أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - رئيس وزرائنا يعلن حربه الفكرية ضدنا نحن العلمانيين














المزيد.....

رئيس وزرائنا يعلن حربه الفكرية ضدنا نحن العلمانيين


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 3695 - 2012 / 4 / 11 - 00:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


«الصدر الذي هو مدرسة للفكر التي نشأنا وتسلحنا بها في وقت كانت التحديات الفكرية الإلحادية والماركسية والعلمانية والتي استطعنا بفكره تهديم كل هذه الأفكار الغريبة».
تكلم رئيس مجلس وزراء جمهورية العراق يوم أمس بصفته الحزبية بوصفه (الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية)، ولم يتكلم بصفته الرسمية كرئيس لمجلس الوزراء. ولحد هنا الأمر طبيعي جدا، ولكن المستهجن في الأمر أنه تكلم مرة ثانية بصفته الحاج أبو إسراء، أو الحاج جواد المالكي، وكأنه يتحدث في حسينية الشهيد الصدر التي كان يديرها حزب الدعوة في منطقة السيدة زينب في دمشق، حيث كان المالكي مسؤول التنظيم لحزب الدعوة في المهجر السوري، لغاية سقوط ديكتاتورية صدام.
كامل الجملة التي بدأت بها مقالتي للمالكي كانت كالآتي:
«إن الدولة التي تتنوع بمكوناتها لا يمكن أن تبنى بمكون واحد على حساب مكون آخر، واليوم ونحن نستذكر استشهاد الصدر الذي هو مدرسة للفكر التي نشأنا وتسلحنا بها في وقت كانت التحديات الفكرية الإلحادية والماركسية والعلمانية، والتي استطعنا بفكره تهديم كل هذه الأفكار الغربية.» ولا أدري ما هي العلاقة، أو كما يعبر العراقيون أين (الربّاط) بين كون «الدولة المتنوعة بمكوناتها لا يمكن أن تبنى بمكون واحد على حساب مكون آخر»، وبين قوله إن «الصدر مدرسة للفكر نشأوا وتسلحوا بها، فاستطاعوا بفكرها مواجهة التحديات الفكرية الإلحادية والماركسية والعلمانية وهدم أفكارها». أفليس هناك من تناقض بين رفضه لإلغاء التنوع (المكوناتي) ودعوته إلى محاربة التنوع الفكري المتمثل بما أسماه بـ:
1. الإلحاد.
2. الماركسية.
3. العلمانية.
4. الحداثوية.
يبدو إن المالكي يريد إحياء وتفعيل شعار «الشيوعية كفر وإلحاد»، وهو الذي أمر قبل أيام بمداهمة مقر جريدة الحزب الشيوعي (طريق الشعب) في سابقة خطيرة، فمشكلته إذن ليست مع (الإلحاد) ولا مع (الماركسية الملحدة)، كما يسميها الدعوَوِيّون الإسلامويون، بقدر ما هي مع الحزب الشيوعي بوصفه حزبا ديمقراطيا معارضا، ومع كل حلفاء هذا الحزب في (التيار الديمقراطي) كالحزبين (الوطني الديمقراطي) و(الوطني الديمقراطي الأول) والديمقراطيين (العلمانيين) المستقلين من أمثال كاتب هذه السطور.
ليتأمل القارئ جيدا كيف دمج المالكي بين (الإلحاد)، و(الماركسية)، و(العلمانية)، و(الحداثوية) التي ذكرها في جملة لاحقة محرضا علماء الدين لمواجهة خطرها وخطر بقية المفردات. وفي هذا نوع من التشويش والخلط المتعمدين كما يبدو، فهو يريد من جهة وبشكل غير مباشر أن يتهم كل العلمانيين والحداثويين بـ(الإلحاد)، وبالتالي كونهم يمثلون خطرا على الدين، لأنه عاد ليكون كـ(داعية) مدافعا عن حمى (الدين) وحمى (المذهب). فهل تصلح مثل هذه الثقافة التي يحملها رئيس وزراءنا ليقود العراق الذي يفترض به - وحسب الدستور الذي شارك في كتابته - أنه «دولة [...] نظام الحكم فيها [...] ديمقراطي»، وأنه «بلد متعدد القوميات والأديان والمذاهب»، وأن «لكل فرد حرية الفكر والضمير والعقيدة»، وأن الدولة فيه «تكفل حماية الفرد من الإكراه الفكري والسياسي والديني»؟
فنقول لـ_الدعاة) ولكل الذين ما زالوا يحلمون بتحويل العراق إلى دولة ثيوقراطية تطارد فيها محاكم التفتيش من يزاول حرية الفكر والعقيدة، إن هذا الحلم لن يتحقق، لأننا - نحن المؤمنين بمقدس الحرية - سيبقى صوتنا صادحا، ما زالت هناك فسحة من حرية يبقى المالكي مضطرا بالالتزام بإبقائها، لاستحالة التأسيس لديكتاتورية جديدة، لتعدد المتصارعين على التفرد بالسلطة.
ثم إن هذا الكلام تزامن مع إلغاء يوم الخلاص من الديكتاتورية كعطة رسمية، لا أدري فيما إذا كان هذا مقدمة لجعل يوم تأسيس حزب الدعوة عطلة رسمية، والذي يؤرخونه بالتاريخ الهجري، ذلك الحزب الذي تأسس كردة فعل على التغيير في الرابع عشر من تموز عام 1958، فأُسِّس في السنة اللاحقة أي عام 1959، كما يؤكد طالب الرفاعي أحد مؤسسي الحزب (مع محمد باقر الصدر ومرتضى العسكري ومهدي الحكيم، وآخرين)، وليس كما يروّج حزب الدعوة أنه أسس عام 1957، والذي جاء ليكون النسخة الشيعية لحركة الإخوان المسلمين، الذي كان المؤسسون والملتحقون بهم ممن يسمون بالرعيل الأول متأثرين به وبحزب التحرير ومنظريهما، الذين كانوا يشجعون (الدعاة) على قراءة كتبهم، بل إن بعض قياديي الدعوة كانوا من قبل أعضاء في (حزب التحرير) المعروف بتطرفه أكثر مما هو الحال مع (الإخوان).
ولم يتردد المالكي في كلمته بالمناسبة وفي إطار ذكره النقاط التي يراها إيجابية من مواقف الصدر أن ينوه إلى أن «من بين الأسباب التي عجلت في قتله هو موقفه الداعم للجمهورية الإسلامية في إيران». وهذه إشارة واضحة إلى أن المالكي ما زال يحمل إيديولوجية الولاء لجمهورية إيران الإسلامية، حيث ما زال يرى أن الولاء لإيران خصلة إيجابية لا بد له من ذكرها.
وليعلم المالكي أنه لن يستطيع أن (يهدم) - وهذا تعبيره – أن يهدم الفكر الذي من شأنه أن يبني المستقبل، ألا هو فكر الحداثة والعلمانية والليبرالية، التي يحذر من خطرها على الدين، ويحاول أن يقرنها بالإلحاد، وهو يعلم إن الغرب الحاضن لهذه الثقافات هو الذي جسد احترام الحريات الدينية أكثر من أي بلد إسلامي، حيث يمارس أعداء الغرب الإيديولوجيون من إسلامويين متطرفين كامل حريتهم في لعن الغرب والتحريض على الجهاد ضده في مساجدهم، بينما لا يتحمل المالكي ورفاقه الإسلامويون تمتع العلمانيين والحداثويين العراقيين بحريتهم، ويحاول أن يحرض رجال الدين ويؤلب عامة المواطنين ذوي نزعة التدين ضدهم، بدعوى خطرهم على الدين. لكن الشعب بدأ يعي تدريجيا أن الذين يشكلون خطرا على قيم الدين والوطن والإنسان، هم من مارسوا العنف باسم الدين، وحاولوا خنق الحريات باسم الدين، وسرقوا المال العام باسم الدين، وأسسوا للطائفية السياسية باسم الدين.
10/04/2012



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيبقى العراق وطنا بلا عيد وطني
- الربيع العربي ومدى قدرته على إنتاج عملية ديمقراطية 2/2
- الربيع العربي ومدى قدرته على إنتاج عملية ديمقراطية 1/2
- الديمقراطية والإسلام .. متنافيان – إجابة على تعليقات القراء
- إجاباتي على أسئلة الحوار المتمدن
- الديمقراطية والإسلام .. متعايشان أم متنافيان 2/2
- الديمقراطية والإسلام .. متعايشان أم متنافيان 1/2
- لماذا تضامن العراق (الديمقراطي) مع ديكتاتوريات المنطقة
- دعوة تشكيل الأقاليم ما لها وما عليها
- هادي المهدي القتيل المنتصر
- الشرقية تسيء إليّ مرة أخرى بإظهاري محاضرا دينيا في تسجيل قدي ...
- حول التيار الديمقراطي العراقي مع رزكار عقراوي والمحاورين
- ليكن التنافس حصرا بين العلمانية والإسلام السياسي
- علاوي - المالكي - جزار التاجي - الخزاعي - ساحة التحرير
- عملية التحول الديكتاتوري والشباب الأربعة وهناء أدورد وساحة ا ...
- حكومتنا تتقن فن تصعيد غضبنا إلى السقف الأعلى
- ضياء الشكرجي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الإسلامي ...
- مصانع الإرهاب: الفقر، الجهل، الدين
- سنبقى خارج الإنسانية طالما لم نتفاعل إلا سنيا أو شيعيا
- سنبقى خارج الزمن طالما سنّنّا وشيّعنا قضايا الوطن


المزيد.....




- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - رئيس وزرائنا يعلن حربه الفكرية ضدنا نحن العلمانيين