أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - التقويم المصرى















المزيد.....

التقويم المصرى


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3705 - 2012 / 4 / 22 - 09:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعتقد المصريون الذين تأثروا بالتراث العبرى ، أنّ القومية المصرية تم دفنها فى أحد الأهرامات منذ يوليو 1952 . وبالتالى صدّقوا الخطاب السياسى الأيديولوجى الذى روّج لمقولة أننا نحن المصريين عرب ، بهدف نزع وجداننا المصرى . كذب هذا الظن مصريون (آخرون) مازالوا يؤمنون بمصريتهم ، فنظموا فكرة الاحتفال كل عام بمناسبة بداية السنة المصرية التى تبدأ فى شهر ( توت ) الذى يوافق عادة يوم 11 سبتمبر من كل عام . نفذوا هذه الفكرة منذ عام 2007 إلى عام 2011. وإذا كانت السنة المصرية قد بدأت عام 4242 قبل الميلاد فمعنى ذلك أنّ التقويم المصرى الحالى هو 4242+ 2011= 6253. وفى 1توت القادم (11سيتمبر) تبدأ السنة المصرية العام 6254.

وإذا كانت الثقافة السائدة البائسة قى مصرتتهم تيارالقومية المصرية ب (الشوفينية) و(العنصرية) إلخ فهل قرأوا بعض كتب العالم الجليل أ. أحمد أمين الذى كتب ((العرب أزالوا استقلال فارس. وحكموا مصروالشام والمغرب وأهلها ليسوا عربًا)) وعن وعيه بالخصوصية الثقافية ( = الثقافة القومية) لكل شعب كتب ((واضح أنّ الأمم تختلف فى ميزاتها اختلافًا كالذى بين أفرادها. فهى تختلف فى عاداتها وتجاربها وفى منهج تفكيرها وكفايتها ودرجة عقليتها ومقدارثقافتها وحدّة عواطفها أو هدوئها)) (ضحى الإسلام- ج 1 مكتبة الأسرة عام 97 ص 23 ، 76) ؟
فى هذا الاحتفال السنوى سيعرف شعبنا أنّ جدوده هم الذين وضعوا أسس أول تقويم علمــــــى ( التقويم الشمسى ) الذى تتبعه كافة شعوب العالم المتحضر . وأنّ التقويم الميلادى العالمى مأخوذ من التقويم الجريجورى المأخوذ من التقويم الرومانى المأخوذ من التقويم المصرى (د. إسحق عبيد- حكمة المصريين- مركزالقاهرة لدراسات حقوق الإنسان- 2000 ص 35) .
والجدير بالملاحظة كذلك أنّ معظم شعوب العالم تمتلك تقويمًا خاصًا بها. ولكن بالرغم من ذلك فإنّ التقويم الوحيد المعتمد والذى تتعامل به كل دول العالم وكل المنظمات والهيئات الدولية هو التقويم الميلادى المأخوذ عن التقويم الشمسى المصرى . وإذا كان الفضل يعود إلى جدودنا المصريين القدماء ، وإذا كان لنا نحن الأحفاد أنْ نفخربذلك ونعتزبه ، فإن الأهم هو أنْ نكون جديرين بهذا الانتساب إلى جدودنا. وأنّ تحقيق هذا لن يتم إلاّ بالتطلع إلى المستقبل الذى توضع بذرته فى الحاضر، كما علّمنا حكماء مصرالقديمة فى أدبياتهم التى تركوها لنا لنتعلم منها. ودوّنوها على الجداريات وفى الكتب مثل كتاب (الخروج إلى النهار) وعلى متون الأهرام وفى كتاب (الطريقيْن) إلخ ونظرًا لأهمية هذه الكتب التى كتبوها على ورق البردى ، فقد جمعها علماء علم المصريات وعكفوا على دراستها ، لذلك فإنّ أغلبها محفوظ فى معظم المتاحف الأوروبية .
ومعنى أنّ التقويم المصرى تقويم شمسى ، أنه مرتبط بالزراعة ، حيث يتعذر تنظيم بدء البذر وجمع المحصول وفقًا للتقويم القمرى العبرى – بمراعاة أنّ العبرانيين والعرب يعتمدون على الرعى وليس على الزراعة . وهى حقيقة تتجاهلها الثقافة السائدة فى مصر ، والتى تصرعلى أننا نحن المصريين عرب .
وقد نتج عن تجاهل خصوصيتنا الثقافية ، أنّ معظم الكتاب (المصريين) يكتبون بجانب الشهرالميلادى الشهرالسريانى ، فيكتبون سبتمبر / أيلول إلخ . فإذا كان الكتاب العرب يفعلون هذا (وهو حقهم . بل إننى أحترم وأقدّرتمسكهم بتقويمهم ) فلماذا لايكتب المصريون شهورهم القومية ؟ فيكتبون توت بجانب سبتمبر(كمثال) فإذا كانوا لايعرفونها ، أو يعرفونها ويستحون منها ، فلماذا لايكتفون بالشهور الميلادية ؟ ويبدو غياب الحس القومى بالخصوصية الثقافية المصرية أنّ أغلب الصحف الخاصة تكتب فى صفحتها الأولى التقويميْن الميلادى والهجرى وتتجاهل التقويم المصرى (صحيقة الشروق المصرية نموذجًا) رغم أنّ أصحابها من المفترض أنهم (مصريون)
لقد ذكر د. عبدالحميد يونس أستاذ الأدب الشعبى ، أنّ والدته كانت تحفظ الشهورالقبطيــــــة ( قبطى = مصرى ) جيدًا مع أنها كانت تعيش معه فى القاهرة . وأنّ هذه الشهوردقيقة كل الدقة ومن هنا كان ارتباطها بالزراعة ( كتاب أبعاد الشخصية المصرية بين الماضى والحاضر – هيئة الكتاب المصرية عام 1999 ص 116- إعداد وتقديم طلعت رضوان)
وتتجاهل الثقافة السائدة أنّ الفلاحين المصريين (الأميين) يحفظون هذه الشهور، رغم أنهم لم يدخلوا المدارس . بل إنهم أبدعوا مثلا شعبيًا لكل شهر. ولأنّ شهرطوبة شديد البرودة قالـــوا ((طوبة تخلى الصبية كركوبة)) ولأنّ شهرأمشيرتكثرفيه العواصف الترابية قالوا ((أمشيرأبو الزعابير)) ولأنّ شهربرمهات بداية حصاد معظم المزروعات قالوا ((برمهات روح الغيط وهات)) ولأنّ النهاريكون قصيرًا مع بداية شهركياك قالوا (( كياك حضّر غداك مع عشاك )) وهكذا تجد مثلا شعبيًا لكل شهرمصرى . ومع ملاحظة أنّ أسماء الشهورمستمدة من أسماء الآلهة المصرية .
وتتجاهل الثقافة السائدة أنّ الأميين يعلمون أنّ شدة البرودة تكون فى شهرىْ طوبة وأمشير . وأنّ شدة الحرتكون فى شهرىْ بؤونة وأبيب إلخ . وتتجاهل أيضًا أنّ التقويم الميلادى العالمى يتواكب دائمًا مع التقويم المصرى . فتجد أنّ شهرطوبة يلازمه شهريناير. وأنّ شهرأمشير يلازمه شهرفبراير( مع فروق فى بعض الأيام ) وهى ظاهرة يجب أنْ يعتزبها كل مصرى . وفى زيارة لمعبد آمون اكتشفتْ عالمة المصريات الفرنسية كريستين نوبلكورأنّ العين اليمنى للتمثال هى الشمس والعين اليسرى هى القمر. ومكتوب على التمثال أنّ العين اليسرى (القمر) تستمد نورها من العين اليمنى (الشمس) وكتبتْ أنّ هذه حقيقة علمية فلكية ولم يكتشفها العلماء إلاّ فى نهاية القرن العشرين ، فكيف توصل المصريون القدماء إليها ولم يكن لديهم آلات فلكية مثل آلات العصرالحديث ؟ وقد اعترف العالم الكبيراسحاق نيوتن أنّ المصريين القدماء هم أول من رصدوا النجوم . أما العالم الكبيركوبرنيكوس فقد اعترف بفضل العالمة والفيلسوفة المصرية هيباتيا عليه فى علم الفلك. وهى التى قتلها المسيحيون المتعصبون عام 415 لأنها كانت تعتز بديانة جدودها ولم تعتنق المسيحية. مع أنها كانت تؤمن بحق كل إنسان أنْ يعتقد ما يشاء. وجاء فى معجم الحضارة المصرية الذى وضعه ستة علماء أوروبيون متخصصون فى علم المصريات أنّ علماء الفلك فى العصرالحديث قالوا عن التقويم المصرى أنه هوالتقويم الوحيد الذى عُمل بذكاء فى التاريخ البشرى كله. خاصة وأنهم لم يمتلكوا المنظارالفلكى الذى اخترعه جاليليو عام 1609 ولم يمتلكوا المرصد الضخم الذى اخترعه العالم الأمريكى إدوين باول هابل فى القرن العشرين الذى رصد المجرات الخارجية ومجموعات النجوم .
أعتقد أنّ الاحتفال بالتقويم المصرى أبلغ رد على العروبيين من المصريين . ولكننى أعتقد أيضًا أنّ إحياء فكرة التقويم المصرى لن يكون مؤثرًا إلاّ إذا تبنّت الثقافة السائدة المنهج العلمى لترسيخ خصوصيتنا المصرية . وهوالدورالذى كان يجب أنْ يقوم به الكتاب المصريون ، ولكنهم لم يكتفوا بالتقصير ، وإنما تعمّدوا تشويه الحضارة المصرية ، وأنها حضارة موت وبطش وطغيان وعبودية . فى ترديد ببغاوى لأكاذيب بنى إسرائيل المعادية لجدودنا المصريين . كجزء أصيل ضمن تراجيديا الصراع الحضارى بين الزراعة والصحراء ، كما ذكرت النصوص المصرية القديمة (قصة سنوحى كمثال) وكما يُصوّره الواقع الذى نعيشه الآن فى كل دول العالم.
كما أنّ الاحتفال بالتقويم المصرى لابد أنْ تتبعه احتفالات أخرى . مثل عيد الربيع المصرى ( شم النسيم ) وفيضان النيل إلخ . كما أرى أنّ من الاحتفالات المهمة ، الاحتفال الذى اقترحه الكاتب أ. محمد صالح الذى كتب (( لست أعرف لماذا لم نفكرحتى الآن فى أنْ يكون يوم اكتشاف سر اللغة الهيروغليفية وحل رموزها عيدًا قوميًا لمصر. باعتبارأنّ ذلك هوالحدث الذى كشف حقيقة الحضارة المصرية ووضعها فى مرتبة أعلى عن سواها )) ( أهـــــــــرام – 21 / 9 / 2002 ص 10 ) اقتراح أ. محمد صالح يؤكد أنّ ما يكبس ويغطى على (القومية المصرية) قشرة رقيقة يسهل إزالتها . ولكن هذه المهمة ( أى إزالة القشرة ) تتطلب إعادة النظر فى مناهج التعليم وفى برامج الإعلام ، لخلق جيل جديد من المصريين يعرفون جذورهم وتراثهم، وبالتالى يتمكنون من الرد العلمى على لغة الخطابة السياسية التى روّجت لمقولة (تعريب مصر) كما يتمكنون من الرد على أكاذيب بنى إسرائيل الذين يزعمون أنهم بناة الحضارة المصرية .
*******
E mail : [email protected]



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحضارة المصرية : صراع الأسطورة والتاريخ
- السوداء والمشمية - قصة للأطفال
- الشخصية اليهودية والروح العدوانية
- ثروت عكاشة : دراما العلاقة بين الثقافة والسياسة
- الجذور التاريخية لمأساة الشعب الفلسطينى
- درس من خبرة الحركة الوطنية
- صياغة التعصب الدينى بالإبداع
- دستور وطنى دائم أم شخص الرئيس
- شواطىء العدل والحرية عند رمسيس لبيب
- السفر الأخير - قصة قصيرة
- مجابهة التخلف الحضارى
- الإبداع بين الدراما والسياسة
- أوديسا التعددية الثقافية
- مباراة عصرية فى شد الحبل بين الحرية والدكتاتورية
- دستور سنة 23 وموقف الليبراليين المصريين
- قصة (بعد صلاة الجمعة) والفكر الأصولى
- إبراهيم أصلان والكتابة بلغة فن الهمس
- محجوب عمر والترانسفير الصهيونى
- نداء الحرية فى مواجهة بطش العسكر
- العلاقة بين التدين والإبداع الشعبى


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - التقويم المصرى