أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الحضارة المصرية : صراع الأسطورة والتاريخ















المزيد.....

الحضارة المصرية : صراع الأسطورة والتاريخ


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3702 - 2012 / 4 / 19 - 10:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



كتب ديودورالصقلى فى كتابه تاريخ العالم ج1 ((جميع اليونانيين الذين اشتهروا بعلمهم وحكمتهم زاروا مصرفى العصورالقديمة حتى يتعرّفوا على عاداتها وينهلوا من علومها. وأن كل الأشياء التى جلبت الإعجاب كانت منقولة عن مصر)) وكتب بلوتارك أن ((فيثاغورس أخذ العلم الذى أكسبه صفة العالمية عن كهان طيبة ومنف)) أما هيرودوت فيقررأن مصرهى منشأ التراث الدينى الإغريقى. هذا غيرآلاف الكتب التى كتبها علماء علم المصريات وأثبتوا فيها الدورالرائد للحضارة المصرية على كل حضارات العالم القديم. ورغم ذلك مازال (مصريون) يهاجمون تراث جدودهم الى درجة أن (دكتورّا كبيرًا) طالب بإلقاء أعمال جادة تتحدث عن الحضارة المصرية فى أى صندوق زبالة. وهى الحقيقة التى رصدها المفكروالمترجم أ. شوقى جلال فى كتابه (الحضارة المصرية : صراع الأسطورة والتاريخ) الصادرعن دارالمعارف. رقم 614 ليقدم نموذجًا لتواضع المفكرعندما يتصدى لعرض موسوعة من ثلاثة مجلدات هى (أثينا أفريقية سوداء) لمؤلفها مارتن برنال. وأن الذى شجعه على هذا هجوم بعض الأكاديميين على برنال وموسوعته ، رغم أن هدف الموسوعة مناقشة النظرية السائدة فى أوروبا وأمريكا القائلة أن اليونان هى مهد الحضارة. وبالتالى فالسيادة للإنسان الأبيض. ونفى أى دورللأفارقة والآسيويين. وفرّق برنال بين نموذجين حكما الإطارالفكرى والقيمى لأوروبا : النموذج القديم ، ويعنى أن اليونان مشرقية تقع على تخوم حضارة ثقافية مصرية سامية. والنموذج الآرى ويعنى أن حضارة اليونان أوروبية الأصل والمنشأ والمسار. وهذا النموذج ينقسم الى قسمين : النموذج الآراى العام أو الرحب الذى يرفض الاعتراف بأى أثر للمصريين على الإغريق. ولكنه يعترف ببعض الأثرللفينيقيين. وهم هنا اليهود مع إخراج بقية الساميين. وهو ما تم بفضل جهود اليهود أنفسهم. والقسم الثانى هو النموذج الآرى المتطرف الذى أنكرتمامًا أى تأثيرللساميين والمصريين.
أوضح أ. شوقى جلال أن موسوعة برنال تعتمد على عدة محاورمثل الوثائق. الآثار. اللغة. أسماء الأماكن والآلهة وذلك للتدليل على أثرالمصريين (وغيرهم) فى الحضارة اليونانية. ومن الوثائق ألواح المجموعة الخطية B من القرنين 14 ،15 ق. م مكتوبة باللغة اليونانية ولكنها تحتوى على الكثيرمن الكلمات المصرية القديمة. وعن اللغة كتب برنال إن أكثرالعناصرغيرالهند /أوروبية فى اللغة اليونانية يمكن تفسيرها على أساس مصرى أو سامى غربى. كما يشيرالى المحاولة التى قام بها بارتليمى لاستخلاص الكلمات اليونانية من جذورقبطية. وعن أسماء الأماكن أكد أن الأسماء المصرية تغلب على أسماء المدن اليونانية مع الاستشهاد بالعديد من الأمثلة. مثل اسم افروديت المشتق من (بروجيت) المصرية. وعن أسماء الآلهة فإن هيرودوت يقرربوضوح أن ((جميع الآلهة تقريبًا جاءت الى اليونان من مصر)) بل إن أسماء بعض الأبطال فى التراث الإغريقى مأخوذة عن أسماء بعض ملوك مصرمثل اسم أجاممنون المشتق من اسم أمنمحات الذى هو اسم العديد من فراعنة الأسرة 12 .
الدفاع عن الحضارة المصرية دفاع عن إسرائيل والصهيونية :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترجع أهمية كتاب أ. شوقى جلال الى أنه تأمل بعقل المفكرالذى يحترم لغة العلم ، ظاهرة الهجوم الحاد الذى شنّه دكاترة مصريون على برنال الذى أثبت أكذوبة الجنس الآرى الأبيض ودلّل (مثل غيره من علماء المصريات) على الدورالرائد للمصريين فى وضع أسس الحضارة الإنسانية. ومع ذلك إتهمه (مصريون) بتهم عديدة منها أنه ينطلق من نزعة صهيونية ويُروّج لأفكارإسرائيلية. ومن هنا كانت مبادرة أ. شوقى جلال لمناقشة هذا الإتهام .
لقد كان الأساس النظرى لفكرة تجميع اليهود فى وطن يحمل اسم إسرائيل هو ما جاء فى العهد القديم. والفكرالعبرى يتناقض مع الفكرالمصرى من منظورنسق القيم فضلا عن العداء لمصر. فالتوراة تبدأ بترسيخ الكذب عندما طلب إبراهيم من سارة أن تقول أنها أخته وليست زوجته عند دخولهما مصر(تكوين/12) والإدعاء بأن أرض مصرومياهها تحولت الى دماء. وأن إله العبريين قضى على المصريين والى الأبد (خروج إصحاح 7، 8) والتحريض على سرقة المصريين وعلى التمييزالعنصرى وذلك بوضع علامة من الدم على بيوت اليهود حتى لايُخطىء إله العبريين وهو يمارس قتله للمصريين (خروج إصحاح 12) وهذا النسق من القيم يتنافى مع ما دوّنه المؤرخون والرحالة المعاصرون لتلك الأحداث. فضلا عن أبحاث علماء المصريات. لذلك كتب أ. شوقى جلال ((إن تزييف التاريخ صناعة إسرائيلية بدأت مع التوراة التى هى رواية لتاريخ مصطنع زائف عن شعب الله المختار. وتتابعت كتب تحمل صفة الدراسة الأكاديمية صادرة عن جامعات عالمية تدعم الرؤية الصهيونية لتاريخ مصر)) ورصد أ. شوقى حقيقة الهجوم الذى شنته بعض الأوساط المعروفة بولائها للصهيونية على كتاب برنال فكتب ((وعمد أفراد عرب. وكاتب مصرى معروف بانحراف إتجاهه ومقيم خارج مصر الى إعادة تأويل وتحريف كتابات برنال ، بأن أسقط صفة مصرى عن الحضارات المؤثرة فى شرق المتوسط واليونان وحذا حذو الصهاينة عندما حجب دورمصروأثرها فى حضارة اليونان . واكتفى بالتأكيد على ما كتبه برنال عن دورالساميين والشرق رغم أنه تحدث بإفاضة عن مصر)) .
ومن أدلة الإتهام ضد برنال ما استشهد به بعض المصريين من أن جامعة هارفارد لم تنشر كتاب برنال ، فعلّق أ. شوقى جلال قائلا ((وكأن جامعة هارفارد وغيرها برّاء من النزعة الصهونية)) ثم عرض بالتفصيل تاريخ إنشاء تلك الجامعة ودوراليهود سواء فى تمويلها أو فى رسم سياستها. كما أشارالى حقيقة أخرى وهى أن الجناح اليمينى المتطرف فى أمريكا عارض كتاب برنال بشراسة. واذا كان برنال استشهد كثيرًا بالمؤرخ هيرودوت ، فإن أ. شوقى توقف بنا عند حقيقة غاية فى الأهمية وهى أن ((جميع كتب هيرودوت فى جامعة اكسفورد مسموح بالإطلاع عليها فيما عدا الكتاب الثانى الذى يتحدث عن مصر. وليس الموقف فى جامعة كيمبريدج بهذا القدرمن السفوروإنما تم إسقاط الكتاب الثانى مع بعض الكتب الأخرى)) وكتب أيضًا أن اليهود جاهدوا ((عن وعى فى شتاتهم ضد النزعة الآرية العنصرية البيضاء ليؤكدوا أن الساميين لهم دورعريق فى بناء الحضارة الإنسانية دون الحاميين. أى دون مصروالأفارقة بعامة)) ورغم هذا فإننا ((نشهد فى مصرومن العرب لومًا بل ولعنات يصبها البعض على تاريخ مصرالقديم تحديدًا)) ثم أضاف ((إن مصرفى الصورة العربية والإسرائيلية لتاريخها القديم ملعونة لأنها ناصبت إسرائيل العداء يومًا حسب رواية التوراة)) والعداء العبرى ضد مصرليس له غيرتبريرواحد. فهوإنعكاس ناطق للصراع بين رعاة رحل ذاقوا مرارة الندرة بسبب قحط الصحراء الخارجين منها ، وزرّاع مستقرين عرفوا الوفرة بسبب الزراعة. ورغم تغيرالأزمنة فإن الصراع مازال مستمرًا. فالمتدين الإسرائيلى قد يتخلى عن ذراعه أو عينه ولكنه لايتخلى عن آيات كتابه (المقدس) ولأنه يؤمن ب (النص) ولايؤمن بالعقل فهو مع ((أرض الميعاد)) ومع إبادة المصريين تنفيذًا لمشيئة إله العبريين. فإذا كانت هذه هى صورة الواقع فلماذا يرمى بعض المصريين برنال وغيره من علماء المصريات بتهم الانحيازللصهيونية وإسرائيل ، لمجرد أنهم اجتهدوا وتوصلوا الى أن مصرمهد الحضارات وأن اليونانيين تعلّموا وأخذوا الكثيرمن مصر؟ وكيف يكون من يدافع عن الحضارة المصرية تابعًا للصهيونية وإسرائيل ، فى حين أن الأساس العبرى كله معادى لمصر؟ فهل من إجابة غيرسيطرة الشعور بالدونية إزاء الثقافة القومية المصرية لدى بعض مثقفى ومتعلمى مصر؟ لذلك فإننى أدعو شباب المصريين لقراءة كتاب أ. شوقى جلال ليقف على حقيقة الحضارة المصرية بواسطة لغة العلم وليس من خلال التراث الدينى الذى سطره العبريون والصهيونيون ضد مصر.
*****



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوداء والمشمية - قصة للأطفال
- الشخصية اليهودية والروح العدوانية
- ثروت عكاشة : دراما العلاقة بين الثقافة والسياسة
- الجذور التاريخية لمأساة الشعب الفلسطينى
- درس من خبرة الحركة الوطنية
- صياغة التعصب الدينى بالإبداع
- دستور وطنى دائم أم شخص الرئيس
- شواطىء العدل والحرية عند رمسيس لبيب
- السفر الأخير - قصة قصيرة
- مجابهة التخلف الحضارى
- الإبداع بين الدراما والسياسة
- أوديسا التعددية الثقافية
- مباراة عصرية فى شد الحبل بين الحرية والدكتاتورية
- دستور سنة 23 وموقف الليبراليين المصريين
- قصة (بعد صلاة الجمعة) والفكر الأصولى
- إبراهيم أصلان والكتابة بلغة فن الهمس
- محجوب عمر والترانسفير الصهيونى
- نداء الحرية فى مواجهة بطش العسكر
- العلاقة بين التدين والإبداع الشعبى
- الروائى الأيرلندى جيمس جويس واليهود


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الحضارة المصرية : صراع الأسطورة والتاريخ