أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مجابهة التخلف الحضارى















المزيد.....

مجابهة التخلف الحضارى


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3685 - 2012 / 4 / 1 - 11:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مجابهة التخلف الحضارى فى أركيولوجيا العقل العربى
للمفكرشوقى جلال

طرح المفكروالمترجم أ. شوقى جلال فى أكثرمن كتاب رؤيته للنهضة والخروج من المأزق الحضارى الذى تعانى منه مصروالدول العربية. وفى أحدث كتاب له (أركيولوجيا العقل العربى) الصادرعن دارالعين للنشر2009 يستهله برصد أسباب التخلف وعوامل النهضة ، إذْ أنّ الانسان فى المجتمعات المتخلفة يُسلّم إرادته للسماء إلى حد النفى ، بينما تجربة الشعوب المتقدمة أثبتتْ إتساع مساحة إرادة الإنسان ومسئوليته لإحداث فعل النهضة. وهذا لايعنى إنكاردورالسماء ولكن للتأكيد على دورالعقل المبدع والمتجدد للإنسان فى توجيه شئون الدنيا وهوما يُعرف بالعلمانية.
ويتضافرمع دورالعقل المبدع تعظيم دورالخصوصية الثقافية لكل شعب ، لأنّ المجتمع الذى يفقد خصوصيته تغدوحياته ((تكاثرًا أميبيًا وإطرادًا عفويًا سقطتْ عنه إرادة الفعل)) وإذا كان البشرفى كل المجتمعات الإنسانية يستخدمون ذات المناهج العلمية والمعادلات الرياضية ، فإنّ ((كل حضارة لها خصوصيتها الثقافية)) (ص 18، 179) وبناءً على ذلك فإنّ التعبيرالدينى فى المجتمع البدوى مغايرللتعبيرالدينى فى المجتمع الزراعى المستقروهومايعنى أنّ الوعى الاجتماعى الدينى فى المجتمعات الإسلامية متباين وليس كما يظن البعض أنه خصوصية واحدة. فالمجتمع الزراعى الذى عرف الاستقرارعرف- بالتالى- مفهوم (الوطن) بينما المجتمع البدوى الذى عرف الترحال لايعرف المؤسسات المستقرة ولا الوطن. وأنّ الانتماء يكون لعقيدة وليس إلى وطن. وليس غريبًا أنْ نجد الدعوات المنبثقة عن هذه البيئة تناهض دائمًا الانتماء للوطن وتؤكد الانتماء للعقيدة. ومع ملاحظة أنّ هذا التصورتغيّرمن حيث الشكل بعد ظهورالنفط حيث اقترن بالاستقرارالاجتماعى نتيجة متغير اقتصادى (ص 25، 26).
وإذا كانتْ خصوصية كل شعب يُلخصها التعريف العلمى لمفهوم الثقافة القومية ، أى مجموع أنساق القيم التى أبدعها شعب من الشعوب عبرتاريخه الممتد ، وإذا كان الدين الواحد يصطبغ بالثقافة القومية ، لذلك وُجد (الإسلام المصرى) و(الإسلام الباكستانى) إلخ إزاء هذه الحقيقة كان أ. شوقى جلال محقًا عندما نصّ على أنه من الخطأ القول أنّ الخصوصية أوالهوية القومية مطلقة مثل القول بوجود (أمة إسلامية) لها هوية واحدة مطلقة ((ونلحظ هنا إغراقًا فى المطلقات ، إذْ كلمة (أمة) مطلقة دون اعتبارللزمان والمكان والتاريخ الاجتماعى. ويكشف هذا عن وجه أيديولوجى سياسى غيرعلمى فى طرح القضية.. ودعوة إلى ردة سلفية)) (27- 28).
ترتّب على ذلك أنْ ساد المجتمعات العربية الانحطاط الحضارى والقهروالاستبداد وأصبح الشيوخ هم حفظة وسدنة النص وهم عقل الأمة ومرجعها فى كل شئون الدنيا والآخرة. ولذا فإنّ ثقافة النص هى ثقافة التسلط والخضوع والتبعية. وبالتالى تُكرّس للشرالمطلق ، أى الطاعة المطلقة التى هى آفة وسرطان أى تقدم. فالطاعة المطلقة تقضى على أهم سمة للإنسان وهى قدرة الجدل مع الواقع ، وهذا الجدل لايتم إلاّ بواسطة (الشك) و(النقد) إذْ أثبتتْ تجارب الشعوب أنّ هاتين الملكتين (الشك والنقد) كانتا رافعة التقدم وبهما تطوّرتْ المجتمعات الإنسانية من مرحلة إلى مرحلة أرقى. وإذا كان الإيمان بالنسبى يعنى التعددية الخلاقة ، فإنّ الإيمان بالمطلق يعنى الأحادية التى تُرسخ للجمود والثبات والتخلف. لذلك يُصرأ. شوقى جلال على أنّ الانطلاق الحقيقى للحضارة مؤسس على نظرة نقدية تُدعم مشروع النهضة وتُسلحنا برؤية علمية عن ال (نحن) فى التاريخ وعيوننا على المستقبل ، وليس ال (نحن) فى المطلق الذى يُكرّس للثبات وبالتالى نكون تكرارًا ممسوخًا للسلف (من 31- 34).
والمجتمعات التى تعيش شعوبها بلارؤية وبلامشاركة لخطط المستقبل ، يراها علماء الاجتماع أشبه بالقطيع الذى يسوقه (راعٍ) مطلق السيادة على رعيته. فماذا عن الشعوب الرافضة لنمط القطيع والمشاركة- مع الحكام- فى النهضة ؟ عن هذا السؤال ينقل أ. شوقى ماكتبه كارل مانهايم ((يكون وجود المجتمع ممكنًا لأنّ أبناءه يحملون فى رؤوسهم صورة مشتركة عن هذا المجتمع.. تاريخًا وحاضرًا ومستقبلا)) (ص 39) والنهضة تعنى الوعى بمفردات الحضارة التى هى إبداع اجتماعى من شقين : مادى (أدوات وآلات الخ) ومعنوى (الاطارالفكرى والقيمى) وأثبتتْ تجارب الشعوب أنّ النجاح ارتبط بعمليات التخصيب المتبادل من خلال التفاعل مع الثقافات الأخرى ، بشرط أنْ تكون من موقع قوة الفاعلة الإبداعية الانتاجية. ولتحقيق ذلك يتطلب الوعى بصورة الذات عن الآخروصورة الآخرعن الذات ، وهذا الوعى هونوع من الجدل له شروطه الوجودية والحضارية ، مع استبعاد جرثومة الهيمنة التى توهم الذات بحق التميز. وأنّ الوعى بالوجود والوعى بالذات هوعلة الحركة الجدلية بين الذات وال (هو) أوالأنا والآخر. ومهما كان التناقض ، إلاّ أنه لايصل إلى حد الافناء ، لأنّ إفناء الآخرإفناء للوعى الوجودى للذات. ومن هنا أرى نفسى وأعى وجودى والعالم من خلال الآخر. إنه المرآة النقدية التأملية (من 40- 43) كلمات أ. شوقى جلال ذكرتنى بما قاله الفيلسوف هيجل الذى كتب ((أنْ تقتل فإنما تقتل نفسك)) إذْ أنّ فعل (القتل) الذى يبدوأنه حماية للذات (فلامفرللقاتل من أنْ يرى نفسه مقتولا فى ذات القتيل).
يرى أ. شوقى جلال أنّ (الذات) العربية مازالت تعيش داخل (قبو) التراث السلفى الذى يحجب عنها رؤية (الآخر) المختلف. واعتمد فى الفصل الأخيرعلى (إعلان المبادىء الصادرعن القمة العالمية لمجتمع المعلومات- جنيف 2003 وتونس 2005 الذى رصد إتساع الهوة بين العرب والتقدم ، فبينما تُخصص الدول العربية (كلها) حوالى نصف % من دخلها القومى للبحث العلمى (أغلبه مرتبات) فإنّ كوريا الجنوبية تُخصص 2,5% وإسرائيل 3% وأمريكا 3% ويطبع العرب (كلهم) حوالى 6آلاف كتاب (ترجمة وتأليفًا) فى السنة ، أى أقل من 2% على مستوى العالم ولاتزيد إصدارات العرب (كلهم) فى الترجمة عن 350 عنوانًا فى السنة بينما تُصدرإسرائيل 450 عنوانًا مترجمًا فى السنة. وتُترجم إسبانيا أكثرمن عشرة آلاف عنوان فى السنة يُلاحظ فيها الإهتمام بالعلم. يؤكد أ. شوقى أنّ النهضة لن تتحقق إلاّ فى وطن حر والوطن الحرلايوجد إلاّ بوجود المواطن الحر. والمواطن الحرلايوجد إلاّ فى مجتمع عقلانى ينبذ الثبات ويرفض تقديس تراث السلف ويحارب المطلق والأحادية لتعظيم النسبى والتعددية. ويكون المدخل لذلك مناهج تعليم وبرامج إعلام تتخلى عن (التلقين) وتقديس (النص) لتفسح المجال للعقل الناقد الذى ينطلق من (الشك) قبل التسليم العاطفى أوالعقيدى أوالأيديولوجى. وكان المؤلف موفقًا وهويُصدّر كتابه بكلمات (دانييل دنيت) الذى قال ((النوع الإنسانى هومن اكتشف الشك. يتساءل عن المستقبل. يُراجع تقديراته وحساباته. يدفعنا الشك إلى البحث عن علاج. عن التماس وسيلة للحقيقة. لهذا اخترعنا (نحن البشر) الثقافة)) أما أ. شوقى جلال فأهدى كتابه إلى ((من يعتمدون حرية الفكروالشك والاختلاف حقًا إنسانيًا مشروعًا مع الخطوعلى طريق البحث والتجديد والتمكين)).
*****



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإبداع بين الدراما والسياسة
- أوديسا التعددية الثقافية
- مباراة عصرية فى شد الحبل بين الحرية والدكتاتورية
- دستور سنة 23 وموقف الليبراليين المصريين
- قصة (بعد صلاة الجمعة) والفكر الأصولى
- إبراهيم أصلان والكتابة بلغة فن الهمس
- محجوب عمر والترانسفير الصهيونى
- نداء الحرية فى مواجهة بطش العسكر
- العلاقة بين التدين والإبداع الشعبى
- الروائى الأيرلندى جيمس جويس واليهود
- الصحافة المصرية وحجب المعلومات
- الدبلوماسية المصرية بعد يوليو52
- الآثاروالسياحة واللغة المصرية القديمة
- بورتريه لإنسان لا أعرفه
- أخناتون بين التوحيد والتفريط فى حدود الوطن
- فتاة صينية (مشهد واقعى)
- روبابيكيا ( مشهد من الحياة)
- الشروط الموضوعية لتحدى الإدارة الأمريكية
- عادل وحلم الطيران- قصة للأطفال
- صديقان - قصة للأطفال


المزيد.....




- بسبب وصف المحرقة بـ-الأسطورة-.. احتجاج يهودي في هنغاريا
- شاهد.. رئيس وزراء العراق يستقبل وفد المجمع العالمي للتقريب ب ...
- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - مجابهة التخلف الحضارى