أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - لينا جزراوي - امرأة من هذا العالم














المزيد.....

امرأة من هذا العالم


لينا جزراوي

الحوار المتمدن-العدد: 3359 - 2011 / 5 / 8 - 23:17
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


امرأة من هذا العالم
كانت مؤمنة بذاتها وبقدراتها ، وتشعر منذ بدأت تدرك الحياة أن في داخلها نهرا من العطاء لا ينضب، وأرادت أن تترجم ما تشعر به الى أمر واقع....كان لها سحر خاص وتأثير على المحيط لا ينكره من يعرفها، وبدأت معالم مستقبلها تتضح أمامها ، وترسم طريقها الذي ترتأيه كفيلا لتحقيق طموحها وارواء عطشها للعلم والمعرفة.
الا انها وفي سن المراهقه ، بدأت تصطدم بواقع ، لم يكن في حسبانها ،واقع يقول أن عليها الدخول الى عالم النساء ، عالم القيم والادوار المؤنثة ،حيث الادوار محددة ، والابواب محددة ، والسقوف شديدة الانخفاض فهذا حرام وذاك عيب وهذا لا يجوز وذاك ممنوع ،
انت انثى هل تعرفين معنى أن تكوني انثى ؟ قالت لها والدتها ذات يوم.
يعني ، ان تركزي على قيم النساء وأدوار النساء، وان لا تحاولي ابدا كسر حواجز المجتمع. الانثى يجب أن تصبح زوجة وأما أولا، وهذا هو هدفك الاسمى ، وبدونه انت ناقصة ، وعانسة ، ومن بعد هذا الدور تأتي الطموحات والعمل وغيرها من الامور.انت مطالبة بأن ترتدي ثوب الشرف وثوب العفاف، ثوب التضحية وثوب السكينة وثوب الاستقرار.لم تجد مفرا، فاستجابت لدعوات المجتمع ، فهي وحدها لا تستطيع أن تجابه العالم وأن تغير الكون . دخلت عالم النساء الضيق، لتكون أما وزوجة ، كما يرتضيها الاهل والمجتمع .حاولت مرارا اقناع زوجها بأنها مختلفة ، وأنها تأمل منه أن يؤمن بها وبطاقاتها الكامنة ويدفعها نحو العلم والعمل والانتاج ، فهي لا تختلف عنه ، الا في انها تمتلك تقنية الانجاب .
قال لها زوجها يوما ، لماذا تعملين وما معنى ان تتركي أطفالك من أجل دخل يمكن الاستغناء عنه . مكانك هو البيت ووظيفتك هي رعاية الابناء.لكنها كانت تعرف أن البيت ليس مكانها و رعاية الابناء ليست مسؤوليتها وحدها، والمسؤوليات يجب ان تكون مشتركة بينها وبين زوجها ،لكنه لم يكن يفهم.

كانت تائهة ، تتخبط في مكان ليس مكانها ، بحثت عن نصير لها يؤمن بما تؤمن به ، لجأت للام والاخت والصديقة والقريبة، لكن لم يتفهم أحد رغبتها في اللحاق بقطار النجاح والعمل قبل أن يفوتها.اخذت قرارها وحدها، وقررت الخروج من قفص فرض عليها ولم ترتضيه يوما.
اصطدمت بالعيب والتقاليد ، واتهمت بالتمرد ، فهي تطلب الخلاص والحرية في زمن حتى القوانين فيه لم تسعفها ، فالقانون ذكوري والعرف ذكوري والقيم ذكورية.
لتقض سنين حياتها بين أروقة المحاكم وجلساتها المؤجلة، تنتظر حريتها، ولم تنلها ، الا بعد ان صرفت طاقتها وأموالها وسنين حياتها ، لتغرق في عالم جديد ينظر لها نظرة امرأة مختلفة.

نظرة امرأة حلقت خارج السرب.
لتدرك اخيرا، ان للحرية ثمنا غاليا ستستمر بدفعه ما بقيت على قيد الحياة



#لينا_جزراوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديموقراطيتنا.........المزعومة
- الاعلام ...... تآمر على المرأة العربية
- أم حسن ................ والقوانين
- لن تحقق المرأة مساواتها مع الرجل .......... بدون اطار سياسي
- لماذا تثير قضايا المرأة حساسية لدى الرجال ، ولماذا يرفض الرج ...
- لماذا تنشأ المرأة ، أكثر عاطفية، وأقل مهنية من الرجل ،


المزيد.....




- سحر دليجاني المعارضة الإيرانية: الحرب على إيران ليست دفاعًا ...
- أهم تدخلات وزارة شؤون المرأة خلال العام الأول لتولي حكومة د ...
- النساء لا يتملّكن.. مصريات محرومات من حيازة الأراضي الزراعية ...
- فارسين أغابكيان.. أول امرأة تقود الدبلوماسية الفلسطينية
- دراسة: تدمير آثار الملكة حتشبسوت لم يكن بسبب كونها امرأة
- الناشطتان الإيرانيتان نرجس محمدي وشيرين عبادي تطالبان بوقف ف ...
- بليز ميتروويلي أول امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البر ...
- جلسة نقاش عن حلقة بنلف في دواير من بودكاست راقات
- أول امرأة وأفريقية تتولى المنصب.. كيرستي كوفنتري تتسلم المفت ...
- “بالخطوات” التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالجزائر 2025 عبر ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - لينا جزراوي - امرأة من هذا العالم