أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيمان البغدادي - إلى أمي














المزيد.....

إلى أمي


إيمان البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 3674 - 2012 / 3 / 21 - 00:39
المحور: الادب والفن
    


أمي

كم أشتاق لطعم كلماتكِ المُمسّكة
ودعاءكِ لي صُبح مساء

كم أشتاق لرائحتكِ
وأنت تعانقيني بشدّة

كم أشتاقُ لِخفّة دمكِ

وأنت تعترضين
كيف أصبحتْ قامتي أطول
من قامتكِ


أمي
أحنّ كثيراً لصوتكِ الجميل
وخاصةٌ حين يعلو قليلاً
وأنتِ تعاتبين أبي
فكيف يشتري ثلاثة صناديق من التفاح الأخضر؟
ونحن لا نحبّ التفاح الأخضر!!

وكأنّي أرى صورتكما الآن
تتراكضان حول البحرة
أنتِ تسقين الزهور
وهو يحاول أن يمسككِ من خصرك
وقهقهاتكِ تملأ الدار فرحاً و حُبّاً
و يولد من ثناياكِ فجرٌ جديد
و يولد فِيَّ حُبُّ يمتد من شرايين قلبي
ليعانق شرايين قلبكِ
ليعانقَ تجاعيد وجهكِ القليلة
وكل تفاصيلك التي أعشقها


أرانا الآن
كما قبل خمسة عشر عام
أنا عائدةٌ من مدرستي مُتعبة
أعانقكُ في المطبخ
وأذهب لغرفتي
لأبدّل ثيابي
فتدخلين و بيدك
صحنٌ صغير
لتُطعميني بضع لُقيمات
فما كنتِ تطيقين صغيرتكِ جائعة
بضع دقائق أخرى
ريثما ترتدي المائدة روائعكِ الشهية


كم أشتاق لتلك اللُقيمات
وكم أشتاق لتقبيل يديكِ

و كم أشتاق لأصابعكِ الحريرية تُمشّط شعري
و رأسي يرتاح في حضنكِ
فيذبل تعبي
و تنمو أحلامي بأمانٍ و محبّة


أمّي
أِحِنّ كثيراً لكِ
و لدارنا الدمشقيّة
و لشغبنا
ولدالية العنب
أنا و أنتِ على سطح الدار
وأنا عفريتتكُ ذاتُ السبع سنوات
أحمل بيدي سلّة القش
أنتظر معها خصلاتَ العِنَبْ القرمزيّة

أتعرفين؟
لطالما تلصلصتُ على ساقيك
وأنتِ واقفة على السلم الخشبي الصغير
بينما الهواء الخفيف يبعد فساتينكِ الجميلة عنهما

كم كنتِ جميلة و رائعة
وكم تزدانين جمالاً عاماً بعد عام

أتذكّر وجهكِ عندما كنتِ تقبضين عليّ
وأنا أدسّ رأسي في فستانكِ

فتضحكين و تضحكين
فتضحكُ الدالية
و تتساقط عناقيد العنب

تضحكين و تضحكين
و ثقولين
كفا شغباً يا عفريتتي

كم أشتاق لأعود عفريتتكِ
كم أشتاق لضحكاتكِ


أمي

أشتاق لكِ و لقهوتكِ
وللصباح يشرق حين تبتسمين

أشتاق لأحاديثنا الطويلة
ونقاشاتنا التي لا تنتهي

أشتاق لوشوشاتنا
أشتاق لعناقك وأنا عائدةٌ من عملي
ليذوب تعبي بلحظة
و أتجدّد فيكِ و معكِ و لأجلكِ


كم أشتاق لشموعكِ
تُشعلينها من أجلي
وكم أشتاق لمشاويرنا الصغيرة الكثيرة
ولخطاكِ السريعة

كم وكم وكم أشتاق
لكِ يا أمي

فهلاّ تقبلين اليوم
و لا يبعدني عن صدركِ إلاّ الحدود
هل تقبلين
دعوتي لنذهب سويّةً إلى مدينة ذكرياتنا الرائعة؟
هل تقبلين قبلاتي
التي لا أُحصيها عبر الأثير؟


أحبّكِ يا أمي
أحبّكِ يا صغيرتي
أُحبّكِ يا صديقتي
أحبّكِ و أشتاق
أحبّكِ و سأبقى



#إيمان_البغدادي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوريون بين فجور النظام و خجل العالم
- أمي و شجرة النارنج و رشة كمون
- ثورة إنسان لا ثورة د.برهان
- لا مجال للمراهقة السياسية
- إلى متى ستستمرون بقتلنا ؟؟
- نحن البحر
- فلتخرجوا من هذه القوقعة
- انتهى زمن صناعة الآلهة
- أسماء لامعة إعلامياً و معتمة إنسانياً وأخلاقياً
- ميثاق شرف بين المعارِضين السوريين (قوى سياسيّة و مستقلين)
- فلنجهض هذا الجنين
- ماذا سنفعل بعد الثورة؟؟
- إذا الشعب السوري أراد الحياة
- أجنحة الذاكرة
- كفى عاراً أيها المثقفون
- هل أسماء الأسد هي السيدة الأولى؟؟
- ربيع الأصابع المقطوعة
- كيف.. و إلى متى؟
- الأقلام الرمادية و قطار الحرية
- سوريا ليست أكوام الحجارة


المزيد.....




- نجوان علي: قلة الإنتاج السينمائي دفعتني الى الدراما التلفزيو ...
- الممثلة الإسرائيلية جادوت تزور ساحة المحتجزين في تل أبيب لإظ ...
- العمارة التراثية.. حلول بيئية ذكية تتحدى المناخ القاسي
- صدور -الأعمال الشعرية الكاملة- للشاعر خلف علي الخلف
- القدس تجمع الكشافين.. فعاليات دولية لتعزيز الوعي بالقدس وفلس ...
- زوار المتنزهات الأميركية يطالبون بسرد الوقائع الحقيقية لتاري ...
- استجابة لمناشدتها.. وفد حكومي يزور الفنانة المصرية نجوى فؤاد ...
- -أنقذ ابنه من الغرق ومات هو-.. تفاصيل وفاة الفنان المصري تيم ...
- حمزة شيماييف بطل العالم للفنون القتال المختلطة.. قدرات لغوية ...
- لتوعية المجتمع بالضمان الاجتماعي .. الموصل تحتضن اول عرض لمس ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيمان البغدادي - إلى أمي