدث تغيير لواقع الحياة التي تعيشها المرأة ، بخروجها من دائرة التقييد والتبعية وأن تتخذ أدوارا اخرى خارج نطاق أسرتها وبيتها مما يؤدي بصورة منطقية لتغيير النظام الاجتماعي السائد في المجتمع ككل ،، وعلى المرأة أن تدرك ان التوصل الى الوعي الاجتماعي هو ضرورة ملحة لأي قضية من قضاياها ،، والوعي الاجتماعي لايمكن أن يتحقق دون تحقيق الوعي الذاتي .

ان جذب المرأة للعمل خارج المنزل لقاء أجر ،، له مدلول سياسي واجتماعي ،، بالاضافة الى المدلول الاقتصادي، فاشراك المرأة في عملية الانتاج يضعها في موضع قوة تصبح فيها شريكة للرجل في الواجبات ،، ولها كل الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية .



#لينا_جزراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فايروس الثقافة ،،،،، وبكتيريا القيم
- الدولة المدنية ،، في الايديولوجيات المختلفة
- باقة ورد كبيرة ،،، وباقة حب كثيرة ،،، لامرأة تستحقها
- آفاق المرأة والحركة النسوية بعد الثورات العربية
- هل تعتقدون أني سعيدة ؟؟؟؟؟
- التحول من الجمعي،، الى الفردي ،،،واستثناء المرأة العربية
- متلازمة العلاقة بين المرأة والرجل في العالم العربي
- سراب امرأة ،،،،، في الشرق
- هل خلقت الحقوق للرجال فقط ؟؟؟؟؟؟
- احتجاجات نسوية ....... مرتقبة
- عقلنة الرغبات والعواطف .......لدى المرأة العربية
- امرأة من هذا العالم
- ديموقراطيتنا.........المزعومة
- الاعلام ...... تآمر على المرأة العربية
- أم حسن ................ والقوانين
- لن تحقق المرأة مساواتها مع الرجل .......... بدون اطار سياسي
- لماذا تثير قضايا المرأة حساسية لدى الرجال ، ولماذا يرفض الرج ...
- لماذا تنشأ المرأة ، أكثر عاطفية، وأقل مهنية من الرجل ،


المزيد.....




- لجنة إيرانية ترسل مسودة قانون الحجاب لمجلس صيانة الدستور لمر ...
- “فرحهم وخليهم يتسلوا”.. تردد قنوات الاطفال 2024 “توم وجيري، ...
- في جدة.. هذه السعودية تتولى مسؤولية -أهم يوم- في حياة كل امر ...
- لك ولكل الأسرة: كيفية الحصول على حساب المواطن 2024
- العراق.. السجن 15 عامًا للمثليين والعابرين
- إيه اللون الطبيعي للسائل المنوي؟ تابعونا عشان تعرفوا #الحب_ث ...
- 5 نصائح صحية للنساء للوقاية من خطر السكتات الدماغية
- “اعرفي الخطوات”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- spf.gov.om.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة بعمان 2024 و ...
- دلع البيبي.. تردد قناة طيور الجنه الجديد على نايل وعرب سات.. ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - لينا جزراوي - هل صحيح أن المرأة الأردنية لا ترغب في العمل