|
مصفاة المحبة
فلورنس غزلان
الحوار المتمدن-العدد: 3717 - 2012 / 5 / 4 - 15:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بين موت وموت...نشرب قهوتنا...نستمر في الإحصاء ونؤكد على اسم الحي ومكان الدفن...ولا ننسى أن نشير لموقع القنص ونقيس مقدار شهوته على شحذ شفرة السكين أو تصويب الهدف بدقة كما تعلم في ميادين التدريب " كيف يصطاد رأس العدو المحتل ، وكيف يبدع في المساهمة بتحرير الجولان"!...ويقف اليوم على عتباته بعد أن هشموا كل معالم الجغرافيا ومواقع المدن المرصودة في رأسه ليرى موقع بقعاتا تحتلها حمص ، وموقع مجدل شمس يتحول لدرعا...وتتراءى له صور شبان لايعتمرون الخوذة الحربية ويمتطون أحذية رياضية على أنها صور لجلعاد ودافيد ابن شمعون، وكل مايطرق أذنيه من حداء وقفزات حماسية ماهي إلا أصداء تحملها ثعالب تقرض الصدى تلفح وجهه بريحها فتحوله لأفعى مصابة بالجوع بعد سبات شتوي، فيطلق العنان لشدقيه كي يتقن الصيد ويطفيء ظمأه لدماء شابه توقظ نومه الطويل، وتعيد له لياقته في التقاط الطريدة..ونحن مستمرون في الحرص على إضبارات نعدها لدوائر حقوق الإنسان ومحافل العدل الدولية!....مازلنا نأمل ..وبعد كل خيبة نجدد الأمل ونمنح " الدول الصديقة" فرصة جديدة لتفهم وضعنا ولتقف على تقاطع ما بين مصلحتها وهاجس الحرية وعطشها المستديم لدينا.. نبلع زفيرنا ونعود للشهيق العميق من جديد علَّ العد التصاعدي يخفف من وطأة الغضب الصاعدة والمتعلقة بحبال وجوه تصطنع الإدراك والالمام بمأساتنا مع نظامٍ يدخل العالم برمته في غيبوبة الوقت، أو في مصيدة حديثة المبادرة يمتطيها وجه دبلوماسي الخبرة...لكن خبرته تنذر بضياع بوصلة الطريق..خبرته تقف متخشبة أمام هول موت أسطوري..لاتتقدم خطوة بقدر ماتتراجع خطوات...لكن العالم من حولنا ينفض يديه ويعلن تصفير تيرمومتر السياسة...كل زجاج النوافذ القانونية تحطمت على أيدي من اخترع مقياس فن التشبيح السياسي، وفن خرق القوانين دون أن يُتخذ بحقه موقفاً إنسانياً ينقذ مرآة الحياة ومرآة العدل من التهشيم ، (عنان )..يعنُ من وطأة إخفاقه...لكنه لايريد الاعتراف بدخوله غرفة العناية الفائقة...ولا يُراد له أن يعترف باستعصاء المرض على الشفاء...فعالم الحق والقانون...عالم أصدقاء سوريا لاهون بأزماتهم المالية والاقتصادية ...غائبون عن ساحات الفعل معنيون بهموم مواطنهم باعتباره الناخب الأول وباعتباره صاحب الحق الأول في سجل اهتماماته ومسؤولياته..أما نحن ...المذبوحين على عتبات منظمات العدالة الكونية ..والذين تتسابق عدسات إعلامهم على تصوير موتنا , ماعلينا إلا القبول بالتأجيل...إلا الرضاء بإطفاء لهيبنا على قارعة الوقت المُستَغل لصالح الشيطان وصالح طغيانه ...في رسم خرائط الزمن وخرائط المنطقة...علينا طاعة أحكام موشاة بالمودة ...مغشوشة بطلاء مبادرة الحل السلمي...الحل الأخير...الحل الوحيد...الفصل الختامي...والقضية العنيدة المعقدة...الشائكة!!...وحين يأتي الحدث قالباً كل الموازين ..وضارباً بكل القيم والأعراف الانسانية عرض الحائط ..حين يأتي الحدث محملاً بأعباء تثقل ضمائرهم...يبتدعون لغة أخرى ولهجة مغايرة...تفسر الحل بأنه مستعصٍ...لأننا المسؤول الأول عن هذا الاستعصاء!! لا أنكركم ...أننا نحمل جزءاً من هذه المسؤولية...فمواويلنا السياسية يغني كلا منها في غرف مغلقة...سحبت منها قوة الجاذبية الأرضية...فترى عناصرها تطير في الهواء ...لاتستطيع الوقوف على أرض صلبة ...ولا الهبوط في أمان وسلام فهل احتمال وحدة النشيد هي قصبة النجاة؟..مَن إذن يمكنه أن يوحد رياحاً متقلبة؟ مَن يمكنه أن يصفي حسابات متضاربة؟ أي ثلج ناصع البياض يمكنه أن ينقي شوائب الأخطاء ومكائد القلوب المريضة بهوس السلطة؟ وأين نجد العلاج الشافي؟ ..فهل لدى التقاويم والتمائم المحمولة في أكياس المعارضة ماينذر بفرج وترتيب للبيت القادم ولو كان افتراضياً؟ تعددت كتب التأويل..وتناقضت بيانات التعليل...وتصارعت ديكة المجالس..وبين كل انعقاد وآخر يقال لنا أن نتحلى بالصبر فالتوفيق بين الرؤوس قادم...والحلول مطروحة...ودفن المؤجل من العُقد والمشاكل مطلوب إلى مابعد الانتصار...وحلبة الصراع أغلقت بعض أبوابها ..فلا تسرعوا الخطى...لكن الموت دائماً أسرع منهم، وأسرع من صبرنا وانتظارنا...ومن قدرتهم على إقناع أصحاب المبادرات وأصدقاء سوريا...بموقف إنساني الوجدان.. ياوطني..كلما كَثر عشاقك..كلما ارتفعت أسوار حبسك...كلما طاشت أحجار عقلائك وتضاربت حتى الاحتراق...كلما انفرط عقد وحدتك ودخلتَ في نفق ليل طويل تسكنه أشباح التفريق...فمن لي بعاشق لاتؤثر فيه دسائس السياسة ومكائد التطييف؟ مَن لي بعاقل أو أكثر يتقمص روح الوطن ويرش ملح الحياة فوق الجراح...يمسح على الأحزان بمصفاة المحبة ويتأبط كتاب الوطنية سقفاً وحيداً للم الشمل؟. ــ باريس 04/05/2012
#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المرسل إليه - توفاه الله-!
-
تحت قمصان حقوق الإنسان:
-
الأرض لنا والفتى ولدنا:
-
إله محايد!
-
عالّم!
-
حاء الحرية وحاء الحريق!
-
المجلس الوطني السوري، الأخوان المسلمين، وروسيا!
-
هل من ضوء في نهاية النفق؟
-
أريد جواباً على محبتي لسوريا دون سيف
-
ملاحظات حول المجلس الوطني السوري:
-
حمص
-
لو كنت يابابا عمرو - ويتني هيوستن-!
-
بين إبرة الدم وإبرة الحياة!
-
موقع جديد يشرف عليه الكاتب الكبير - رفيق الشامي-
-
للخروج من عنق الزجاجة السوري
-
أحب...وأختلف مع البعض في الحب!
-
قوس الحرية
-
الحلقة المفقودة عند المعارضة السورية
-
بين وهمه ومكائده...يسقط بشار الأسد
-
- الحرية صارت على الباب-
المزيد.....
-
مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
-
من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين
...
-
بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين
...
-
الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب
...
-
استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
-
لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
-
روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
-
-حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا
...
المزيد.....
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
المزيد.....
|