أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - درس من خبرة الحركة الوطنية














المزيد.....

درس من خبرة الحركة الوطنية


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3691 - 2012 / 4 / 7 - 11:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عريان يوسف سعد
درس من خبرة الحركة الوطنية المصرية

يُعتبرالمناضل المصرى عريان يوسف سعد من الشخصيات الوطنية المهمة فى تاريخنا المصرى الحديث ، ومع ذلك تندرالكتابة عنه ، رغم أنّ ماقام به هووزملاؤه عام 1919 يُعد مرجعية مهمة لفهم خبرة الحركة الوطنية المصرية.
بعد مقتل بطرس باشا غالى ناظرالنظارعلى يد إبراهيم الوردانى عام 1910 حرّك الإنجليز مظاهرة من بعض المتعصبين دينيًا وهتفوا ((تسلم يمين الوردانى اللى قتل بطرس النصرانى)) أى أنّ الوردانى قتل بطرس باشا لمجرد أنه مسيحى وليس بسبب مواقفه السياسية. ولأنّ شعبنا فى ذاك الوقت كان يؤمن بالتعددية ، وأنّ الدين شىء ذاتى لايجب إقحامه فى السياسة ، لذلك خرجت مظاهرات مغايرة وعفوية تهتف ((تسلم إيد الوردانى اللى قتل بطرس البريطانى)) للتأكيد على أنّ القتل كان لأسباب وطنية وليست دينية. وهومااستفاد منه المصريون عام 19 .
فى يوم 21 /11/1919 أسند الإنجليزرئاسة الوزارة إلى يوسف باشا وهبه. أدرك الوطنيون خطورة هذا الاختيارفكتب (سينوت حنا) عدة مقالات عنيفة ضد يوسف باشا وهبه لقبوله تشكيل الوزارة. وكتب (ويصا واصف) فى (الجورنال دى كير) يُنبّهه إلى الأهمية التاريخية للكسب الذى حققه المصريون بالثورة. وخاطب الإنجليزقائلا ((كمصرى أقول لكم مايُجمع عليه جميع مواطنىّ من قبط ومسلمين : لن تحكمونا بغيرالبنادق)) وقال ليوسف باشا وهبه إنه يتحمل مسئولية فعلته أمام السلالات القادمة وأنه لايُمثل القبط ولايُعبرعن أمانيهم. أما الوطنى الكبيرعبد الرحمن فهمى فقد صحب ستة من زملائه إلى الكنيسة يوم 23 وشاركهم فى تألمهم. وأكدّ لهم أنه لن يحدث أى فتورفى علاقاتهم. وأنه إذا وُجد من بينهم خائن قبل الوزارة ، فقد وُجد من المسلمين سبعة مثله قبلوا الوزارة معه. ونظرًا لأنّ يوسف باشا وهبه ومن معه رفضوا التراجع عن قبول الوزارة التى فرضها الإنجليز، قرّرتْ الحركة الوطنية اغتيال يوسف باشا. تطوّع عريان يوسف سعد (المسيحى) لاغتيال تلك الشخصية المسيحية الشهيرة.
قبل مرورشهرعلى تشكيل الوزارة ، جلس الشاب عريان فى مقهى (ريش) وعندما رأى سيارة يوسف باشا تمرمن ميدان سليمان باشا ألقى عليها قنبلتين إنفجرتا ولم تحدث خسائرفى الأرواح ، ونجا يوسف باشا من محاولة اغتياله. تم القبض على الشاب (عريان) وهويهتف (يحيا الوطن) وتبيّن أنه طالب فى كلية الطب واسمه بالكامل عريان يوسف سعد (ابن يوسف بك سعد من ميت غمر) اعترف عريان بارتكابه الحادث لدوافع وطنية. ولأنّ من قام بمحاولة الاغتيال مسيحى الديانة والمستهدف من نفس ديانته ، لذلك أفسد (عريان) المخطط الإنجليزى لوأنّ شابًا مسلمًا هو الذى قام بمحاولة الاغتيال. وتكون فرصة للإنجليزلوصم شعبنا بالتعصب الدينى.
فشل البوليس فى العثورعلى أى تنظيم سرى يكون وراء محاولة الاغتيال. وفشل المحققون فى انتزاع أية معلومات من الشاب عريان لمعرفة من وراء هذا الحادث. وأثبتتْ أوراق التحقيق أنّ (عريان) أثناء التحقيق معه كان شديد الثقة بنفسه وأعلن أنه مسئول عن محاولة الاغتيال وأنّ ليس له شركاء ، رغم أنّ التحريات أثبتتْ (بعد ذلك) وجود شبهة علاقة بينه وبين زميلين له بكلية الطب هما (تادرس المنقبادى) ، (جورج شحاته) تم القبض عليهما ثم أفرج عنهما سريعًا. حُكم على (عريان) بعشرسنوات أشعال شاقة. وأظهرت الوثائق التاريخية بعد ذلك أنه كان عضوًا فى التنظيم السرى لحزب الوفد الذى يتزعمه الوطنى الكبيرعبدالرحمن فهمى. وأنه هوالذى تطوّع من تلقاء نفسه لاغتيال يوسف باشا وهبه ، حتى لايُساء استخدام الحادث وتأويله لوأنّ مسلمًا هو الذى نفذ التكليف بالاغتيال (لمزيد من التفاصيل أنظر: أ. طارق البشرى "المسلمون والأقباط فى إطارالجماعة الوطنية"- هيئة الكتاب المصرية- عام 1980 من ص 154- 157).
إننى أرفض أسلوب الاغتيال ، وبالتالى ضد أسلوب التصفية الجسدية لأية شخصية تتعامل مع المحتل. وأرى تطبيق الأشكال الأخرى من النضال السياسى التى تُحقق الهدف : تعرية وعزل الشخصيات المتواطئة أوالمتعاونة مع الغزاة المحتلين. وإنما استهدفتُ من مقالى هذا التأكيد على وعى جدودنا المصريين الذين شاركوا فى ثورة برمهات / مارس 19 الثورة لتى يعتبرها المؤرخون أعظم ثورة ضد الاستعمارالبريطانى فى الشرق الأوسط فى القرن العشرين. من بين جدودنا عريان يوسف سعد وعبدالرحمن فهمى وباقى أعضاء التنظيم السرى للوفد ، الذين فوّتوا على الإنجليزفرصة استغلال الدين فى النضال السياسى. وخلاصة الدرس هو: أنّ اغتيال بطرس باشا عام 1910 على يد إبراهيم الوردانى ، كان رصيدًا مهمًا فى عقل ووجدان الحركة الوطنية عام 19 وهى تُقرّراغتيال يوسف باشا وهبه (المسيحى) على يد عريان (المسيحى) أى أنّ رصيد خبرة الحركة الوطنية حىٌ فى الذاكرة القومية للمصريين ، وأنّ المسألة الوطنية- لاالدين- هى التى وحّدتْ المصريين أبناء الشعب الواحد ، الممتلىء وجدانه بثقافة قومية واحدة وتراث واحد. وفى تحليله الثاقب كتب لويس عوض أنّ ((يوسف باشا وهبه الذى أختير رئيسًا للوزراء ليقضى على ثورة 19 ، كان قبل ذلك بستة وثلاثين عامًا قد عُيّن سكرتيرًا للجنة التحقيق مع العرابيين فى 1883 ، أى أنّ أعداء الثورة العرابية كانوا لايزالون يطاردون ثوار19)) (أوراق العمر- ص 122- 123) فى ظل هذا الزخم الوطنى الذى رسّخ لحقيقة أنّ الولاء للوطن يسبق الولاء للدين ، لم تكن مصادفة أنْ يغنى خالد الذكر(سيد درويش) والشعب يُغنى معه ((اللى تجمعهم أوطانهم .. عمرالأديان ما تفرّقهم)).
******



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صياغة التعصب الدينى بالإبداع
- دستور وطنى دائم أم شخص الرئيس
- شواطىء العدل والحرية عند رمسيس لبيب
- السفر الأخير - قصة قصيرة
- مجابهة التخلف الحضارى
- الإبداع بين الدراما والسياسة
- أوديسا التعددية الثقافية
- مباراة عصرية فى شد الحبل بين الحرية والدكتاتورية
- دستور سنة 23 وموقف الليبراليين المصريين
- قصة (بعد صلاة الجمعة) والفكر الأصولى
- إبراهيم أصلان والكتابة بلغة فن الهمس
- محجوب عمر والترانسفير الصهيونى
- نداء الحرية فى مواجهة بطش العسكر
- العلاقة بين التدين والإبداع الشعبى
- الروائى الأيرلندى جيمس جويس واليهود
- الصحافة المصرية وحجب المعلومات
- الدبلوماسية المصرية بعد يوليو52
- الآثاروالسياحة واللغة المصرية القديمة
- بورتريه لإنسان لا أعرفه
- أخناتون بين التوحيد والتفريط فى حدود الوطن


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - درس من خبرة الحركة الوطنية