أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - لينا جزراوي - أم حسن ................ والقوانين














المزيد.....

أم حسن ................ والقوانين


لينا جزراوي

الحوار المتمدن-العدد: 3336 - 2011 / 4 / 14 - 01:32
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تعبت ام حسن وهي تبحث عن اجابات لأسئلة كثيرة تطرق دماغها المثقل بالهموم ، وهي المرأة المضحية والمتفانية والقانعة بما كتبه الله لها من نهاية، لكنها كانت تتساءل دائما في قرارة نفسها ،أهذا حقا هو ما كتبه الله لي من نهاية؟.
فمنذ ان بدأت بوادر الانوثة تتفجر معلنة بداية عهد جديد على نهديها وقوامها الممشوق، واعلنت انوثتها الطاغية عن وجودها، حتى جاء صديق والدها ابوحسن طالبا يدها للزواج ذاك الصديق الذي كان قبل عام أو عامين يلاعبها ويناغشها ويجلسها على حجره ، لم يستطع الانفلات من سطوة هذه الفتنة الانثوية ، وشعرت بأن عاصفة هوجاء على وشك اختراقها.
وافق الجميع وبارك الجميع ، وأقنعوها بأن الحب يأتي بعد الزواج ، ستعتادين عليه مع الوقت ، ستنعمين بدلال ليس له مثيل ، فالرجال يدللون نساءهم الصغيرات ،نحن ادرى بمصلحتك ، ومن يرض يعيش.
وعمت الافراح بيوت الاقرباء والاصدقاء ،
كان طموح ابو حسن ان يأتى بحسن الى الدنيا ، وحاولت ام حسن كثيرا ، لكنهما فشلا. فذكورة ابوحسن كانت ناقصة ولم يتمكن من الانجاب ، خففت عنه هول المصيبة ووعدته بأن تعش معه الى الابد ....... ،
فهذا نصيبها وهذا ما كتبه الله لها، وهي راضية.
مضت السنين مملة وباردة ، حتى مرض الرجل بمرض احتاج من الزوجة ان تبيع كل ما تملك من اجل علاجه ، فلم يمتلكا الا البيت الذي يسكنانه وراتبا تقاعديا ،باعت المصاغ ، وطرقت الأبواب ملتمسة اعفاءات حكومية، والتجأت للجمعيات الخيرية ومؤسسات الدولة للتأمينات الصحية المجانية من اجل تأمين العلاج ،
حتى مات ابوحسن ، وتركها ، بدون مستقبل وبدون ضمان وبدون حب ، تغلفها الوحدة و تتقاذفها الذكريات الباردة ، ويكاد يقتلها الخوف مما يخبئه لها القدر ، لقد تجردت من كل شيء الا البيت الذي يأويها ، والذي كانت تعتقد أنه بيتها .
الى أن جاء الاخوة والاخوات معزين ،حزينين على أخيهم الذي مات وحيدا الا من أم حسن،
طالبين تطبيق ما شرع الله ، فالمرحوم يملك بيتا وليس لدية أولاد، وورثته الشرعيين هم الاخوة الذكور ، أما ام حسن ، فاين تذهب ؟اين تسكن ؟كيف تعيش ؟، فلم يكن من شأنهم ، و التضحية والتفاني والعمر الذي ضاع ، اضحت مصطلحات وكلمات، مجرد كلمات تحولت فيما بعد الى ضباب كثيف اخفى معه معالم االمستقبل.
اخذت أم حسن نصيبها المثقل بالمرارة ، ورحلت الى عالم المجهول ، باعت نفسها وذكرياتها وعادت بحصتها ، لتعيش على فتات من الرعاية ، وفتات من الشفقة ، يقدمه لها اخوها وزوجته وأولادهم ، لتحصد ثمار التضحية وثمارالتفاني ،
لرجل كانت تعتقد انه رجل حياتها.
وتسأل نفسها أهذا حقا ماكتبه الله لي من نهاية ؟



#لينا_جزراوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن تحقق المرأة مساواتها مع الرجل .......... بدون اطار سياسي
- لماذا تثير قضايا المرأة حساسية لدى الرجال ، ولماذا يرفض الرج ...
- لماذا تنشأ المرأة ، أكثر عاطفية، وأقل مهنية من الرجل ،


المزيد.....




- عُمان: اعتقال 3 أشخاص وعشرات السيدات بينهن مصريات وإيرانيات ...
- اجمل اغاني الاطفال.. تردد قناة كراميش الجديد بجودة مميزة.. ا ...
- من بيتك.. خطوات وشروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- بريطانيا: تعيين أول امرأة على رأس جهاز الاستخبارات الخارجية- ...
- شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر وكيفية ا ...
- طهران: العدوان الصهيوني أسفر عن استشهاد 45 امرأة وطفلا حتى ا ...
- الخارجية الروسية تحتفي بمرور 62 عاما على إنجاز فالنتينا تيري ...
- صفقة بيع “البدون” برعاية كويتية.. من الترحيل إلى الاتجار بال ...
- للمرة الأولى..امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ...
- مخطوفات ما بعد ميرا.. مسلسل “الهروب مع الحبيب”


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - لينا جزراوي - أم حسن ................ والقوانين