أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - الدولة الكردية التي أتمنى أن أرى تأسيسها














المزيد.....

الدولة الكردية التي أتمنى أن أرى تأسيسها


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 3711 - 2012 / 4 / 28 - 15:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا يا ترى أتطلع أنا بالذات - ولست كرديا ولا بحاجة لتملق لأحد - إلى تأسيس دولة كردية، وأتمنى أن أرى ذلك التأسيس. من ناحية، وكما عبرت في أكثر من مناسبة، أتمنى أن تنجح التجربة الفيدرالية الديمقراطية في العراق الموحد الفيدرالي، لا من حيث تمسكي بمقدس الوحدة الوطنية، لأني لطالما قلت إن المقدس عندي هو الإنسان، كرامته، حقوقه، حريته، والمهم عندي نجاح المشروع الديمقراطي على أسس إنسانية؛ قلت من ناحية أتمنى نجاح التجربة، لما في ذلك من بعد إنساني وحداثوي، لنثبت لأنفسنا ولبقية الشعوب أننا قادرون على التعايش ضمن وحدة متنوعة، وفي إطار الديمقراطية، ومراعاة حقوق الجميع. لكن من ناحية أخرى، ردّدت دائما أن الكرد يملكون مقومات أمة ومقومات شعب له خصوصيته، ويستحقون أن يعبروا عن هذه الأمة وعن هويتهم القومية بكيان دولة، أسوة ببقية الشعوب والأمم. من هنا أقول أتمنى أن يتحقق حلم الكرد في تأسيس دولتهم على كامل مساحة كردستان المتوزعة حاليا بين أربعة دول. لكن الذي أتمناه أن تقوم هذه الدولة - وهذا حلم - بالوسائل السلمية، عبر دمقرطة حقيقية لدول المنطقة، هذه الدمقرطة التي لا تكون على السكة الصحيحة، ما لم تعتمد حق تقرير المصير لشعوب المنطقة، سواء لكرد العراق وإيران وتركيا وسوريا، أو لعرب وآذربايجانيي وبلوچ إيران، ليقرروا ما إذا يبقوا ضمن تلك الدول في إطار نظام فيدرالي أو كونفيدرالي، أو يؤسس الكرد دولتهم الحلم الكبرى الموحدة، ويقرر عرب عربستان إيران أن يكونوا فيدرالية أو كونفيدرالية ضمن إيران الديمقراطية الموحدة، أو ينضموا إلى العراق، أو يؤسسوا دولتهم المستقلة، لكن أؤكد أننا يجب لآ نرضى بأي تغيير للحدود، إذا كان ذلك يعرض السلام للمنطقة، لأن السلام ينبغي أن يكون أقدس عندنا من الأرض، لكني وغيري نتمنى لأن ترتقي شعوبنا وأنظمتنا إلى هذا المستوى من الرقي الإنساني. لكن هل سنرتقي يا ترى إلى هذا المستوى من الفكر الإنساني الحداثوي المتطور؟ أقول إني أتمنى أن يحصل ما ذكرت، بالرغم من عدم إيماني بالفكر القومي والدولة القومية، ولكن من أجل أن نعبر إلى الإيمان بالمواطنة الكونية، لا بد من تعويض هذه الشعوب في مرحلة سابقة عما نالها من حرمان من الحرية والديمقراطية من جهة، ومن تقرير مصيرهم بأنفسهم من جهة أخرى، ومن التعبير عن هوياتهم القومية والثقافية.
أرجع إلى الدولة الكردية التي أتمنى أن أراها، فأقول أتمنى أن تكون على النحو الآتي:
1. أن تكون ديمقراطية بكل معنى الكلمة للديمقراطية، وإلا فلا معنى لقيامها.
2. أن تكون على شكل دولة كونفيدرالية أو فيدرالية، متوزعة على أربعة أقاليم: 1) إقليم شمال كردستان (الجزء التركي حاليا)، 2) إقليم جنوب كردستان (الجزء العراقي حاليا)، 3) إقليم شرق كردستان (الجزء الإيراني حاليا)، 4) إقليم شرق كردستان (الجزء السوري حاليا). وذلك بسبب أن هذه الأجزاء عاشت لعقود، بل ربما قرون من الزمن، منفصلة عن بعضها البعض، مما جعل لكل منها تتشكل خصوصياته التي يتميز بها، بل وحتى على مستوى الفوارق في اللغة.
3. أن تكون علمانية محضة، تفصل كليا بين الدين والسياسة، وتعمل بآليات ديمقراطية ودستورية على حماية الدولة والعملية الديمقراطية فيها من خطر الإسلام السياسي.
4. أن تتجاوز الطائفية كليا، فإذا لم تكن لدى الكرد اليوم مشكلة طائفية، فإن انبعاث هذه المشكلة ممكن جدا، وله أرضيته الخصبة جدا، خاصة عندما يتوحد كرد إيران وأغلبيتهم من الشعية مع كرد العراق وأغلبيتهم السنة، بل نلاحظ هذه الطائفية ولو مخففة حاليا عبر تهميش الكرد الفيليين.
5. أن ترعى هذه الدولة الحقوق القومية للمكونات القومية الأخرى التي تعيش في كنفها من عرب وفرس وتركمان وآشوريين وغيرهم.
6. أن تحل قبلها مشاكل المناطق المختلف (ولا أحب عبارة المتنازع) عليها في كل من البلدان المعنية، بطريقة فيها الشيء الكبير من المرونة والتسامح والعقلانية، بعيدا عن التعنت والتزمت من كل الأطراف، وبإشراف هيئة دولية محايدة من الأمم المتحدة.
7. أن تتخلص هذه الدولة في مرحلة لاحقة تدريجيا من النزعة القومية، وتتحول إلى الفكر الإنساني الحداثوي وتؤسس لمبدأ المواطنة.
8. أن تقيم أفضل علاقات حسن الجوار مع الدول المحيطة بها، والتي نحلم أن تتحول كلها ديمقراطيا، على أساس العلمانية وثقافة الحداثة.
9. أن تعتمد لغة كردية رسمية بالحرف اللاتيني، دون إلغاء اللغات الكردية المحلية، إلا إذا تركت للأقاليم الفيدرالية أو الكونفيدرالية حرية اختيار لغتها الرسمية، مع وجود لغة موحدة، مع ترجيح التحول كليا إلى الحرف اللاتيني، فهو أكثر ملاءمة للغة أو اللغات واللهجات الكردية.
أكتب هذا بالرغم من أني على يقين أن الكثيرين من المتفاعلين مع طروحاتي قد لا يؤيدون هذا الطرح، لأن البعض التقى معي بسبب علمانيتي، ونبذي للطائفية السياسية، ومعارضتي للفئة المتسلطة الشيعِسلامَويّة ولإيران، ولكنهم قد يحملون شيئا من القداسة لوحدة الوطن العراقي، أو من يخلط بين نقده لأداء الأحزاب الكردية المتسلطة، وبين الموقف من أصل القضية الكردية العادلة، وربما لن يتفق معي بعض الكرد في بعض تفاصيل الطرح، وآخرون سيقولون إنها مجرد أحلام طوباوية، أو يوتوپيا ينبغي للسياسي الابتعاد عنها ليبقى واقعيا، كما يمكن أن يقال مثل هذا عما كنت قد كتبت قبل سنوات عن الحل العلماني للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فبعض الأحلام وبعض الأفكار يمكن أن تتحول يوما ما إلى ثقافة، ثم إلى واقع.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا نسي كمال أتاتورك في عملية علمنته لتركيا؟
- قالت: الحمد لله كلنا مسلمون
- رئيس وزرائنا يعلن حربه الفكرية ضدنا نحن العلمانيين
- سيبقى العراق وطنا بلا عيد وطني
- الربيع العربي ومدى قدرته على إنتاج عملية ديمقراطية 2/2
- الربيع العربي ومدى قدرته على إنتاج عملية ديمقراطية 1/2
- الديمقراطية والإسلام .. متنافيان – إجابة على تعليقات القراء
- إجاباتي على أسئلة الحوار المتمدن
- الديمقراطية والإسلام .. متعايشان أم متنافيان 2/2
- الديمقراطية والإسلام .. متعايشان أم متنافيان 1/2
- لماذا تضامن العراق (الديمقراطي) مع ديكتاتوريات المنطقة
- دعوة تشكيل الأقاليم ما لها وما عليها
- هادي المهدي القتيل المنتصر
- الشرقية تسيء إليّ مرة أخرى بإظهاري محاضرا دينيا في تسجيل قدي ...
- حول التيار الديمقراطي العراقي مع رزكار عقراوي والمحاورين
- ليكن التنافس حصرا بين العلمانية والإسلام السياسي
- علاوي - المالكي - جزار التاجي - الخزاعي - ساحة التحرير
- عملية التحول الديكتاتوري والشباب الأربعة وهناء أدورد وساحة ا ...
- حكومتنا تتقن فن تصعيد غضبنا إلى السقف الأعلى
- ضياء الشكرجي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الإسلامي ...


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - الدولة الكردية التي أتمنى أن أرى تأسيسها