أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مازن فيصل البلداوي - اللغة كوسيلة للتواصل وأزمة الفهم














المزيد.....

اللغة كوسيلة للتواصل وأزمة الفهم


مازن فيصل البلداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3671 - 2012 / 3 / 18 - 11:24
المحور: المجتمع المدني
    


هي وسيلة التواصل والتفاهم بين افراد مجموعة معينة(قد تكون شعبا او أمّة او قبيلة او قرية....) من الناس تنطق بكيفية متشابهة لحروف الكلمات التي تشكل من خلال تركيبها معنى معينا للدلالة على الأشياء وتكون مفهومة من قبل افراد هذه المجموعة(يشتركون مع بعضهم البعض بمشتركات معينة من الأنساق الثقافية قد تختلف تطبيقاتها هنا وهناك) وتاريخ قد تكون بعض احداثه مشتركة بينهم،حتى وان نطق بها شخص آخر من خارج المجموعة(اي انه لاينتمي اليها او يشترك معها باحدى الميزات المشتركة اعلاه) الا ان المستمعين سيدركون المعنى ويفهمونه اذا ما نطق بها بالشكل الصحيح.

فكلمة(ذهب-بفتحة على الباء) تعني ان شخصا ما قد توجه من مكان معين الى مكان آخر، وبهذا(يفهم) المستمع معنى الفعل الذي قام به الشخص المعني،الا ان الأمر سيختلف جدا عندما تتغير طرقة النطق بذات الحروف ولكن بتغيير(الفتحة فوق الباء الى سكون) خاصة اذا ما اضفنا اليها ....(أل) التعريف الخاصة ليصبح أسما وعلما،فيتغير المعنى ويتغير معه ادراك المستمع لــ(يفهم) ان الدلالة قد تغيرت من فعل يخص الأنتقال الى أسم يدل على مادة صفراء تعد من المعادن الغالية الثمن،ويتغير معها توجيه انتباهه ونقاط اهتمامه،فالأسم ذو تأثير نفسي، الا انه بكل الأحوال ســ(يفهم) مايعنيه هذا اللفظ.

الا ان لدينا الكثير من الكلمات التي نعرفها ونتداولها الا ان التواصل بيننا يتوقف عند نقطة الأختلاف في ادراك و(فهم)معناها،فكلمات مثل.......حوار،تفاهم،حرية،وطن،مواطنة،شريعة،انسان،حقوق،مثقف،حضاري،مدنية،تمدّن،قانون مدني،دولة،حداثة،المرأة،.........الخ،من الكلمات الأخرى التي تشكل هواجسا لدى الكثير من افراد هذه المجموعة الناطقة باللغة المشتركة، الا انها غير مفهومة تماما، ويتوقف التواصل حولها عندما تصل الى مفترق طرق(الفهم) لمعناها،وهذا الفهم لايمكن فرضه بالقوة،فمعاني الكلمات تحتاج الى ترجمة تطبيقية على ارض الواقع ومنها يحتاج الى ممارسة هذا المفهوم كي يتم ادراكه من قبل الجميع بموجب اطار موحد يتوزع على العقول التي يحملها افراد تلك المجموعة ليكون معنى الكلمة(مفهوما)لدى الجميع.

لدينا أزمة تجاه هذا الأمر،وأزمة كبرى تتلاعب بنسبيتها مصالح لقوى تسيطر على اجزاء مختلفة من هذه المجموعة الكبيرة من الناس الناطقة باللغة المشتركة، وتؤثر عليها مفاهيم ومعان موروثة لم تستطع تجاوز الصياغة القديمة لمعنى تلكم الكلمات وتنقلها الى العصر الحالي،او بعض العصور السابقة وما كان هذا الا نتيجة للضغوط التي عانت منها بعض المجاميع التي عاشت مختارة او غير مختارة بعيدة منعزلة عن حركة التأريخ وتجدده،فبقيت العقول مقيدة بذات المعنى القديم،وبعد زوال عوامل الضغط والعزلة(القسرية) تم للبعض الأنطلاق خارج تلكم البيئة المنعزلة الى رحاب البيئة المشتركة واستطاع ان(يتفهّم) عمليات التغير التي جرت حول المعنى وتغيره من الأطار القديم الى الأطار الجديد وبتواجد القناعة لدى ذلك الشخص او تلك المجموعة،استطاع ان يتجاوز الفترة الزمنية اللازمة للأنتقال التدريجي الذي صاحب تغير المعنى الخاصة بتلكم الكلمات المقصودة وبالتالي تغير طريقة(الفهم) الخاص بها ليصبح مستعدا ومتوائما مع الأصدار الجديد لمعنى الكلمة ومفهومها.

وهذا لعمري ما اعتبره آفة الفرقة والتذبذب في التواصل بين افراد المجموعة الواحدة،وآفة تضر بالعمل المشترك الهادف لتوحيد الجهود من اجل اختصار الزمن والعبور فوق دقائق التفاصيل من اجل بلوغ المراحل القريبة من المرحلة التي أصبحت عليها الأمم الأخرى التي لم تتعرض لتلكم الضغوط التي ذكرناها آنفا،الا اننا مازلنا امام مشكلة اكبر من هذه التي نتحدث عنها، وهي الأنعزال او العزلة الأختيارية للأفراد والجماعات،هذه العزلة التي افرزت مراكز قوى استطاعت ان تسيطر على تلكم المجاميع والتسيّد عليها بموجب اجبارها على تطويق عملية التطور للمفاهيم والماني التي صاحبت تلكم الكلمات،والأنكى ان هذه القوى تحاول جاهدة الأبقاء على تلكم المفاهيم والمعاني القديمة في عقول ابناء وافراد تلكم الجماعات، لأن السماح لتطور المعنى الدخول الى باحتها وتغيير المعنى القديم سيضرّ بمصالحها التي قامت على انشائها بناءا على المفاهيم القديمة، او انها ورثت تلكم السيطرة من لدن ابائها واجدادها، وليس من قبيل المنطق الخاص بها ان تتنازل عن هذا الأرث الذي يدر عليها(ذهبا)،ناهيك عن انها بذاتها لاتستطيع العبور فوق الحاجز الزمني الذي كانت فيه حركة التاريخ تسير الى الآفاق الأيجابية وكانت هي متوقفة مكانها.
اعتقد بأننا نحتاج الى اعادة تقييم منظومة مفاهيمنا جميعا،خاصة تلكم الكلمات التي تغير(مفهومها) لدى امم اخرى،ونحن نرى اليوم ان هذه الأمم قد تخطّتنا بفارق زمني كبير.............علّنا نستطيع اللحاق بها او ان نصبح بمرتبة متقاربة مما هي عليه.

تحياتي



#مازن_فيصل_البلداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن....... بين الرغبات الآملة وسبل تحقيقها
- ماذا نريد؟!
- هنري كيسنجر:اذا كنت لاتسمع طبول الحرب فأنت بالتأكيد تعاني من ...
- في الذكرى العاشرة لأنبثاق الحوار المتمدن......مسيرة ونتائج
- التقدمية الواهمة في المنطقة العربية
- مليونيرات العالم يسيطرون على ٣٩٪من الثروة ...
- كيف سيبدو الأمر لك بعد الموت/مترجم
- العلماء يأخذون خطوتهم الأولى نحو تخليق حياة من أصل غير عضوي
- الأنسان في العصور القديمة كان يقوم بتناسل مختلط
- متحجرة جديدة ربما تعيد ترسيم الأصل الأنساني
- تأثير المعرفة العلمية على صياغة النص المقدس
- منطاد ضخم وأنبوب يماثله بالحجم لضخ الماء الى السماء!
- حوار حول وجود آدم وحواء
- كوكب شبيه بالأرض....هل يصبح قبلة نجاة أهل العلم؟
- المواطنة الحقيقية هي مفتاح الديمقراطية
- لماذا لايلتزم الناس بقواعد الدين في البلدان الأسلامية؟
- السعوديون غزوا البحرين(مقال مترجم عن الأندبندنت)
- المشروع العربي لخنق العراق والأتجار بمقدّراته
- العراق يفتح ابوابه للأعمال والأستثمارات
- صناعة الأعضاء البشرية الطبيعية-قفزة علمية جديدة


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مازن فيصل البلداوي - اللغة كوسيلة للتواصل وأزمة الفهم