نهار حسب الله
الحوار المتمدن-العدد: 3681 - 2012 / 3 / 28 - 00:46
المحور:
الادب والفن
احتضان قلب
في وقت مضى من أيام الطفولة، كنت أحتضن قلبي خوفاً من الفشل... وبعد ما استقرت طموحاتي وصارت واضحة صرت احتضنه قلقاً على المستقبل.
داهمنا الخوف وصار صديق لحظاتنا، وهو الامر الذي أرغمني على احتضانه لئلا يهرب منه النبض ويتحول الى قطعة دموية راكدة.
ولما أحببت، حرصت على ان يكون حبيبي في الصميم ، مما دعاني لاحتضان قلبي مرة أخرى حتى لا يتلاشي منه.
غير إني أدركت بان من احتفظ به بداخلي، سرق قلبي منذ اللقاء الاول.
بيضاء حبيبي.. وانا أحمر
أعشق الربيع واتنفس نسماته في حديقتي..
اقضي الساعات وأنا أراقب ذلك البلبل وهو يغازل تلك الزهرة البيضاء، ويغرد لها كل صباح.
يتوسلها حتى تمنحه لحظات حب صادقة، ويأمل رضاها.. ويتمنى ان تلتفت إليه وترويه من أريجها المفعم بالحب..
وفي إحدى الصباحات، أعلن البلبل عن جرأته وكشف حبه للزهرة البيضاء.. مغيراً تغريده بعد ان حولهت نغمات عذبة تخاطب الاحساس وتهفو للغزل..
إلا ان الزهرة البيضاء حالت دون استمرار ذلك الاحساس.. وقدمت له طلباً تعجيزياً تعسفياً غير مقنع.. إذ قالت له:
- حبي لك يتعارض مع لوني.. فانا بضياء انتمي للسلام.. سأكون لك في حال تمكنت من تغيير لوني للأحمر، لون الحب والرومانسية!
وهو الامر الذي حير البلبل وأرقه.. وظل حائراً يفتش عن حلول منطقية للارتقاء بطلب حبيبته، حتى قرر ان يتخلى عن جناحيه ويلقيهما فوقها وينزف ألماً لتكون حمراء بلون الدم، بلون العشق الذي تهدف إليه.
وسرعان انتفت حياته وأعلنت الوردة عن ندمها لفقدانه.
رشوة القدر
تلاحقني رغبات القدر، وكابوس الشؤم لا ينتهي، ولا ينقطع حتى إذا أردت الصراخ فزعاً من شبح أحلام الهلاك..
أرغمت نفسي على الانتظار، وقاطعت أفكار الظلم واليأس والانتحار، وأرتضيت الصبر سيداً لأيامي، وتوسلت الأمل ان ينسى الخصام ويصاحب خطواتي..
قَبلتُ حبها كعربون مودة بيني وبين الأمل.. اغتنمت الفرصة واستوطنت في داخلي، وهو الامر الذي دعاني لرشوة القدر.. إلا انه رفض واعتذر، حتى أدركتُ بان حبيبتي.. قدري.
#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟