أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد جاسم الساعدي - الطريق الى الشورجة














المزيد.....

الطريق الى الشورجة


عبد جاسم الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 3677 - 2012 / 3 / 24 - 11:46
المحور: الادب والفن
    


أنطفأ التيار الكهربائي في المنزل فجأة، بقيت في مكاني. سادت البيت ظلمة، خوف، فزع ... لا صوت غير أصوات الرصاص في الخارج. تسّمر مهيار في مقعده ، ربت على كتفه لأطمئنه .
تحركت بحذر أبحث عن المسدس . وضعته بين يديّ ، أقبض عليه ، وكأني أحتمي من خطر داهم .
ازدادت كثافة الرمي حول الدار ، سحبته إلى غرفة خلفية .
أظهر مرونة في الانتقال من دون اعتراض، غير أنه كان يردد: come down, come down تمنيت أن يقتنع بالعودة إلى هناك .
- الظروف غير مواتية لوجودك هنا يا بنيّ؟
- والظروف التي تواتيك أنت للبقاء هنا ؟ أجابني على الفور .
- لزمت الصمت أمام سؤاله ، فعاودتني عشرات الأسئلة المماثلة التي تواجهني في المعهد ، الشارع ، البيت.
- كان شاب في الثلاثين من عمره ، قصير القامة ، ممتلئ ، بيده منشفة صغيرة ، يمسح بها وجهه لشدة حرارة تموز ، ابتدأ غاضباً يسرد حكايات سياسية صغيرة ثم يبني عليها أحكامه، استولى على الركاب بالقصّ من دون توقف ، ابتدأ من نقطة انطلاق سيارة نقل الركاب في " المشتل إلى " الشورجة " كان إلى جنبه شابان آخران ، يحمل أحدهما جهاز راديو مستعملاً ، ويمسك الآخر بقفص صغير به " عصفوران " كان الجميع ينصت إليه ، يؤيده البعض بحركة رأس أو مجاراته بعدم الاعتراض عليه .
- يحرك يديه بقوة ويقسم بـ " الأئمة " بأن العراق يسير نحو الهاوية ، نحو المجهول ، حكومة " الجعفري " فاشلة ، لم تحقق شيئاً للعراقيين، يستدرك في الحين، بأنه رجل مخلص ، لكنّ الحاشية حوله تبحث عن منافعها الشخصية .
ظهرت انتهازية " المتدينين " الجدد في مناطق الجنوب ، وأعاد القسم وهو يرتجف غضباً ، تحولوا من " حرامية " و " سلابة " و " مهربين " وأزلام صدام ، إلى متدينين لمجرد أنهم غيروا ملابسهم فاستلموا المناصب الرفيعة ولهم " الوجاهة والجاه " ويتقاضون الرشاوى علناً .!!
توقف السرد وتحول الغضب على القوات الأمريكية التي قطعت الطريق ، ثم توالت شهادات الركاب عن جرائمها اليومية في الشوارع .
صفق الشاب يديه ، فأنتبه الركاب
- كم حاولت الهرب من هذا العراق ، دون جدوى ، كنت أعرف ما سيحصل .
- وماذا ستفعل في الخارج ؟ سألته
- أبحث عن حريتي وأتنفس هواء آخر . أجاب .
- كان يواجهني في مقعده ، بابتسامة هادئة جداً قلت : هذا الذي أمامك ، وأشرت إلى نفسي ، أمضيت ثمانية وعشرين عاماً في الخارج ، خمسة عشر عاماً منها في انكلترا وكما تراني معك .
- هزّ يده مع ابتسامة ساخرة.
- ركز الركاب نظراتهم نحوي ، بابتسامة ودية.
- انك صيد ثمين ، اسكت والاّ بعناك لجماعات الخطف والسلب ، علق أحدهم : بالله عليك ، ما الذي حملك على العودة إلى العراق ، سأل الشاب ها ، ها ، الوطن ، الوطنية ، الحنين للموت ! أتمشى معكم صباح الجمعة في سوق الغزل والشورجة …


بغداد



#عبد_جاسم_الساعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 8 شباط في بنية السرد العراقي
- ((آخر الملائكة)) لفاضل العزاوي
- تشكيل الصورة في قصص -خريف البلدة-*
- كواغد عراقية
- الطريق إلى الباوية!
- الانتماء للشوارع والبيوت الواطئة !
- حرائق
- ملتقى الخميس يحتفي بالمبدع الدكتور عبد جاسم الساعدي
- ملتقى الخميس الابداعي يحتفي بالمبدع الدكتور عبد جاسم الساعدي
- التعليم في العراق : التحديات والآفاق*
- قاعة فؤاد التكرلي الثقافية في عامها الخامس
- منظمات المجتمع المدني : الواقع والآفاق
- البلدان العربية بحاجة الى آليات عمل جديدة خارج اطر الجمود وا ...
- اضراب عمال الزيوت النباتية في ذكراه الثالثة والاربعين
- رسالة مفتوحة الى رئيس الوزراء نوري المالكي
- -جمعية الثقافة للجميع- النشأة والتطور
- طاولة مستديرة في حق النساء والفتيات في التعليم
- مناقشة مشروع قانون محو الامية
- -دعم مطالب المتظاهرين ضرورة ثقافية وتنظيمية-
- مهرجان المربد الشعري الثامن في البصرة


المزيد.....




- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد جاسم الساعدي - الطريق الى الشورجة