فلتخرجوا من هذه القوقعة

إيمان البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 3439 - 2011 / 7 / 27 - 02:29
المحور: المجتمع المدني
    

منذ بداية الثورة حتى اليوم اعتقل عشرات الآلاف و مازال في المعتقلات ما يزيد عن خمسة عشر ألف معتقل يتعرضون للتعذيب والإهانة كل يوم..كما نزح مايزيد عن عشرين ألف سوري فرّوا من زخ الرصاص و القتل والعنف والوحشية و لجؤوا إما إلى تركيا أو الأردن أو لبنان ناهيك عن عدد كبير من المفقودين نخشى أن جميعهم قتلوا وأُلقي بجثثهم في مقابر جماعية ..و للأسف الشديد عدد الشهداء أكثر من ألفي شهيد بكثير بكثير...هذه معلومات مؤكدة من عدة مصادر موثوقة وسنبينها في حينها..لكن حتى لو فرضنا أن هذه الأعداد التي نسمعها في نشرات الأخبار دقيقة ..وأن من قُتلوا هم فقط ألفين إنسان سوري ...فهل هذا العدد بقليل؟؟ هل أصبحت أعداد القتلى والمعتقلين مجرد أرقام تشبه الأرقام التي نسمعها في النشرة الاقتصادية و هم يتحدّثون عن أسعار العملات وأسعار النفط ؟؟


حسناً أيها الصامت رغم كل المجازر...فلتمشي في شارع و لتنظر إلى وجوه المارة ولتتخيّل أن عصابة من المجرمين قتلت من قتلت ثم اعتقلت البقية ..ماذا ستفعل حينها..و بماذا ستشعر؟؟ هل ستحتمل حينها هذا المشهد الكارثي؟؟هل ستعتبر نفسك محظوظاً وتشعر بالسعادة لأنك مازلت على قيد الحياة و لم تتعرض لا للاعتقال ولا للقتل ؟؟هل ستكمل طريقك و تذهب إلى عملك ثم ستذهب بعدها لتتناول غداءك وتشرب قهوتك وكأن شيئاً لم يكن ؟؟؟ألن تشعر أنك تتحمل مسؤولية إنسانية و أخلاقية لتفضح القاتل ..أم أنك ستدافع عنه كونه لم يقتلك بعد ؟؟هل تتخيل كيف سيكون شكلك إن تستّرت عن هكذا جريمة أو إن دافعت عن فاعلها رغم أنك تعرف أنه هو نفسه كرر هذه المجزرة التي رأيتها اليوم مرات و مرات.. و تعرف أنه سيستمر بالقتل والاعتقال دون أن يرف له جفن؟؟فماذا تنتظر؟؟ ماذا تنتظرون يا إخوتي القابعين في قوقعاتكم ..استيقظوا من غيبوبتكم و كونوا معنا ..ولا تتخيلوا أن من قتل إخوتكم ستخرب البلد من بعده إن رحل..ولا أفهم كيف سيكون هناك خراب بعد رحيل المخربين و المجرمين و المفسدين ؟؟استيقظوا فهذا المجرم لن يتوانى عن قتلنا جميعاً فقط كي يبقى..فهيا تعالوا معنا لنتعاون على كنسه ...لنسقطه و نحاكمه ..ولنزيح هذا الطاغية المستبد من حياتنا..هيا تعالوا لتهدأ قلوب أمهاتنا الممزقة لتعرف أننا كلنا أولادهم ولن نسامح ولن نستهين بدماء إخوتنا..و لا تقتلوهم مرة ثانية بخوفكم و بصمتكم و ترددكم
استيقظوا الآن و لا تتجاهلوا الحقيقة و لا تكذبوا على أنفسكم وتعالوا معنا لتلحقوا بقطار الحرية الذي يتسع لنا جميعاً فلا تتركوا مقاعدكم خالية


إيمان البغدادي

#إيمان_البغدادي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات