أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مِن القومية الإسلامية إلى القومية المصرية : لماذا ؟















المزيد.....

مِن القومية الإسلامية إلى القومية المصرية : لماذا ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3724 - 2012 / 5 / 11 - 12:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تعبيرالأمة الإسلامية يعنى أنّ الانتماء يكون للدين وليس للوطن ، وهوما عبّرعنه جمال الدين الإيرانى الشهيربالأفغانى إذْ كتب ((لاجنسية للمسلمين إلاّفى دينهم)) (العروة الوثقى 26/7/ 1884) وألحّ كثيرًا فى الترويج لمقولة (الرابطة الدينية) لنفى الانتماء الوطنى فكتب ((هذا ما أرشدنا إليه سيرالمسلمين ، لايتقيدون برابطة الشعوب وعصبيات الأجناس . لهذا نرى المغربى لاينفرمن سلطة التركى. والفارسى يقبل سيادة العربى. والهندى يذعن لرياسة الأفغانى)) (العروة الوثقى 28/8/1884) وجاء بعده حسن البنا وردّد نفس المعنى فقال ((إننا نعتبرحدود الوطنية بالعقيدة وليس بالتخوم الأرضية والحدود الجغرافية. فكل بقعة فيها مسلم وطن عندنا)) والأخطر من ذلك هوالدعوة ل (عالمية الإسلام) فقال ((إنّ كل شبرمن الأرض لنا فيه أخ يدين بالقرآن هو قطعة من الأرض الإسلامية)) (الاسلام السياسى فى مصر- هالة مصطفى- ص 93) وواصل سيد قطب نفس الدعوة فكتب ((المجتمع الإسلامى وحده هوالمجتمع الذى تـُمثل فيه العقيدة رابطة التجمع الأساسية. والذى تـُعتبرفيه العقيدة هى الجنسية التى تجمع بين الأسود والأبيض والعربى والرومى وسائرأجناس الأرض فى أمة واحدة)) واستشهد بحديث للرسول قال فيه عن عصبية الأرض (دعوها إنها منتنة) ثم أضاف سيد قطب (منذ ذلك اليوم لم يعد وطن المسلم هوالأرض، إنما عاد وطنه هودارالإسلام، الدارالتى تـُسيطرعليها عقيدته وتحكم فيها شريعة الله وحدها. الدار التى يأوى إليها ويدافع عنها ويستشهد لحمايتها ومد رقعتها ، وهى دارالإسلام لكل من يدين بالإسلام . والأرض التى لايُهيمن فيها الإسلام ولاتحكم فيها شريعته هى دارالحرب بالقياس إلى المسلم وإلى الذمى المُعاهد ، يُحاربها المسلم ولوكان فيها مولده وفيها قرابته. كذلك حارب محمد مكة وهى مسقط رأسه. وفيها عشيرته وأهله. هذا هوالإسلام . وهذه هى دارالإسلام . لاالأرض ولاالجنس. لقد أطلق الإسلام البشرمن اللصوق بالطين ليتطلعوا إلى السماء. وأطلقهم من قيد الدم ، قيد البهيمة، ليرتفعوا فى عليين)) (معالم فى الطريق- ص120، من 157- 159) وتوالتْ كتابات الجماعات الإسلامية للتأكيد على نفس المعنى : فرض الشريعة الإسلامية على كل سكان كوكبنا من خلال إيمانهم المزدوج : عالمية الإسلام وبالتالى غزوكل شعوب العالم لفرض الإسلام عليهم ، وأنّ الانتماء للدين وليس للوطن.
رغم هذه الحقيقة المُوثقة صرّح أحد غلاة الإسلاميين (الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل) أنه يستعد لتأسيس حزب سياسى باسم (الأمة المصرية) فلماذا هذا الانقلاب : مِن الأمة الإسلامية التى تنبذ الانتماء الوطنى إلى الأمة المصرية ذات المدلول الثقافى والجغرافى والتاريخى ؟
الأمة المصرية (وكذا معظم الشعوب) تعنى أننا إزاء شعب مُتعدد الديانات ولكنه يحمل ثقافة قومية منحته التجانس فى مجمل عاداته وقيمه وأسلوب حياته. شعب يعيش على رقعة جغرافية مُحدّدة الأبعاد ، ولايسمح لأية قوة أنْ تحتل أرضه حتى ولوكان الغزاة يدينون بدين أغلبية الشعب ، كذلك هويرفض أنْ يحتل أرض شعب آخر، وكل هذا على النقيض من دعاة الأمة الإسلامية. فهل الشيخ حازم أبوإسماعيل يعى الفروق الصارخة- شديدة التناقض- بين الأمة الإسلامية والأمة المصرية؟ وإذا كان على وعى بهذه الفروق ، فهل معنى ذلك أنه هو وأتباعه ، من المؤمنين بالمعنى العلمى لمصطلح (الأمة) بمعناه السياسى والثقافى وليس بمعناه الدينى؟ هل يؤمنون بأفكاردعاة القومية المصرية الذين دافعوا عن المعنى العلمى لمفهوم الأمة؟
عن مفهوم الوطن كتب أحمد لطفى السيد ((نشأتُ فى أسرة مصرية صميمة لاتعرف لها إلاّ الوطن المصرى . ولاتعتزإلاّبالمصرية. ولاتنتمى إلاّ إلى مصر)) (قصة حياتى- هيئة الكتاب المصرية- عام 93ص3) ولأنّ مفهوم الوطن راسخ فى عقله ووجدانه لذلك نجد ذات الفكرة تلح عليه فكتب بوضوح أكثر((إننا نحن المصريين نحب بلادنا ولانقبل مطلقـًا أنْ ننتسب إلى وطن غيرمصرمهما كانت أصولنا حجازية أوسورية)) (الجريدة 9/1/1913) وكتب أيضًا ((كنتُ منذ زمن طويل أنادى بأنّ مصرللمصريين. وأنّ المصرى هوالذى لايعرف له وطنـًا آخرغيرمصر. أما الذى له وطنان : يُقيم فى مصرويتخذ له وطنـًا آخرعلى سبيل الاحتياط ، فبعيد عليه أنْ يكون مصريًا بمعنى الكلمة. ولكننى أريد أنْ يتحمّل كل قاطن فى مصرمن الواجبات ما يتحمّله المصريون لتحقيق القومية المصرية. فقد كان من السلف من يقول بأنّ أرض الإسلام وطن لكل المسلمين ، وتلك قاعدة استعمارية تنتفع بها كل أمة مستعمرة تطمع فى توسيع أملاكها ونشرنفوذها كل يوم فيما حولها من البلاد . تلك قاعدة تتمشى مع العنصرالقوى الذى يفتح البلاد باسم الدين . ولهذا أصبحت هذه القاعدة لاحق لها فى البقاء. ولم يبق إلاّ أنْ يحل محلها المذهب الوحيد وهومذهب الوطنية. ولذا كنتُ أدعوللجامعة المصرية. دعوتُ الذين يتبرّمون بالجنسية المصرية التى كسبوها بالإقامة فى مصر، أنْ لايفروا بأحاديثهم وبأعمالهم من الانتساب إلى هذه الجنسية الشريفة. يُقيمون فى مصربأجسادهم ، وعقولهم وقلوبهم تتجه غالبًا خارج حدودها إلى الأوطان التى ضنّتْ عليهم بخيرها . إنّ مصريتنا تقضى علينا أنْ يكون وطننا هو قبلتنا)) (قصة حياتى- من 107- 109) وفى رده على الأصوليين الناسفين للانتماء الوطنى كتب ((الإسلام ليس لمسلم بوطن ، فوحدة الاعتقاد الدينى ليست كافية لإقامة وحدة التضامن الوطنى)) (الجريدة 10/3/1907) وردًا على الذين يخلطون بين الدين والقومية كتب ((إنّ القول بأنّ مصرليست للمصريين فقط ، بل هى وطن لكل مسلم يحل فى أراضيها سواء أكان عثمانيًا أم فرنسيًا أم إنجليزيًا إلخ وعلى ذلك تكون القومية المصرية أوالجنسية المصرية منعدمة. ومتى انعدمتْ القومية فكيف نفهم الاستقلال)) (الجريدة 1/9/1912) وردًا على دعاة الجامعة الإسلامية كتب ((الجامعة الإسلامية لا أثرلها فى مصرولانظن لها وجودًا فى غيرمصر)) (قصة حياتى ص52والجريدة 7/5/1907)
يظن كثيرون أنّ الأفغانى وحده صاحب اختراع (الجامعة الإسلامية) بينما الحقيقة أنّ الإنجليزلهم دورفى ذلك إذْ كتب لطفى السيد ((علمنا التاريخ وطبائع البشرأنه لاشىء يجمع بين الناس إلاّ المنافع . فإذا تناقضتْ المنافع بين قلبينْن استحال عليهما أنْ يجتمعا لمجرد قرابة فى الجنسية أو وحدة فى الدين . وأنّ أبلغ مثال على ذلك هوإنشقاق المسلمين على أنفسهم فى خلافة على بن أبى طالب مما هومشهورومأثور. إنّ أحسن ما قرأنا فى موضوع الجامعة الإسلامية هوما ذكره أ. براون فى خطبته التى ألقاها فى جامعة كمبردج سنة 1903وأبان فيها أنّ الجامعة الإسلامية خرافة ابتدعها دماغ مكاتب التيمس فى فينا)) كما لخص لطفى السيد الخطاب الذى ألقاه لورد كرزون فى كلية (عليكره) فى شهرمايو1901مُشيرًا فيه إلى فوائد الإسلام . وعلق لطفى السيد على ذلك الخطاب قائلا إنه جعل ((الناس يُجمعون على أنّ اللورد أراد أنْ يُصوّرالمصريين ، للإنجليزخصوصًا ولأوروبا عمومًا بصورة أمة غيرقابلة للرقى لتسهل بذلك الموافقة على محو الجنسية المصرية التى يُحاول محوها منذ عامين، لذلك قصد تجسيم الجامعة الإسلامية وعزا لها ما عزا)) (قصة حياتى – 49- 50)
وإذا كان المفهوم العلمى لمعنى الأمة هوأنّ البشريكتبون دستورهم الوضعى الذى يحمى مصالح (كل) أبناء الأمة بغض النظرعن المُعتقد الدينى، فهل تخلى الشيخ حازم وأتباعه عن شعارالإخوان الثابت فى كل أدبياتهم ((الله غايتنا والرسول زعيمنا والقرآن دستورنا)) ؟ ولماذا انقلبوا على ثوابتهم التى ترفض الأحزاب، بمراعاة أنّ حزبين إثنين هما المُعترف بهما : حزب الله وحزب الشيطان ؟ وأنّ (هدف الإخوان المسلمين هوالقضاء على الحزبية) (د. رؤوف شلبى- حسن البنا ومدرسة الإخوان- دارالأنصارعام 78ص441) وهل حزب (الأمة المصرية) بقيادة الأصولى حازم أبوإسماعيل سيؤمن بما قاله عميد الثقافة المصرية (طه حسين) الذى كتب ((من المُحقق أنّ تطورالحياة الإنسانية قضى منذ عهد بعيد بأنّ وحدة الدين ووحدة اللغة لاتصلحان للوحدة السياسية ولاقومًا لتكوين الدولة)) ؟ (صحيفة السياسة 31/12/1923) وإذا كان هؤلاء الأصوليون لايؤمنون بالتعريف العلمى لمعنى (الأمة) فلماذا اختاروا لأنفسهم اسم (الأمة المصرية) ؟ فهل تخلوا عن معتقداتهم الدينية التى لاتؤمن بالانتماء لوطن له تاريخه وجغرافيته وثقافته القومية ، وأنّ الانتماء لديهم للدين فقط ؟ أم أنّ اسم (الأمة المصرية) مجرد ستارلجذب أكبرعدد من شعبنا المؤمنين بخصوصيتنا الثقافية ، واهتزتْ لديهم صورة الأصوليين بعد تصرفاتهم منذ ثورة يناير2011(رَفعْ أعلام السعودية فى ميادين مصر، مع شعارإرفع راسك فوق إنت مسلم- مجرد نموذج) بعد أنْ كان الشعارطوال 18يومًا (إرفع راسك فوق إنت مصرى) فهل سينتبه شعبنا لما يُنصب له من فخاخ ، أم سيظل مُخدرًا فى غيبوبته مُصدّقـًا كل ما يقوله من يتحدّثون باسم الدين ؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة يناير والإبداع الروائى
- الأعياد المصرية : الماضى وآفاق المستقبل
- الطبقة العاملة واليسار المصرى
- مجابهة الأصولية الإسلامية
- التقويم المصرى
- الحضارة المصرية : صراع الأسطورة والتاريخ
- السوداء والمشمية - قصة للأطفال
- الشخصية اليهودية والروح العدوانية
- ثروت عكاشة : دراما العلاقة بين الثقافة والسياسة
- الجذور التاريخية لمأساة الشعب الفلسطينى
- درس من خبرة الحركة الوطنية
- صياغة التعصب الدينى بالإبداع
- دستور وطنى دائم أم شخص الرئيس
- شواطىء العدل والحرية عند رمسيس لبيب
- السفر الأخير - قصة قصيرة
- مجابهة التخلف الحضارى
- الإبداع بين الدراما والسياسة
- أوديسا التعددية الثقافية
- مباراة عصرية فى شد الحبل بين الحرية والدكتاتورية
- دستور سنة 23 وموقف الليبراليين المصريين


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مِن القومية الإسلامية إلى القومية المصرية : لماذا ؟