أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - طلعت رضوان - الصحافة المصرية وحجب المعلومات















المزيد.....

الصحافة المصرية وحجب المعلومات


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3673 - 2012 / 3 / 20 - 08:20
المحور: الصحافة والاعلام
    



رغم إحتلال الإنجليزلمصر، تخلّق تيارليبرالى فى الصحافة المصرية حقق رؤية لطفى السيد الذى وصف الصحافة بأنها ((صانعة الرأى العام وهى الحكومة الحقيقية للبلاد المتمدنة)) إلى أنْ جاء ضباط يوليو52 فتحوّلت الصحافة إلى أداة لترويج سلطة الضباط . واذا كانت الصحافة لا تتمكن من ممارسة دورها إلاّ فى ظل الديموقراطية ، فإنّ ضباط يوليو كان لهم رأى آخرمنذ الأيام الأولى : مذبحة كفرالدوار فى أغسطس 52 ومذبحة الحرية فى 17 يناير53 بصدوربيان ((حل جميع الأحزاب السياسية ومصادرة جميع أموالها لصالح الشعب)) وترتب على ذلك حرمان الشعب من الصحف الحزبية. وفى يوم 5/4/54 صدرقرار(تطهيرالصحافة) وفى يوم 14/4/54 صدرقرار(حل مجلس نقابة الصحفيين) .
واذا كان اغتيال حرية الصحافة تم فى يوليو52 فإنّ أ. كارم يحيى فى كتابه (حرية الصحافة) الصادرعن دارالمحروسة ركّزعلى عدة محاورمثل سيطرة الدولة على الصحافة فى ((بلد يجرى حكمه باسم حزب واحد منذ أكثرمن نصف قرن)) ابتداءً من هيئة التحرير. والضربة القاتلة كانت بالقانون رقم 156 لسنة 60 المسمى بقانون تنظيم الصحافة (= تكميم الصحافة) حيث آلت حقوق أصحاب الصحف الخاصة إلى الإتحاد الاشتراكى ثم مجلس الشورى. وعن محورالرقابة على الصحف أشارإلى البداية حيث الرقيب الرسمى (ضابط الجيش) الذى ابتدعه ضباط يوليولقمع أى صوت حروهوما رصده أحد الصحفيين الليبراليين حيث قال عن عبدالناصرأنّ الحرية دخلت فى قفص حديدى ((وذلك باختيارشخصيات صحفية لها مواصفات معينة لرياسة المؤسسات الصحفية بحيث تكون لها القدرة على فرض حظرالنشرعلى كل ما يتصل بالانحراف. ثم إمتد الحظرإلى أى نقد سياسى أو غيرسياسى)) واذا كان السادات ألغى الرقيب ضابط الجيش ، فقد ابتدع رقيبًا أشد قسوة هورئيس مجلس الإدارة والتحرير. هذا بخلاف مكتب الصحافة التابع لوزارة الإعلام الذى يُصدر التعليمات بحظرالنشرفى بعض الأمورالتى تهم الرأى العام. وفى هذا المحورتعرض المؤلف لظاهرة القبض على الصحفيين فى قضايا النشروظاهرة مصادرة الصحف .
تناول المؤلف ظاهرة ترويض الصحفى وأنّ البداية كانت عام 64 عندما استخدم عبدالناصر الكتاب اليساريين فى الصحف القومية للترويج للاشتراكية العربية. وتلى ذلك سطوة تقاريرالأمن ((لقتل نزعة الاستقلال فى الضمائر)) وكان مكتب زكريا محيى الدين وزيرالداخلية من الجهات المنوط بها تشغيل اليساريين الخارجين من المعتقلات. وحكى عدد كبيرمنهم للمؤلف وقائع مؤلمة فى انتظارالموافقة على تشغيلهم. ومن أساليب الترويض تكريس قاعدة آلية الوساطة التى نفذها ضباط يوليوفى الحياة المدنية. وترتب على هذه الآلية أنْ يكون (الجهل والبلادة) أهم مؤهلات التعيين فى الصحف القومية لصناعة الصحفى المطيع. ووصل البطش إلى حد أنّ عقْد العمل يكون مقترنًا بالتوقيع على استقالة مسبقة وعلى بياض ليصبح هذا الصك ضمانة أكيدة للطاعة المطلقة. وحتى أحزاب المعارضة ((باتت تقوم على آليات الاستبداد والفساد السائدين)) ونقل شهادة مهمة للراحل الجليل أ. صلاح حافظ ذكرفيها أنّ ((الصحافة أصبحت تهتم برضاء الحاكم على حساب القارىء وحتى على حساب تقاليد المهنة)) فى حين أنّ الصحافة المصرية قبل يوليو52 كانت ((تطورتقاليد المهنة وتنتقل بها من صحافة الرأى إلى صحافة الخبر)) .
وعن سطوة امبراطورية الإعلان استشهد بمقال أ. فهمى هويدى (صحفيون للبيع) فى صحيفة الوفد عن ((شيوع تقاضى الصحفيين لمرتبات ومكافآت من الوزارات والشركات ورجال الأعمال إلى حد تورط نحومائتى صحفى من مؤسسة قومية واحدة)) وكتب أ. أحمد بهاء الدين عن الشيخ شمس الدين الفاسى الذى أغدق على الصحفيين هباته وأغرق المجلات والصحف بحملاته الإعلانية. وهذا المقال أثارمسئولين كبارفى الأهرام. أما شركات توظيف الأموال فقد أردفت ملايين الجنيهات بكشوف البركة للإعلانات لدفع مبالغ مالية على مدى سنوات لشخصيات عامة مؤثرة فى الرأى العام بما فى ذلك نفرمن كبارالصحفيين. وهوما أدى إلى خداع المودعين . وتصل سطوة من يُسمون رجال أعمال إلى حد أنْ استضاف أحدهم نحوأربعين صحفيًا من صحف قومية وحزبية على طائرة خاصة طافت بهم على عدد من الدول الأوروبية ، أثناء خوضه انتخابات مجلس الشعب عام 2000 وكان من بينهم تسعة من صحيفة قومية واحدة.
وعن ظاهرة اختراق الصحافة كتب أنّ السفيرالأمريكى فى القاهرة بلغ من الجرأة أنْ ينشرفى الأهرام توجيهًا بتشديد الرقابة على مايُنشرفى المطبوعات المصرية. ورصد ظاهرة تكليف الصحفيين بالترويج لقادة وحكومات بعض الدول أوالعكس تشويه البعض الآخر. وهى ظاهرة بدأت فى عهد عبدالناصرحيث عرفت الصحافة وقتها نوعًا من التوظيف الدعائى والمخابراتى فى خدمة مايسمى السياسات القومية. ووصل الأمرإلى حد إتهام المعارضين للسياسة الخارجية بالخيانة. وفى عهد السادات نما هذا الداء وبرزنوع من محررى الشئون العربية تفوح من كتاباتهم رائحة بترول هذه الدولة أوتلك من خلال نفاق ممجوج للأمراء والقادة العرب ، مقابل تلقى الهدايا وقبض الشيكات. واشتهرنفرمن كباركتاب الشئون العربية يُمثلون مدرسة (الكتابة مدفوعة الأجر) وضرب مثلا بالدفاع عن العراق ضد إيران (1980- 1988) ثم انقلاب الصحافة المصرية على النظام العراقى مع غزوه للكويت عام 90. وأنه يتم تجنيد صحف حزبية وخاصة لخدمة سياسة بعض الدول حتى لوأخفت عورتها برطانة عروبية. وأشارإلى ماكتبه سلامة موسى عن ((رذيلة خداع القراء)) وشخص أعراضها فى ((تحول الصحيفة إلى وسيلة لنشرالأوهام والجهالات)) ورصد المؤلف ظاهرة التضليل فى الصحافة المصرية الذى تسبب فى التضحية بسلامة المصريين وبمصالحهم. وتحت وطأة رقابة بغيضة جرى حجب مايلحق بالمصريين ضحايا الحروب والقمع والتمييزفى العراق ودول الخليج. وأشارإلى دراسة د. إيناس أبويوسف التى ذكرت فيها أنّ الإعلانات الواردة من دول عربية تُشكل ضغطًا على نشرالأخبار.
أما نقابة الصحفيين فهى مؤسسة بيروقراطية بسبب منصب النقيب الذى يجب أنْ يكون (كقاعدة) رئيس مجلس الإدارة والتحريرلإحدى الصحف القومية الخاضعة لمجلس الشورى الخاضع لرئيس الدولة. وهذا النقيب لعب دورالسمسارفهويبيع السلطة للصحفيين ببيع الوهم لهم المتمثل فى قدرته على التوسط لدى سلطة الدولة كى تجرى معاملتهم كفئة مميزة وعلى منع المزيد من أذى آلة قمعها. واذا كان باع السلطة للصحفيين فهوفى حقيقة الأمرباع الصحفيين للسلطة. وذكرأنّ انتخاب أ. جلال عارف من خارج مرشحى الحكومة هوظرف استثنائى .
وعن قانون الطوارىء ذكرأنه مطبق فى مصرمنذ عام 1981 فى حين أنّ حالة الطوارىء مفروضة منذ يوليو52 حتى الآن باستثناء خمس سنوات ، وفيها تم تطبيع أحكام الطوارىء ذات الطبيعة الاستثنائية عن طريق دسها فى القوانين العادية. فى حين أنّ مصرتحت الإحتلال وفى الفترة من 1923 إلى يوليو52 فإنّ الأحكام العرفية (الطوارىء) لم تُطبق إلاّ لمدة 8 سنوات و7 أشهروأنّ التطبيق لايكون إلاّ فى حالتين على سبيل الحصر1- غزوأجنبى مسلح 2- اضطرابات داخلية. أما بعد يوليو52 فقد زادت هذه الحالات إلى خمس (أحمد شرف الدين المحامى- مجلة الطريق ديسمبر2004) ذكرتُ تلك الملحوظة مراعاة للدقة التى يتميزبها هذا الكتاب ، لدرجة أنّ الهوامش تكاد تكون جزءًا من المتن. وهوما يُفصح عن أنّ أ. كارم يحيى لديه الكثيرعن خفايا الصحافة المصرية التى يغلب على معظمها العداء للحرية .
*****



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدبلوماسية المصرية بعد يوليو52
- الآثاروالسياحة واللغة المصرية القديمة
- بورتريه لإنسان لا أعرفه
- أخناتون بين التوحيد والتفريط فى حدود الوطن
- فتاة صينية (مشهد واقعى)
- روبابيكيا ( مشهد من الحياة)
- الشروط الموضوعية لتحدى الإدارة الأمريكية
- عادل وحلم الطيران- قصة للأطفال
- صديقان - قصة للأطفال
- من يفتح الباب - قصة للأطفال
- السياسة والإبداع
- تاريخ مصرمن ساويرس إلى عبدالعزيزجمال
- هديل الحمام - قصة للأطفال
- نزوات الموج - قصة قصيرة
- ميتافيزيقا الاستشراق
- الإعلام العروبى والإسلامى : إيران نموذجًا
- توأم الروح - قصة قصيرة
- المرأة المصرية والعربية بعد الثورات
- قارئة ودع - قصة قصيرة
- موسيقى من السماء - قصة للأطفال


المزيد.....




- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...
- جميع الإصابات -مباشرة-..-حزب الله- اللبناني ينشر ملخص عمليات ...
- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- -بوليتيكو-: شي جين بينغ سيقوم بأول زيارة له لفرنسا بعد -كوفي ...
- كيم جونغ أون يشرف بشكل شخصي على تدريب رماية باستخدام منصات ص ...
- دمشق: دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي استهدف ريف دمشق
- هبوط اضطراري لطائرة مسيرة أمريكية في بولندا بعد فقدان الاتصا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - طلعت رضوان - الصحافة المصرية وحجب المعلومات