أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - لينا جزراوي - سراب امرأة ،،،،، في الشرق














المزيد.....

سراب امرأة ،،،،، في الشرق


لينا جزراوي

الحوار المتمدن-العدد: 3504 - 2011 / 10 / 2 - 18:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


عادت من أمريكا تحمل شهادتها العليا في العلوم الاجتماعية والانسانية ،،، كمن يقبض على العالم بين يديه،،،، بعد أن غابت أربع سنوات لأتمام دراستها ،،،
أربع سنوات مابين الماجستير والدكتوراه ،،،، ذاقت فيهم مرارة الغربة وأنين الذكريات ، وكم مرة كاد حنينها لمدينتها يجهض أهدافها وخطتها المرسومة ويدفعها لتعود ،،،، ما أقسى الغربة ،،، ما أقسى الغربة ،، كانت تردد لنفسها كل يوم.
لكنها صمدت ،،،قررت أن تصمد ،،،فهي تحمل في جوفها حب كبير لبلدها وتدين بالعروبة عقيدة وبالقومية مبدءا ،،،،، ولأجلهم ،،، الوطن والمجتمع ،،، قررت أن تحصل على أحسن الشهادات ،،، تريد أن تعود بعلمها لخدمة أبناء بلدها ،
وعادت ،،،، سراب
عادت ،،، تشعر بالنصر،،، متفائلة ،،،حرة ،،، فقد انعتقت هناك من كل صنوف العبودية،،، عادت لاهثة تريد أن تطبق علمها وتنشره ،،،، كانت تؤمن بأن بلادنا قد ضاقت بالاطباء والمهندسين والعلماء الذين لم يعد لهم مكان في مجتمعات تتهاوى قيمها الاجتماعية والانسانية ،،، وقررت أن تدرس ذلك التخصص لأنها تعرف أننا نحتاج لمن يلاحظ ويفسر ويحلل ما يجري كل يوم من سلوكات شاذة وظواهر غريبة ، كانت تقول دائما،،،، ما أحوجنا لعلماء اجتماعيين يفكون طلاسم بعض القيم المتجذرة في عقولنا والتي أصبحت تعيقنا وتمنع انسانيتنا .

ومن اليوم الأول لحياتها العملية كأستاذة جامعية ،،، كانت تفيض حماسة ورغبة للبدء في العمل ،،،،
لقد تحقق حلمها ،،،، كانت تحلم بذلك اليوم الذي تلتقي فيه بالطلاب ،،،تحاورهم،،، تناقشهم ،،، ترسم معهم صورة لمجتمع حر جديد عنوانه الحقوق،، و الحرية،، والانسانية .
الصدمة الأولى ،،،، عندما قالت لها احدى طالباتها ،،،، أنها لا تشعر بأن حريتها مسلوبة كامرأة شرقية ،،،، وأن النساء قد خلقن لطاعة الرجل وتلبية طلباته ،،،، ورغباته،،،
وقالت أخرى لماذا الخوض في قضايا المجتمع والحريات والحقوق ؟؟؟؟ هذه أمور يناقشها النخب فقط ،،فلماذا نرهق عقولنا في التفكير وهناك من يفكر عنا ويرسم لنا خطط حياتنا ،،،،
وتفاجأت استاذتنا ،،،،أكثر عندما قالت لها احدى الطالبات في اليوم الثاني أنها لا تمانع في الزواج من رجل متزوج فنصف حب أفضل من ربع حب ،،، وربع حب أفضل من لاحب ،،،،
أما في اليوم الثالث فقد وصلتها رسالة شكوى مقدمة ضدها لرئيس القسم في الجامعة ،،،،، يتهمها فيها طلابها ،،، بنشر أفكارا وقيم لا تتناسب مع خصوصية المجتمع ،،،،
وأنها ملحدة ،،،
وفي اليوم الرابع ،،،، كانت ترد بالموافقة على رسالة من جامعتها في أمريكا تطلبها للتعاقد والتدريس فيها ،،، وفي نهاية الرسالة مكتوب جملة تقول " أكتبي المبلغ الذي تريدينه ،،،، يشرفنا انضمامك لأعضاء هيئة التدريس في جامعتنا "
وفي نهاية الأسبوع كانت تحلق بالطائرة عائدة أدراجها الى طلاب يقدرون قيمة علمها ويتوقون لسماع ما تقوله ، ناسفة أكداس المبادىء والنظريات التي تربت عليها وتعلمتها ،،،،، ولسان حالها يقول يبدو اني سراب لامرأة لم استطع ان اكونها ،،،، في شرق تعيس.



#لينا_جزراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل خلقت الحقوق للرجال فقط ؟؟؟؟؟؟
- احتجاجات نسوية ....... مرتقبة
- عقلنة الرغبات والعواطف .......لدى المرأة العربية
- امرأة من هذا العالم
- ديموقراطيتنا.........المزعومة
- الاعلام ...... تآمر على المرأة العربية
- أم حسن ................ والقوانين
- لن تحقق المرأة مساواتها مع الرجل .......... بدون اطار سياسي
- لماذا تثير قضايا المرأة حساسية لدى الرجال ، ولماذا يرفض الرج ...
- لماذا تنشأ المرأة ، أكثر عاطفية، وأقل مهنية من الرجل ،


المزيد.....




- وزير الدفاع الإسرائيلي ردا على تصريحات بايدن: لا يمكن إخضاعن ...
- مطالبات بالتحقيق في واقعة الجدة نايفة
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينتج برامج تلفزيونية ناجحة في ال ...
- سويسرا: الحوار بدل القمع... الجامعات تتخذ نهجًا مختلفًا في ا ...
- ردًا على بايدن وفي رسالة إلى -الأعداء والأصدقاء-.. غالانت: س ...
- ألمانيا ـ تنديد بدعم أساتذة محاضرين لاحتجاجات طلابية ضد حرب ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف قوة هندسية إسرائيلية في رفح (فيد ...
- موسكو: مسار واشنطن والغرب التصعيدي يدفع روسيا لتعزيز قدراتها ...
- مخاطر تناول الأطعمة النيئة وغير المطبوخة جيدا
- بوتين: نعمل لمنع وقوع صدام عالمي


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - لينا جزراوي - سراب امرأة ،،،،، في الشرق