أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - لينا جزراوي - التحول من الجمعي،، الى الفردي ،،،واستثناء المرأة العربية














المزيد.....

التحول من الجمعي،، الى الفردي ،،،واستثناء المرأة العربية


لينا جزراوي

الحوار المتمدن-العدد: 3597 - 2012 / 1 / 4 - 10:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



ربما ستملي علينا الأحداث التي تشهدها منطقتنا العربية تغيير الكثير من التسميات والمسميات ،وقد لا نبالغ اذا ما قلنا ان الكثير من المفاهيم التي كانت سائدة وتعتبر مسلم بها قد تغيرت اليوم وتغير معها بالتالي الكثير من المعطيات .ولا أدري الى اي مدى يصبح القول صحيحاً أننا نشهد حقبة جديدة ولكن يبقى السؤال ماذا تحمل لنا ؟؟؟
ثمة تغير وتحول وتبدل ،،، ونضوج ،،، لمعظم االقيم الثقافية ، واالسياسية ، والاجتماعية ، والفكرية التي سادت مجتمعاتنا لفترات طويلة وشكلت أنساقه ، هذا التحول والتغير أدى الى اعادة تشكيل هذه الأنساق والمكونات الاجتماعية وقيمها،، فما كنا نراه بالأمس سلبيا قد نراه اليوم ايجابيا،، وما كان مرفوضا في الماضي ، أصبح اليوم مقبولا .
وثمة اجماع بانتقال العالم كله،، ليصبح جزءا من النظام العالمي الجديد ،، بفرديته المطلقة ، التي أضحت شرطا من شروط الانضمام لهذا النظام ،،، فيسعى فيه الفرد الى انتزاع حقوقه من السلطات والجماعات ،، ومن الفضاء الاجتماعي برمته، فانتشرت قيم عالمية مثل الحرية ، والعولمة ، والحداثة ، والحقوق الفردية،، وبرزت كأولوية ،، قيمة العقل الفردي وانتهى عصر العقل الجمعي ، لأن قضية حقوق الأفراد الآن هي جزء أساسي من تركيبة المجتمع الحديث وقيمه، شئنا أم أبينا.
نتحول ضمن القيمة الواحدة للفرد من من منظور الحيز الضيق الى الحيز الأضيق منه ضاربين بعرض الحائط منظومة النمط الاجتماعي بشكله الكلي كجامع لمصالح الأفراد أو على الأقل هكذا عليه ان يكون ، اذن هل هو زمن النمط الفردي قادم مع هبوب رياح التغيير؟؟، أم بإمكاننا القول بأننا في حالة ضمور للفضاء الاجتماعي ،، وما يقاوم هذا الفضاء ويرفضه هو الذات الفردية نفسها التي تتوق للإنعتاق من قبضة اتساع هذا الفضاء الذي لم يعد ليلبي طموحاتها في المضي قدماً في فرديتها وتحت شعارات شتى يأتي في مقدمتها الحرية والعدالة؟؟؟.
فنحن اليوم أمام شكل جديد ، لعالم معولم ، بلغت فيه القضايا الثقافية الفردية أهمية كبرى ، فالعالم لم يعد اجتماعيا ، والدليل على ذلك ضعف الروابط الاجتماعية أو حتى انقطاعها ، وتغير منظومة الأخلاق العامة التي كانت تسود في الماضي لتحل محله منظومة جديدة من الأخلاق والقيم والمفاهيم تشكلت بفعل هذا التحول ، والتي أطلق عليها (آلان تورين) اسم الفردانية المفككة .
فتغيرت وكالات التنشئة الاجتماعية ، من الاجتماعي الى الفرداني ايضا ، ولم تعد المدرسة و البيت والأسرة ، أو حتى المؤسسة الدينية تشكل الثقافة السائدة ، وحلت محلها وكالات التنشئة الجديدة التي شكلها العالم الافتراضي ، نمط حديث منفتح على ثقافات مختلفة وبعيدة ، وانتشرت قيم ثقافية جديدة امتدت لتصل الى الأفراد بمختلف توجهاتهم وقيمهم وصفاتهم، وتؤثر فيهم .
فانتصار القيم الفردية الحديثة أسقط المعايير الأجتماعية السابقة ، وبرز هذا الانتصارعلى السطح بتغلغل العنف بأشكال متعددة في مجتمعاتنا ، وتزايدت المطالبات الثقافية ، بشكلها الطائفي، أو الشخصي، وبدأت المطالبات بحقوق ثقافية لثقافات متعددة، وليدة النمط الجديد .
فاين وصل المطاف بالمرأة ؟؟ وهل أضحت أمواج التغيير تتقاذفها من شاطئ الى آخر ، وكأن شعارات الحرية قد طفت على السطح ولكن لتخرج لنا ماردا ذكوريا يقطف ثمار التغيير المتأتي من الربيع العربي ،، ولا يخصص لها نصيبا من هذا القطاف.
المرأة العربية والذي يفترض أن تكون شريكا أساسيا في هذه المنظومة الحديثة ،، مازالت مجتمعاتنا الشرقية تقاوم فكرة انضمامها الى النمط الجديد ،، ومازال يحصرها في قالب الاجتماعي ،، ويتفرد المجتمع الذكوري بمضامين الفردية الجديدة وقيمها ،، فيرفض شراكتها في ساحات التحرير والميادين العامة وكلنا شاهد على ماحدث في ساحة التحرير في مصر ،، لقد بدأت عملية رفض لهذه الشراكة من داخل النسق الأسري ، وانتشرت الى باقي الأنساق التي يتكون منها المجتمع ،، فتقاوم فردية المرأة أولا برفض تشكيل مساحتها الخاصة بمعزل عن محيط اجتماعي يكون فيه الرجل هو صاحب السلطة والقرار، وتمتد لتشمل أنساق المجتمع كافة.
فقلائل هن النساء اللواتي خرجن لسوق العمل ، لاثبات الذات وتحقيق الاستقلالية ،، وقلائل هن النساء اللواتي يمتلكن سلطة ادارة نتاج عملهن الذي يذهب في الغالب لصالح المحيط الاجتماعي ، وتحت ادارة رأس السلطة الذكورية،،،،، اذن،،،،، فنحن أمام حالة مقاومة حقيقية لفردانية انتشرت في كل العالم وطالت نساءه ورجاله ،، الا المرأة العربية ،،،،،،
فيتطورالعالم ويتغير المجتمع نحو الحداثة وتبقى المرأة العربية تراوح مكانها ،
ان أهم مكونات الحداثة والمجتمع المعولم ، هو الايمان بالعقل ، ثم الاعتراف بحقوق الأفراد ، فالأول شرطا أساسيا لتحقيق الابداع ،، والثاني هو شمول الحقوق لجميع الأفراد ،، مهما كانت أجناسهم وأوصافهم .
لقد خرجت المرأة العربية خارج النظام العالمي الجديد ،، أو أخرجت منه ،،، وفقدت ما يندرج تحته من حريات وحقوق ومساواة ،، ، وثقافة الماضي التي كانت تسرف في الاعلاء من قيمة الرجل والحط من قدر المرأة سقطت سقوطا مروعا ،، وكما يطالب الرجل بالتحرر من النموذج الثقافي القديم الجمعي عليه كذلك أن ينزع من رأسه صورة الجلباب الذي يغطي به المراة من رأسها حتى أخمص قدميها ،عقل ما زالت تتنازعه صور تقليدية بينما صاحبه يدعي انه يعيش زمن الحداثة وانه مساهم فعال في التغيير الحاصل في ساحات الوطن العربي الكبير،فأي تناقض هذا الذي نعيش تفاصيله اليوم؟؟؟ ألم يحن الوقت بعد الى أن يعترف الرجل لنصفه الآخر بالشراكة الكاملة في النموذج الثقافي الجديد ،،، بقيمه وأنساقه الجديدة ،،
عدا عن ذلك ،،، لن يكتمل مشهد بناء الدولة المدنية الحديثة.
وستبقى الصورة ناقصة .



#لينا_جزراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متلازمة العلاقة بين المرأة والرجل في العالم العربي
- سراب امرأة ،،،،، في الشرق
- هل خلقت الحقوق للرجال فقط ؟؟؟؟؟؟
- احتجاجات نسوية ....... مرتقبة
- عقلنة الرغبات والعواطف .......لدى المرأة العربية
- امرأة من هذا العالم
- ديموقراطيتنا.........المزعومة
- الاعلام ...... تآمر على المرأة العربية
- أم حسن ................ والقوانين
- لن تحقق المرأة مساواتها مع الرجل .......... بدون اطار سياسي
- لماذا تثير قضايا المرأة حساسية لدى الرجال ، ولماذا يرفض الرج ...
- لماذا تنشأ المرأة ، أكثر عاطفية، وأقل مهنية من الرجل ،


المزيد.....




- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - لينا جزراوي - التحول من الجمعي،، الى الفردي ،،،واستثناء المرأة العربية